شهدت محافظة "الرقة"، في السنوات القليلة الماضية، نشاطاً متميزاً على الصعيد الخدمي، وكان من ثمرات هذا النشاط الناجع إنشاء حديقة "الاستقلال" الحديثة العهد.

عن هذه الحديقة رصد موقع eRaqqa آراء وانطباعات الناس من روادها في الاستطلاع التالي:

الحديقة كرّست المثل القائل "الجسم السليم في العقل السليم" من خلال الارتقاء بالثقافة الصحية وخاصة بين السيدات، وهي ثقافة مغيبة بين سيدات المجتمع الرقي، وهذه الحديقة جسدت هذه الثقافة بين العشرات من السيدات، وهذا مظهر حضاري وفائدة صحية ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل

الشاب "مصطفى حميدي"، من ذوي الاحتياجات الخاصة تحدث قائلاً: «الحديقة هي عالمي الخاص وبوابة معرفتي وثقافتي، التي لولاها لكنت حبيس الجدران الأربعة بحكم وضعي الصحي الذي لا يساعدني، كغيري من أبناء جيلي الشباب أن أمارس نشاطاتي كإنسان سوي، فهي تختزل لي مدينة "الرقة" بشوارعها وأسواقها وأطيافها الاجتماعية، وبحكم قرب منزلي منها هذا جعلني أقضي معظم أوقاتي فيها بمعدل وسطي أربع ساعات يومياً..

مصطفى حميدي مع ثلة من أصدقائه

وجود الحديقة أنعش حياتي، وكسر حاجز الملل والخجل من وضعي الصحي من خلال الانفتاح على الآخر والاستفادة منه، حتى صارت عندي كعرف مقدس يومي يشدني إليه دائماً بقوة لا إرادية، هذا ما شكل نقلة نوعية إيجابية في حياتي حتى أهلي بدا عليهم الارتياح والسعادة من تواصلي مع الناس، والتواصل ضروري مع نسيج المجتمع، وإن كنت من ذوي الاحتياجات الخاصة فأنا على سبيل المثال كنت لا أعرف معظم جيراني القاطنين معي في نفس البناء، والآن من خلال حديقة "الاستقلال" كونت صداقات عديدة ومن مختلف مناطق المحافظة وريفها، حتى إنني تعرفت على أشخاص من نفس وضعي الصحي أعرفهم من شباب وبنات عملت على تشجيعهم في كسر حاجز العزلة والانطوائية وأحث أصدقائي الذين لا أعرفهم أن يتكيفوا مع واقعهم ويتفاعلوا معه باعتبارنا جزءاً من نسيج المجتمع، والحياة حلوة بتمايزها وتضادها، وأتمنى أن أشاهد في المستقبل القريب في كل حي من أحياء مدينة "الرقة" حديقة وتصبح مدينتنا الجميلة أكثر جمالاً».

المهندس "عاصم جديد" تحدث قائلاً: «أنا وعائلتي من رواد حديقة "الاستقلال" بشكل دوري، فهي متنفس طبيعي لنا وفسحة جمالية رائعة من حيث الأجواء الطبيعية من أشجار ومروج، تمني النفس في هدأه وسكينة بعد يوم شاق من العمل وخاصة في مثل هذه الجو الصيفي، من ناحية أخرى الأجواء الاجتماعية وتلاقي المجتمع الرقي، هذا التواصل الاجتماعي يغري المرء بالتواجد بشكل مستمر لأن الإنسان هو الذي يزوق ويجمل المكان ومن دونه لا معنى للمكان.

ألعاب الأطفال

وأيضا هناك فائدة هامة لا تقدر بثمن لأطفالنا عندما نصطحبهم معنا إلى الحديقة وإدخال البسمة على ثغرهم، وهي تساوي الكثير عندما نخلق لهم هذا الجو المرح، إضافة إلى غرس مبادئ سامية في عقولهم منذ الصغر، وهي تنمية ثقافة الطفل البيئية، ونمو معرفته في التواصل مع العالم الخارجي ومنها البيئة وكيفية الحفاظ عليها والتمتع بجمالها وهذا يعيه مستقبلاً من خلال تكريس مبدأ "مدينتنا جميلة فلنحافظ عليها"».

السيد "أحمد الدرويش" /57/ عاماً تحدث قائلاً: «الحديقة منشأة هامة في هذه المنطقة لما لها من خصوصية في الموقع، فهي تتوسط مساكن الجمعيات السكنية القديمة، "حوض الفرات" و"المعلمين" و"التأمينات"، والأحياء السكنية الأخرى، وبالتالي هي ملجأ بيئي نقي لقاطني هذه المساكن، وما يعانون منه في فصل الصيف ولقربها تخرج العائلة بأفرادها، حتى إنها تعد مرتعاً خصباً لأبناء المنطقة الطلبة والدراسة في فنائها، وأنا بين حين وآخر أخرج مع عائلتي عند المساء نتناول طعامنا في الحديقة لتعود الذاكرة إلى زمن جميل قد مضى أيام الصبا والشباب حيث الريف الجميل والأراضي الخضراء نتناول طعامنا قي حقولنا».

وسط الحديقة

الشاب "رائد العبد الله" /23/ عاماً تحدث للموقع قائلاً: «أنا من هواة الرياضة منذ أكثر من أربع سنوات، وخاصة رياضة الجري، والشيء المميز والفريد في حديقة "الاستقلال" والذي لا نشاهده في معظم الحدائق المنتشرة في المحافظة، هو الشكل الهندسي الدائري، الشبيه بمضمار السبق، وهذا ما يشجعني لأمارس نشاطي يومياً بكل أريحية ضمن جو مثالي من حيث المناظر الطبيعية والمحيط الاجتماعي العام».

الشابة "وفاء سليم" /20/ عاماً تحدثت قائلة: «الحديقة كرّست المثل القائل "الجسم السليم في العقل السليم" من خلال الارتقاء بالثقافة الصحية وخاصة بين السيدات، وهي ثقافة مغيبة بين سيدات المجتمع الرقي، وهذه الحديقة جسدت هذه الثقافة بين العشرات من السيدات، وهذا مظهر حضاري وفائدة صحية ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل».

المهندس "محمود العابد" رئيس مصلحة الحدائق في مجلس مدينة "الرقة"، تحدث قائلاً: «الحدائق في المحافظة رئة المدينة ومتنفس طبيعي وصحي للمجتمع وتعد حديقة "الاستقلال" واحدة منها تأسست في عام /2007/، وهي من الحدائق المتميزة والرئيسية في محافظة "الرقة"، وذلك لموقعها في قلب المدينة، واتساعها من حيث المساحة البالغة /27/ دونماً، وقد تم تخديمها من كافة النواحي الخدمية من أعمال إنارة، مياه، مقاعد، مضلات، دورات مياه..

وتمت زراعة الحديقة بالمروج والأشجار الحراجية والشجيرات والزهور، وهي مصممة على شكل هندسي دائري أشبه بمضمار السباق، وفي مركز الوسط تم تصميم نافورة ماء لتعطي الحديقة مسحة جمالية.

كما تم افتتاح "كافيتريا" داخل الحديقة، تقدم المشروبات الباردة والساخنة، وهناك حيز من المساحة خصص للأطفال، يمارسون فيه ألعاب الطفولة، والناس يلجؤون إليها أوقات فراغهم مصطحبين معهم أطفالهم، والحدائق تقدم وظائف جمة منها الاجتماعية والترفيهية والثقافية والصحية وتلبي رغبات المجتمع الرقي».