«بعد تزايد أعداد الطلاب في مدرسة الشهيد "إسماعيل باقر" قررت مديرية التربية في "الرقة" إحداث مدرسة بالقرب منها، وفي بداية الفصل الدراسي الثاني بتاريخ (5/2/2009) انتقل قسم كبير من تلامذتها وكادرها التربوي إليها، وقررت الجهات المعنية تسميتها باسم الشاعر "مصطفى الحسون" تكريماً وتخليداً له».

هذا ما قاله السيد "أحمد عبدو" مدير مدرسة "مصطفى الحسون" لموقع eRaqqa بتاريخ (30/2/2009)، عن تاريخ إنشاء المدرسة، وسبب تسميتها.

يتألف بناء المدرسة من ثلاثة طوابق، ويبلغ عدد شعبها /26/ شعبة صفية، وعدد تلاميذها /900/ تلميذاً، وهي مدرسة نمطية من الصف الأول حتى الصف السادس، ويبلغ عدد طاقهما التعليمي والإداري/40/ تربوياً ما بين مدرس، ومدرس مساعد، ومعلم صف

وعن أعداد الطلاب، وبناء المدرسة، وكادرها التربوي والتعليمي، يقول "عبدو": «يتألف بناء المدرسة من ثلاثة طوابق، ويبلغ عدد شعبها /26/ شعبة صفية، وعدد تلاميذها /900/ تلميذاً، وهي مدرسة نمطية من الصف الأول حتى الصف السادس، ويبلغ عدد طاقهما التعليمي والإداري/40/ تربوياً ما بين مدرس، ومدرس مساعد، ومعلم صف».

الشاعر والمؤرخ مصطفى الحسون

أما المدرس "حابس الجذيان" أحد مدرسي المدرسة، فقد قال عن أهمية تكريم المبدعين: «دأبت الأمم والشعوب على تخليد مفكريها وأعلامها، و"الرقة" كمدينة عريقة لها تاريخها الموغل بالقدم تحمل في طيات صفحات أزمانها منذ العصر "الأموي" و"العباسي" أسماءً وأعلاماً في كافة ميادين الفكر والثقافة والعلوم والأدب، ومنهم في عصرنا الحالي الشاعر والمؤرخ "مصطفى الحسون"، فهو أحد أبرز أعلام المحافظة الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية في "الرقة"، ومن واجبنا تخليد هؤلاء العظماء بتسمية المدارس، والشوارع بأسمائهم، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم».

وعن حياة الشاعر "مصطفى الحسون"، وتاريخ ولادته، ونشأته، ووفاته، وولعه بدراسة آثار "الرقة" وتاريخها، يقول "الجذيان": «ولد الشاعر والمؤرخ "مصطفى الحسون" في مدينة "الرقة" عام /1928/ وفيها توفي في (29/9/1995).

مدير المدرسة أحمد العبدو

درس في تجهيز "حلب"، وعلّم في مدارس محافظة "الرقة"، ودرّس في بعض قراها ومنها قرية "خس عجيل" التي تقع على ضفة نهر "الفرات" اليسرى، وتبعد عن مركز مدينة "الرقة" نحو /60/كم، وفي نهاية عام /1968/ علّم في مدرسة "المأمون" الابتدائية، ثم أصبح مديراً لها.

كان "مصطفى الحسون" رحمه الله يهتم اهتماماً كبيراً بتاريخ مدينته "الرقة"، وكان هاجسه الوحيد الخوف من اندثار وضياع هذه الآثار العظيمة، لأنها دليل مادي وحي يرصد حقبة تاريخية مهمة عاشتها "الرقة" قديماً، فكان شغله الشاغل البحث في المصادر، والمراجع التاريخية عن هذا الجانب من حياة مدينته التي أحبها، لقد كان رحمه الله منقطعاً عن العالم الخارجي بسبب ذلك.

