«يعتبر نجوم الدراما، وأبطال الرياضة والمشاهير شخصيات مؤثرة في المجتمع، وتلعب هذه الشخصيات دوراً كبيراً في توجه الناس، في تفكيرهم وسلوكياتهم، وأحياناً يقلدهم الكثير من جيل الشباب في طريقة كلامهم، ولباسهم وتسريحة شعرهم، ولأن مسلسل "باب الحارة" مسلسل حمل في أجزائه الثلاثة كل مقومات النجاح، ولما لاقاه من إقبال لدى المشاهدين في كافة أرجاء الوطن العربي قمت بتسمية المقهى بهذا الاسم».

هذا ما قاله لموقع eRaqqa بتاريخ(19/6/2009) السيد "فرحان الحمادة" صاحب مقهى "باب الحارة" التي تقع في بناءٍ طابقي ضمن مجمع "الصيادلة" الذي يقع في شارع /23/ شباط، في معرض حديثه عن تأثير النجوم والمشاهير في توجيه السلوك وخصوصاً لدى الشباب، والدافع وراء تسمية "باب الحارة" للمقهى التي تعود له.

إن إقبال الشباب على النرجيلة أصبح موضة دارجة كثيراً في هذه الأيام، ونستطيع القول إنها أضحت ظاهرة شبابية، والغاية من ذلك التسلية وتزجية الوقت. وقد درج في الآونة الأخيرة قيام بعض السيدات والبنات طلب "نفس نرجيلة، وهي ظاهرة جديدة في مجتمع "الرقة"، وهي ليست منتشرة على نطاقٍ واسع

ثم يتابع في ذات المعنى عن مدلولات اسم "باب الحارة": «أصبح لاسم "باب الحارة" مدلولات كثيرة، تدل على الكرم والشجاعة والنخوة، والتغلب على الصعاب، ونبذ السلبيات في المجتمع، أضف لذلك أنه من خلال سير الأحداث في المسلسل تعرفنا على الكثير من تفاصيل وجزيئات الحياة الدمشقية، في داخل البيت وخارجه، والعلاقات الاجتماعية التي تربطهم مع بعضهم البعض، كعلاقة الحماية مع الكنة، وعلاقة الأب مع أبنائه وبناته، ودور زعيم الحارة في حل مشاكلها، ومواقف العدل التي يتخذها أثناء القضاء بين المتخاصمين، وأهمية شخصية العقيد الذي يلعب دوراً كبيراً في درء الأخطار عن أبناء حارته، ومساندته للضعيف ووقوفه إلى جانب الحق».

فرحان الحمادة

وعن تاريخ افتتاح المقهى، وأقسامها، وتوسيعها، والمشروبات التي تقدم فيها، يقول "الحمادة": «افتتحت المقهى بتاريخ (18/11/2007)، وكانت بقسم واحد، وبعد الإقبال عليها، تم توسيعها وإضافة قسم آخر إليها خاص بالعائلات، ويقدم في المقهى مشروبات "باردة"، وأخرى "ساخنة"، والجديد هو الشاي المصنوع على الفحم، وتمتاز المقهى بضيافة القهوة المرة، وقد تكون الوحيدة في سورية بتقديم "المتة"».

وعن إقبال الشباب، والنساء على شرب النرجيلة، يقول "الحمادة": «إن إقبال الشباب على النرجيلة أصبح موضة دارجة كثيراً في هذه الأيام، ونستطيع القول إنها أضحت ظاهرة شبابية، والغاية من ذلك التسلية وتزجية الوقت. وقد درج في الآونة الأخيرة قيام بعض السيدات والبنات طلب "نفس نرجيلة، وهي ظاهرة جديدة في مجتمع "الرقة"، وهي ليست منتشرة على نطاقٍ واسع».

مقهى باب الحارة

وعن أجزاء النرجيلة، وتسمياتها المختلفة، يحدثنا "الحمادة"، قائلاً: «تتألف النرجيلة من خمسة أجزاء، وهي أولاً الرأس، وهو وعاء يستعمل لوضع "المعسل" أو "التنباك"، والفحم المشتعل فوقه، وعادة يصنع من الفخار أو من البورسلان الحراري. ويفصل بين الفحم و"المعسل" القصدير الذي يُثقب ليسمح بدخول الهواء من خلالها، وتكون فتحة الرأس السفلى صغيرة لتدخل في الأنبوب، أما الفتحة الأخرى تكون واسعة مع فتحات صغيرة لتحمل "المعسل"، وتسمح بدخول الهواء، وفحم النرجيلة يكون من خشب السنديان، أو الليمون، أو الرمان، وهناك نوع آخر يكون من الفحم الطبيعي يعالج صناعياً.

