«تمتد أراضي قرية "سلحبية غربية" التي تحوّلت إلى بلدية في العام /1982/ بموجب قرار مجلس محافظة "الرقة" رقم /48/ تاريخ (12/5/1982)، على ضفاف نهر الفرات، والتي تبعد عن مركز "الرقة" نحو /25/ كم. حيث يعمل معظم سكانها بالزراعة، التي تعتبر المورد الأساسي للرزق، إضافة لتربية الماشية، واستثمارهم الأراضي المروية. إذ كان أغلب مساكنها من الطين، حيث يقطنها أكثر من سبعة آلاف نسمة، وتحول أغلبها إلى مساكن مبنية من الاسمنت المسلح، نتيجة التحسّن المادي الذي طرأ على أهالي البلدة، أضف إلى ذلك تحديث شوارعها، وإنارتها بمصابيح بخار الصوديوم الكهربائية، والانتهاء من مبنى الهاتف الآلي.

إذ شهدت القرية ثورة زراعية حقيقية بعد تحوّل قسم كبير من أراضيها إلى أراض مشمولة بمشاريع الاستصلاح، وأصبحت مروية بالراحة عبر شبكة الري التي تمتد من "سد الفرات" إلى القرية، والقرى المجاورة.

تم انجاز العديد من المشاريع التي تقدم الخدمات للمواطنين، وتدعم موارد البلدية، كالسوق التجاري، وفرن البلدية، وحافلة للنقل الداخلي

وتضم هذه القرية ـ التي عرفت باسم "سلحبية غربية" كل من قرية "سلحبية شرقية"، و"الخيالة غربية وشرقية"، و"مزرعة السلام"، وقرية "نجد"، و"المرجة الخضراء"، ومجموعة سكانها مجتمعة تشكل حوالي /7/ آلاف نسمة ليصل بذلك سكان بلدية "سلحبية غربية" إلى نحو /14/ألف نسمة».

رئيس بلدية السلحبية

هذا ما ذكره الموقع eRaqqa بتاريخ (24/5/2009) السيد "حسين إبراهيم الحسن" رئيس مجلس بلدة "السلحبية". وللوقوف على أهم المشاريع الخدمية التي قام بتنفيذها مجلس بلديتها، قال: «يمكن إيجاز أعمال البلدية بالنقاط التالية، ففي مجال التخطيط والتنظيم العمراني، فقد عملت البلدة إلى حد كبير على وقف البناء العشوائي، والحد منه قدر الإمكان، وإدراج التجمعات السكانية والقرى التابعة لها ضمن خطط سنوية، وذلك بحسب الإمكانيات المتاحة، وتوصلت إلى مرحلة متطورة، حيث أصبحت المخططات التنظيمية لتجمعات قرى "سلحبية غربية"، و"سلحبية الشرقية"، و"الخيالة"، جاهزة، وقد عملت البلدية بجهود حثيثة على إعادة تنظيمها.

أما في مجال الطرق، فقد تم فتح معظم شوارع وطرقات البلدية بعد صدور المخطط التنظيمي لها، بالإضافة إلى تعبيدها ـ وهذا بالتأكيد ـ أزال العديد من العقبات التي كانت تقف بوجه المواطن من حيث البناء، بعد أن تم تحديد مسار الطرقات بشكلٍ صحيح، مما ساهم بإحداث محال تجارية مطلّة على هذه الشوارع، أضف إلى ذلك تسهيل تنقل المواطن بأيسر الطرق، واختلفت بذلك الصورة المرسومة في ذهنه عما سبق. فشوارعها صارت جاهزة، وواسعة، ونحاول دائماً رصد الموازنات اللازمة لتجهيز ما لم يُجهز منها، وإن كان أغلبها قد وضع في الخدمة».

