إن واقع العمل في مغاسل السيارات الصغيرة، والكبيرة، الشاحنة، شابه الكثير من الانفراج، في ظل ازدياد أعداد سيارات الأجرة، وبصورة خاصة في هذه الفترة بالذات، حيث تجاوز أكثر من /4400/ سيارة، وهذا الكم من السيارات يلزمه توافر أعداد غير عادية من مغاسل السيارات لتخفيف الضغط، والجهد المضني الذي يبذله الأخوة العاملون في مغاسل المحطات الرئيسية، بعد انتشار مغاسل السيارات الصغيرة، وبشكلٍ ملحوظ سواء في وسط المدينة، أو في الأطراف.

وفي هذا الإطار التقى موقع eRaqqa بتاريخ (18/5/2009) مع "ياسر مامو" سائق سيارة أجرة، فقال: «تواجد هذه المغاسل الصغيرة بهذه الكثرة اليوم، بعد أن كانت عبارة عن محال صغيرة جداً، وتحويل الكثير من هذه المحال لمغاسل سيارات بهدف زيادة دخل أفراد مالكيها، لتلبية حاجة أصحاب السيارات الصغيرة، وتأمين خدماتها بالشكل الأمثل، ساهم إلى حد ما في التخفيف من أزمة الغسيل المفتعلة اليومية التي كانت تُعاني منها محطات الغسيل الرئيسة في "الرقة"، وعددها على الأغلب لا يتجاوز الثلاث محطات. هذا الازدهار لمغاسل السيارات الصغيرة، حد وبشكل كبير من الضغط غير العادي على مغاسل المحطات الرئيسية، ما جعلنا نلجأ إليها في أي وقت كان، بعد أن كنا نعاني الأمرّين حيال هذا الواقع».

لقد وجد العاملون في مغاسل السيارات فرصة للعمل، على الرغم من أن أجرة العامل، وبصراحة لا تسدّ الرمق، ولكن العامل لا يعتمدُ على أجرته فقط، بل مايحصل عليه من الاكراميات المقدمة من أصحاب السيارات

وأضاف السائق "مصطفى الخضر"، بقوله: «توافر هذا الكم من المغاسل الصغيرة، خفّف إلى حدٍ ما من الضغط على محطات الغسيل الرئيسية، ووجودها ساهم، في حل الكثير من المشكلات، ناهيك عن الانتظار الطويل والممل الذي كان يضطر السائق، أو صاحب الآلية إلى تعطيل مصالحه، وقضاء وقت ليس بالهين للانتهاء من انجاز مهمته بتنظيفها، وقد تزامن هذا الإجراء مع ارتفاع أسعار مواد الغسيل».

مغسلة في أطراف مدينة الرقة

ويضيف "عبد الله الخلف" مالك سيارة خاصة، بقوله: «إن الأغلبية من الشباب صار يتجه اليوم لأماكن غسيل السيارات، حيث تحول أغلبها، في الوقت الحاضر إلى مجرد مغسلة، وهي عبارة عن محال صغير جداً، بدافع قضاء الوقت، أو المبالغة غير المعقولة في نظافة سياراتهم. فأنا مثلاً لم أجد ما يلهيني في هذه الفترة إلاّ إني وجدتها فرصة للذهاب إلى مغاسل السيارات، لأنني منذ فترة طويلة لم تسنح لي الفرصة بغسلها، وما أشاهده من بعض الشباب فهو يثير الكثير من التساؤل، إذ يأتون بسياراتهم النظيفة التي لا تحتاج للغسيل أبداً فيقومون بغسلها بدافع التباهي، خاصةً إذا كانت السيارة من الموديلات الحديثة، فتجد أن أغلب الشباب يقوم بغسلها يومياً، والمكسب الأول والأخير يبقى من حظ صاحب المغسلة».

كما التقى موقعنا مع "فارس جميل"، سائق آلية ثقيلة، قال: «إن رسوم غسيل السيارة مع التشحيم يصل الى مبالغ لا يستهان بها، بالإضافة إلى رسوم غيار الزيت، والمصافي الخاصة بها، وهذا الإجراء يضطرنا إلى الانتظار، والسبب هو الازدحام على هذه المغاسل، على الرغم من تزايد أعدادها، وبصورة لافته في أطراف المدينة، وهذه المغاسل بحاجة لصيانة مستمرة، وتفتقد ـ بالتالي ـ لأبسط الشروط الفنية، إلا أنها وعلى الرغم من ذلك ساهمت في حل مشكلتنا مع محطات الغسيل الرئيسية».

ويضيف "صلاح النجم" مالك سيارة صغيرة: «لقد وجد العاملون في مغاسل السيارات فرصة للعمل، على الرغم من أن أجرة العامل، وبصراحة لا تسدّ الرمق، ولكن العامل لا يعتمدُ على أجرته فقط، بل مايحصل عليه من الاكراميات المقدمة من أصحاب السيارات».

وفي الإطار ذاته عقب السائق "منصور الحسين"، بقوله: «إن هذه الحالة تُعد ظاهرة قديمة تتجدد كل سنة، وبالتحديد بعد صلاة العصر إلى ما قبل المغرب، وهي تواجد أصحاب السيارات أمام المغاسل، وبشكلٍ يومي من قبل أغلب الشباب لأنها أصبحت عادة من نوع آخر، يذهبون بسياراتهم إلى المغسلة ويضعونها هناك، ويقومون بالذهاب مع أصدقاء آخرين لحين انتهاء فترة الغسيل، بينما فضّل البعض منهم البقاء أمام سياراتهم، ومراقبة العامل، والوقوف على رأسه وتنبيهه على أي نقطه، ولو بسيطة على جسم السيارة، والانتباه جيداً أثناء قيام العامل بالمسح، والتنشيف، والتلميع داخلها لأنها غالباً ما تكون هي أهم نقطة بالنسبة إليهم، وهي نقطة حسّاسة وحرجة في أهم مرحلة من مراحل الغسيل.

كما أن ظاهرة ازدهار العمل في محطّات وأماكن غسيل السيارات على الطرق العامة وغيرها، أخذت تنتشر وبصورة خاصة بعد موجة دخول السيارات الحديثة التي اجتاحت شوارع المدينة».