«يقع مبنى "دار الحكومة" في وسط مدينة "الرقة"، في منطقة تعتبر الأكثر ازدحاماً بالحركة، ويطل على ساحة القائد الخالد "حافظ الأسد"، ودار "الأسد" للثقافة بـ"الرقة"، ويستمد المبنى طابعه المعماري من الإرث الإسلامي العباسي، الذي تتميز به المحافظة عن المحافظات السورية، حيث تعتبر "الرقة" مدينة عباسية بامتياز.

وتتجلى فنون العمارة العباسية في المبنى، من خلال الأقواس الخارجية للمبنى، والرواق الخارجي، الذي تميز وجوده بحماية المبنى من أشعة الشمس، كون "الرقة" تعتبر من المناطق الحارة».

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (4/6/2009) الدكتور "علي الإبراهيم" نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، في معرض حديثه عن مبنى "دار الحكومة" في "الرقة".

مبنى دار الحكومة ليلاً

وعن هذا المبنى الذي وضع قيد الاستثمار الفعلي منذ بداية عام /2009/، تحدث المهندس "محمد ياسر الحمد"، مدير الخدمات الفنية بـ"الرقة"، قائلاً: «قامت الوحدة الهندسية لجامعة "تشرين" بإعداد الدراسة الهندسية اللازمة لهذا المشروع الحيوي، ونفذته الشركة العامة للبناء والتعمير، فرع "الرقة"، وأشرفت عليه مديرية الخدمات الفنية بـ"الرقة".

ويتوضع المبنى على مساحة قدرها سبعة دونمات، وبمساحة طابقية قدرها /1200/ م، موزعة على ثلاثة طوابق، وقبو، وبلغت القيمة الإجمالية للمشروع نحو /332/ مليون ليرة سورية».

قاعة التشريفات

وعن طبيعة المبنى، ومواصفاته، يتابع "الحمد"، قائلاً: «تم إكساء الجدران بالغرانيت الصناعي، والأرضيات بالرخام التركي، إضافة إلى استخدام الخطوط العربية في التشكيلات الداخلية، كما تم إكساء جدران وأسقف البهو الرئيسي، والمسرح، وقاعات التدريب، والاجتماعات، والغرف الرئيسية، وجناح المحافظ بالخطوط العربية، والأرابيسك، والعجمي.

ويحتوي المبنى على "باثيو" عدد /2/، لتأمين الإنارة والتهوية الطبيعية، كما يحتوي على خمسة مصاعد، استطاعة الواحد منها /650/ كغ، وتمت عمليات التكييف عن طريق "شوديرات"، استطاعة كل منها /90/ طناً، أما عمليات التدفئة فتتم عن طريق حراقات ثلاثة، كما يحتوي المبنى على شبكة إنذار حريق، تحتوي حساسات حرارية ودخانية».

البهو الرئيسي

وعن مكونات المبنى، يقول "الحمد": «يتألف المبنى من قبو وثلاثة طوابق، موزعة على الشكل التالي: القبو، ويتألف من مواقف للسيارات، يصل عددها إلى نحو /35/ سيارة،، إضافة إلى أربع غرف للمراجل، استطاعة كل منها /270/ ألف كيلو كالوري، ومركز تحويل كهربائي باستطاعة /1000/ كيلو واط، بالإضافة إلى مجموعة توليد احتياطية استطاعتها /630/ كيلو واط. ومستودعات ومصلى.

ويتألف الطابق الأرضي من البهو الرئيسي، و"الباثيوهات"، وقاعة اجتماعات مجلس المحافظة، التي تبلغ سعتها /250/ كرسياً، ومزودة بأجهزة الإنارة والصوت، وشاشة عرض كبيرة، إضافة إلى مكاتب إدارية أخرى، منها مديرية المجالس المحلية.

ويحتوي الطابق الأول على جناح السيد المحافظ، وقاعة التشريفات، وقاعات اجتماعات، ومكاتب نائب رئيس المكتب التنفيذي، وأعضاء المكتب التنفيذي لقطاعات التربية والرياضة، والمجالس، والتموين والصناعة، والثقافة والسياحة، والنقل والمواصلات،، والصحة، ومديرية التطوير الإداري.

أما الطابق الثاني، فيحتوي على مكاتب أعضاء المكتب التنفيذي لقطاعات الإسكان والأبنية المدرسية، والزراعة، ومكاتب الرقابة الداخلية، ومديرية المالية والمحاسبة، والاستثمار، وفرع تنمية المنطقة الشرقية، وتمكين اللغة العربية، وقاعات تدريب (مخبر لغوي، حاسوب، فني إداري)».

وعن القيمة الجمالية لمبنى "دار الحكومة"، تحدث الفنان الضوئي "حمزة الحسين" قائلاً: «يعتبر مبنى "دار الحكومة" من أجمل مباني المحافظة، بل من أجمل مباني المنطقة الشرقية على الإطلاق، وتميز بمحاكة الإرث العمراني العباسي، واستخدمت مصابيح الإنارة المجاورة له، والمسلطة عليه، لتبرز قيمة جمالية إضافية ليلاً.

كما أن استخدامات الخطوط والعربية وفنون الأرابيسك والعجمي، تجلّت واضحة في أجنحته وأروقته، وبشكل يتوافق مع القيمة الجمالية والحضارية للمبنى، وباختصار نستطيع القول إن المبنى يحاكي عظمة تاريخ "الرقة"، وحاضرها المزدهر والمتطور.