شوارع البلدة

وفي مجال الحدائق، يضيف السيد رئيس البلدية، قائلاً: «ما يشاهد في بلدية "سلحبية غربية" اليوم ـ حقيقة ـ يختلف تماماً عن بقية القرى الأخرى. فالبلدية صارت سبّاقة في هذا المجال، وقد أنشئت فيها العديد من الحدائق، كحديقة الشهيد "باسل الأسد"، وتشجير جزء من الحزام الأخضر للقرية.. وقد حصل المجلس البلدي على جائزة "تجميل الريف" في هذا المجال، وهذا ما يدفعنا أكثر إلى الاهتمام المتزايد بالشجرة "رئة البلدة" لما لها من فائدة وأهمية في حياة المواطن، والإفادة منها كمصدّات للرياح وغير ذلك».

وعن إنارة الشوارع، قال: «لقد عملت البلدية على إنارة العديد من شوارع البلدة بالمصابيح الزئبقية، ومصابيح بخار الصوديوم، ويتم سنوياً إنارة شوارع جديدة. كما أحدث فيها مستوصف صحي، ومركز طوارئ للكهرباء، وهو الآن قيد الانجاز، ومركز ثقافي، صار يؤمه رواد الثقافة ومتعطشوها، وتقام فيه الأمسيات الأدبية، والندوات المختلفة، بالإضافة إلى إحداث نادٍ رياضي ضم مجموعة كبيرة من الشباب المحب للألعاب الرياضية، وخاصةً كرة القدم التي تُمارس فيه وتشارك فرقه في دوري أندية المحافظة».

مبنى البلدية

وعن المشاريع ذات الطابع الخدمي، والاستثماري، قال: «تم انجاز العديد من المشاريع التي تقدم الخدمات للمواطنين، وتدعم موارد البلدية، كالسوق التجاري، وفرن البلدية، وحافلة للنقل الداخلي».

أما في مجال النظافة وخدمات المياه، يؤكد رئيس البلدية قائلاً: «لقد عملت البلدية على توفير الآليات والمستلزمات التي تعمل في هذا المجال، وهي تمتلك الآن جراراً وعربة مقطورة لنقل القمامة، و"تركس" خاص بها، بالإضافة إلى أنَّ هناك مقطورة يستفاد منها في نقل المياه للمنازل التي لم تصلها بعد».

ويضيف رئيس البلدية: «تبقى "سلحبية غربية" والقرى المجاورة تُعاني من بعض الصعوبات، والنقص في مكملات الخدمات، وما نأمله هو زيادة الاعتمادات المخصصة للبلدة لانجاز الكثير من المشاريع التي نرجو تحقيقها في الخطط المستقبلية، علما أنه تم تلزيم إكمال طريق "سلحبية غربية" الرئيسي مؤخراً إلى أحد المتعهدين، وهو بطول /4/كم ليصار إلى تنفيذه في القريب العاجل، ويعد امتداداً، وإضافةً مهمّة للشارع الذي يربطه بمدخل البلدة لتصل أبعاده إلى /6/ كم».

من جهة أخرى التقى موقعنا مع المساعد الفني "أحمد الجدوع العمارة"، حيث أكد قائلاً: «لقد تم مؤخراً تحميل المخطط التنظيمي على الحاسب الآلي، بالإضافة إلى مجمل البيانات الخاصة التي تتعلق بذاتية المقاسم ككل، ناهيك عن تحميل خطوط المياه، والكهرباء، والهاتف، وفي إطار متابعتنا المستمرة يتم ضبط أي مخالفة في مجال البناء العمراني المخالف، ونحاول قدر الإمكان متابعة هذا الجانب، لما له من تأثير غير مباشر على سوية العمل الذي نقوم به، وهذا ما جعل من هذه البلدة نموذجية، ولها مستقبلها السياحي».

بقي أن نشير، إلى أنّه عثر في قرية بلدية "سلحبية غربية" على "خان دامان" وهو مركز استراحة للقوافل التجارية قديماً، وقد تم التنقيب في هذا الموقع، وهو يرجع للعهد الروماني، إلاّ أنَّه، وكما هو واضح، لم يلقَ الاهتمام الأمثل من قبل دائرة الآثار والمتاحف في المحافظة، على الرغم من جهودها المشكورة في هذا المجال. وما نرجوه هو متابعة التنقيب في هذا "الخان"، والاهتمام به أسوة بغيره من المواقع الأثرية في المحافظة.