باتت العبّارات المائيّة في مدينة "الرقة" إحدى وسائط النقل الرئيسة لنقل البضائع والبشر والطلاب، هي رحلة مائيّة تحمل معها الكثير من القصص والذكريات، فرضت بحكم الظروف.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الثاني 2018، خلال زيارتها إلى نهر "الفرات" في مدينة "الرقة"، رصدت ظاهرة النقل النهري، وهي وسيلة نقل جديدة فرضها الواقع وظروف الحرب التي ألمّت بالبلد، والمدينة المذكورة خاصة، هذا ما تناوله أهل المدينة، الذين يتوافدون إلى تلك الوسيلة بالعشرات على مدار الساعة، منهم "حليمة سيد الدخيل"، حيث قالت عن رحلاتها اليومية بواسطة تلك العبّارات: «باتت العبّارة المائيّة جزءاً من حياتنا اليومية، وتحوّلت إلى أمر واقع، نحتاج إليها لتلبية وتأمين لوازم منازلنا، وأغلب الأوقات نترافق ومجموعة من النسوة في تلك الرحلة المائية، خاصة لتأدية الواجبات الاجتماعية، فقد باتت وسيلة نقل من منطقتنا إلى الجهة الأخرى، إضافة إلى ذلك، تقوم الكثير من الأسر بنقل الخضار والفواكه واللوازم الكهربائية وغيرها مما يشترونها يومياً عبر العبّارات المائيّة، هناك 13 عبّارة، مهمتها نقل المواطنين وبضائعهم على مدار ساعات النهار، ولا تستغرق الرحلة إلا دقائق قليلة، حيث تحط بنا عبّارتنا المائيّة على الطرف المقابل، فقد حلّت مكان أحد أكبر الجسور في المنطقة الشرقية».

أثناء زيارة مدينة "الرقة" خلال المدة القصيرة الماضية، كانت المفاجأة بوسيلة نقل جديدة عبر النهر لم تكن موجودة مسبقاً، أكّد لنا أبناء المدينة ضرورة استخدامها في سبيل الوصول إلى شرق المدينة؛ وما وفّر علينا تعباً مضاعفاً الصعود عليها ونحن في الحافلة التي كانت تنقلنا

بدوره "محمود عزو الخليف" من أبناء مدينة "الرقة" تحدّث عن رحلته اليومية من الشرق إلى الغرب بواسطة العبّارة المائيّة: «مكان عملي في الجهة الغربية من المدينة، والأمر يتطلب منّي الذهاب يومياً إلى تلك الجهة، وبات لزاماً عليّ أن أستقلّ العبّارة المائيّة، برفقة دراجتي الناريّة، وهذا الأمر كلفني مبلغاً مالياً إضافياً؛ أجرتي وأجرة دراجتي، سابقاً كانت الدراجة كفيلة أن توصلني إلى مكان العمل عبر الجسر الكبير.

نقل المواطنين والحافلات

العبّارة حافلة نقل جديدة في محافظتنا، وجدنا فيها الكثير من الأمور التي كنّا نجهلها، فهي تعرفنا إلى الكثير من الشخصيات من محافظتنا، وتنتهي ببناء علاقات اجتماعية جديدة، فالرحلة يومية ضمن حافلة مائية صغيرة جداً، لا تستوعب أكثر من عشرين شخصاً، وهناك مبادرات ليست غريبة على أبناء المحافظة، مثل مساعدة الكبار والنساء والأطفال، والتعاون في حمل أثقالهم وموادهم، بنت هذه العناوين روحاً جميلة وجديدة بين أبناء "الرقة"».

"تهامي حاج عبد الله" من الكوادر التربوية في بلدة "تل أبيض" أشار إلى أهمية تلك العبّارات للطلبة، وذلك من خلال حديثه التالي: «أثناء الامتحانات النهائية يلزم علينا نقل طلاب الشهادة، فيكون العبور أثناء الوصول إلى مدينة "الرقة"، بقطع نهر "الفرات" عن طريق العبّارات المائية التي تعوّضنا عن خروج جسر "الرشيد" من الخدمة حتى تاريخه، بعد تعرّضه إلى القصف من قبل التحالف الدولي، اللافت في الأمر أنه بإمكان الحافلة الصعود على العبّارة بما فيها من بضائع وطلاب، بذات الطريقة نصل إلى الطرف الآخر، ثمن نقل الحافلة 500 ليرة سورية، أمّا ثمن الراكب الواحد، فهو 100 ليرة سورية، يهمنا أننا نصل من بلدتنا إلى مدينة "حماة" عبرها، ويحقق الطلاب مبتغاهم بتقديم امتحاناتهم، والعودة من ذلك الطريق إلى منازلهم في "تل أبيض"».

قطع نهر الفرات وسيلة نقل جديدة لأبناء الرقة

أمّا "علي المدهون" أحد الزوار من مدينة "القامشلي"، فتحدّث عن زيارته بوسيلة النقل الجديدة قائلاً: «أثناء زيارة مدينة "الرقة" خلال المدة القصيرة الماضية، كانت المفاجأة بوسيلة نقل جديدة عبر النهر لم تكن موجودة مسبقاً، أكّد لنا أبناء المدينة ضرورة استخدامها في سبيل الوصول إلى شرق المدينة؛ وما وفّر علينا تعباً مضاعفاً الصعود عليها ونحن في الحافلة التي كانت تنقلنا».

أبناء الرقة يلتقون في العبارة