المدرس حابس الجذيان

وفي الثمانينيات أُنتدب المعلم "مصطفى الحسون" إلى مديرية آثار "الرقة"، وذلك لنشاطاته، واهتماماته بالتاريخ والآثار، وأثناء عمله في مجال الآثار وجد ضالته وبغيته.

لقد كان لشدة حبه بالتاريخ والآثار يعمل بيده مع عمال التنقيب والحفريات، حيث انصب جل اهتمامه على ترميم سور "الرافقة"، و"الجامع القديم"، أكثر من غيرهما من المواقع الأثرية الأخرى، فقد كان حلمه أن يرجع للجامع مجده وزهوه في الماضي، وأن يؤمه المصلون كما في سابق عهده.

وبعد وصوله إلى سن التقاعد لم ينقطع عن العمل في مديرية آثار "الرقة"، بل كان يخرج متطوعاً إلى المواقع الأثرية، ويعمل مع حملات التنقيب، وكانوا كثيراً ما يستشيرونه ويطلبون رأيه في العديد من المسائل التي تتعلق بآثار وتاريخ "الرقة"».

وعن أشعار "الحسون" ومواضيعه الشعرية، وآثاره الأدبية، ومشاركاته الثقافية، وبعض الجوانب الأخرى في حياته، يقول "الجذيان": «بالإضافة إلى انشغال "مصطفى الحسون" بالبحث والتاريخ، فقد كان شاعراً وطنياً وقومياً، وأثرت في شخصيته الشاعرية، فلم يترك مناسبة منها تفوته إلا وخلدها بقصيدة عصماء، وتعد من أبرز قصائده تلك المعروفة بسينيتة "مصطفى الحسون"، وهي بعنوان "قصر الحير"، التي يعارض فيها الشاعر "البحتري"، ومنها هذه الأبيات:

راع منها السنون بعد أنس/ رائعات الفنون من عبد شمس

وبقايـا طلولها شـاخصات/ يصبح البوم في ذراها ويمسي

أعولت حولها الرياح الثكالى/ وأقامت مأتـماً بعـد عرس

ودموع الغيـوث رقش عليها/ مثل رقيش النبال في خد ترس

آنستني الديار تروي حديثـاً/ وحديث الديار إيناس نفسي

كلما غـاب طائف من خيال/ شاغلني بطائف مثل همسي

ويضيف "الجذيان" بقوله: «للشاعر والمؤرخ "مصطفى الحسون" العديد من المشاركات في الندوات الثقافية والتاريخية، ومنها مشاركته بالندوة الدولية لتاريخ "الرقة" وآثارها التي انعقدت في عام /1981/، والتي شارك فيها أكثر من ثلاثين باحثاً من كافة أنحاء المعمورة، وساهم مع عدد من الباحثين والكتاب في انجاز كتاب "الرقة" درة الفرات، وهو كتابُ قيمُ تناول تاريخ "الرقة" وأعلامها، وتطرق في بعض فصوله للعديد من الجوانب المعاصرة في تاريخها، وقامت مديرية الثقافة في "الرقة" بتسمية مهرجان الشعر العربي الثالث، المنعقد بتاريخ (15- 18/4/2007) بمهرجان المرحوم الشاعر "مصطفى الحسون"، وقد شارك في المهرجان عدد من الشعراء السوريين والعرب والأجانب، وأقيمت فعالياته في دار "الأسد" للثقافة في "الرقة" و"الثورة". وله ديوان شعر غير مطبوع بعنوان "الجمال والبيان"، ولديه مؤلفات مخطوطة عن تاريخ "الرقة"، نشرت قصائده في معجم "البابطين" الذي صدر في الكويت عام /1996/».

ومن الجدير بالذكر، أن المدرس "حابس الجذيان" أحد المشرفين في موقع "الرقة كوم" وهو من المواقع التي تعمل على تدوين العديد من جوانب الحياة التاريخية والاجتماعية في "الرقة".