والجزء الثاني هو الصحن، والذي يوضع تحت الرأس ليلقط الرماد المتطاير ويحفظ قطع الفحم الصغيرة من السقوط، وعادةً يصنع من النحاس أو الألمنيوم.

قسم العائلات

وثالثاً، بللورة النرجيلة، ويكون شكلها بيضوياً، يوضع فيها الماء، ويضيف البعض إليها ماء "الزهر" لإضفاء طعم ونكهة مميزة لنفس النرجيلة، وتصنع من زجاج مزخرف، ولها أنواع متعددة منها، الحرارية، أو العادية، ولها موديلات عديدة، إما مصري، أو ايطالي، أو هندي، أو إيراني. ولها ألوان متعددة، وأغلى أنواعها الكريستال الهندي والفرنسي، وجمالية النرجيلة ببلورتها».

ويتابع "الحمادة" حديثه في ذات السياق: «أما القسم الرابع من أقسام النرجيلة فهو الأنبوب أو ما يسمى بجسم النرجيلة، الذي يحمل الرأس من جهة، ويغطس بالماء من جهة أخرى، وله فتحة جانبية تستخدم لإدخال خرطوم الاستنشاق، ويصنع من معدن، ويكون إما طويلاً أو قصيراً، وله أشكال وأنواع، بعضها مزخرف، وهناك نوع خشبي وهذا يكون خاص للتنباك، أما النوع النحاسي فيكون ثمنه غال.

أما الجزء الخامس فهو خرطوم النرجيلة، وله أنواع عديدة، وموديلات وأشكال مختلفة يصل طول البعض منها إلى مترين، وهو إما أن يكون من الجلد أو البلاستيك، ويكون مزيناً بزخارف في داخله مادة معدنية على الأغلب نحاسية، وفي رأس الخرطوم تكون مسكة النرجيلة.

ويدخل أحد طرفي الخرطوم بالأنبوب (جسم النرجيلة)، والطرف الأخر لسحب الدخان واستنشاقه، وينتهي طرفاه بأنبوبين خشبيين، واحد ليدخل في الفتحة الجانبية للأنبوب، والأخر يستعمل للاستنشاق. وتختلف تسمية النرجيلة من بلد لآخر، في الخليج العربي ومصر واليمن تسمى "الشيشة"، وفي العراق تسمى "نركيلة"، والتسمية الدارجة في "الرقة" هو "الأركيلة"».

وعن "المعسل" وأنواعه، يقول "الحمادة": «"المعسل" هو تبغ منقوع بنكهات عصير الفواكه، أو الدبس، أو العسل، ويضاف إليه "غليسرين طبي"، ويسمى كل نوع من أنواع "المعسل" بحسب نكهة الفواكه المضاف إليه، وله أنواع كثيرة ومتنوعة، وأشهر تلك الأنواع "معسل التفاحتين" و"المعسل المصري"، وتشتهر بعض دول الخليج العربي بصناعة "المعسل"، ومنها البحرين. وهناك خلطة خاصة نقدمها للزبائن تدعى خلطة "باب الحارة"، وهي خاصة بنا، مكونة من أنواع عديدة من "المعسل"، مزجت مع بعضها البعض».

وعن طقوس شرب النرجيلة يقول "الحمادة": «لشرب "الأركيلة" طقوس وأدبيات خاصة يعرفها كل من يشربها، فمثلاً لا يجوز وضع "الأركيلة" أثناء شربها على الطاولة، ومعنى هذا تحدي لكل الحضور، كذلك من غير اللائق إشعال السيجارة من فحم "الأركيلة" أثناء الشرب، ولهذا بحسب العرف له مدلولات كبيرة. ومن أدبيات شرب "الأركيلة" أنه لا يجوز تقديم الخرطوم للشخص إلا بعد طيه وثنيه».