«توفر الصوامع بيئة ملائمة لتخزين الحبوب، وتتمتع بمزايا تخزينية متنوعة، وتتميز عن التخزين في العراء في نقاط عدة، لعل من أهمها حفظ الحبوب من الظروف الجوية والإصابات الحشرية، وإمكانية غربلتها وتعقيمها، وتقليل فاقد الحبوب إلى الحدود الدنيا خلافاً للتخزين في العراءات، وحصر النفقات، وتوفير شروط صحية ملائمة للعاملين، وإمكانية توريد الحبوب دوكمة، مما يسهل عمليات نقلها وتحريكها، وتفريغها السريع في حالات الطوارئ.

وقد سعت مؤسسة الحبوب إلى التخزين في العراء طيلة السنوات الماضية، لعدم كفاية الصوامع والصويمعات الموجودة لإنتاج المحافظة من الحبوب، مما سبب هدراً لكميات كبيرة من الحبوب، وزيادة في النفقات، وإرباكاً للفلاح وللعاملين في المؤسسة في موسم التسويق».

تؤدي الصوامع مهاماً عديدة، تبدأ بتخزين الحبوب وحفظها، وإمكانية استلامها آلياً دون الحاجة إلى خدمات العتالة، والقيام بعمليات الغربلة والتنقية للوصول بالحبوب إلى المواصفات الطحنية والتصديرية، وتعقيم المخازين للتخلص من الحشرات التي تصيب الحبوب كحشرة السوسة والخنفساء بأنواعها وثاقبة الحبوب الصغرى، وغيرها من الحشرات التي تؤثر على سلامة المخازين وجودتها، وإمكانية تهوية الحبوب للتخلص من نقاط التسخين والرطوبة الموضعية في حال وجودها

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (11/3/2009) المزارع "سالم الخليل"، خلال حديثه عن واقع تسويق محاصيل الحبوب، والنتائج المترتبة على التخزين في العراء، والمزايا التي يوفرها التخزين في الصوامع والصويمعات.

صويمعة معدنية

ويتحدث لموقعنا المهندس "إسماعيل الحسين" مدير فرع مؤسسة الحبوب في "الرقة" قائلاً: «لدينا في محافظة "الرقة" /21/ مركزاً لاستلام الحبوب، ويبلغ إنتاج المحافظة السنوي قرابة /400/ ألف طن من القمح، وقد سعت المؤسسة العامة لإقامة صويمعات معدنية في كافة مراكز الاستلام، وذلك للتقليل من عمليات الهدر وترشيد النفقات.

وكانت لدينا /19/ صويمعة معدنية طاقة كل منها /10/ آلاف طن، وستدخل صويمعتان جديدتان في الاستثمار في موسم عام /2009/، ليصبح العدد الإجمالي /21/ صويمعة معدنية، علماً أن هذه الصويمعات لا تكفي لاستيعاب إنتاج المحافظة من القمح».

تخزين الذرة الصفراء

ويضيف المهندس "إبراهيم الأحمد" رئيس وحدة صوامع "الرقة" قائلاً: «نظراً لما توفره الصوامع من مزايا تخزينية جيدة مقارنة مع التخزين في العراءات، توجهت الحكومة لاستبدال التخزين في العراء والخلايا الترابية بإقامة صوامع بيتونية، وصويمعات معدنية، وكانت حصة محافظة "الرقة" ثلاث صوامع سعة كل منها /100/ ألف طن، لتصبح الطاقة التخزينية الإجمالية لصوامع المحافظة /400/ ألف طن، بدلاً من /100/ ألف طن طاقة الصومعة الحالية.

وهذه المشاريع حققت التوزع الجغرافي السليم، بحيث تغطي كافة احتياجات المحافظة وفلاحيها، حيث تم الانتهاء من مشروع صوامع أبو عاصي التي تبعد /70/ كم غرب "الرقة" على طريق عام "الرقة" ـ "حلب"، وستدخل الاستثمار في موسم عام /2009/، وباشرت شركة "جهاد سيلوها" الإيرانية منذ عام /2007/ بتنفيذ صومعتي "هنيدة" و"الشركراك" وطاقة كل منها /100/ ألف طن.

تسويق القمح

ففي مشروع صوامع "هنيدة" التي تبعد /42/ كم غرب "الرقة" بجانب محطة القطار، تم الانتهاء من أعمال صب المجموعة الخامسة وتنفيذ مباني الإدارة والمستودعات وسكن العاملين، وفي مشروع "الشركراك" الذي يقع على طريق عام "حلب" ـ "الحسكة"، فقد أنهت الشركة أعمال صب المجموعة الثالثة إضافة إلى تنفيذ المباني الإدارية، ومن المتوقع رفع الطاقة الاستيعابية في هذين المشروعين لتصبح /130/ ألف طن بدلاً من /100/ ألف طن، وذلك في ظل تنامي إنتاج المحافظة من الحبوب، وسعي شركة الصوامع لتأمين الطاقات الاستيعابية اللازمة لإنتاج المحافظة من الحبوب لسنوات طويلة قادمة».

وحول المزايا التي توفرها هذه الصوامع للفلاحين، والمشاريع المستقبلية في زيادة أعدادها، يضيف "الأحمد" قائلاً: «تخفف مشاريع الصوامع الجديدة من معاناة الفلاحين في مواسم التسويق، وتختزل عامل الزمن، وتقلل من نفقات التسويق.

وفي إطار خطة الحكومة لإنماء المنطقة الشرقية، فقد أُدرج مشروع بناء صومعة جديدة في ناحية "الكرامة" بطاقة /100/ ألف طن، بجانب محطة القطار، وهي تبعد نحو /40/ كم شرق مدينة "الرقة"، وبهذه المشاريع نكون قد غطينا كامل مساحة المحافظة بالصومعات البيتونية، وستكفي هذه المشاريع حال استثمارها لاستيعاب إنتاج المحافظة من الحبوب، كما أن مواقع هذه الصوامع اعتمدت بحيث تحقق التوزع الجغرافي الذي يخدم الفلاحين في مختلف أنحاء المحافظة، إضافة إلى قرب هذه الصوامع من الطرق المركزية، والخطوط الحديدية لتسهيل عمليات النقل والتفريغ».

وتقوم الصوامع بمهام عديدة تمهيداً لتصدير الكميات المخزنة وتسليمها للمطاحن ومؤسسات إكثار البذار، ويجمل "الأحمد" هذه المهام بقوله: «تؤدي الصوامع مهاماً عديدة، تبدأ بتخزين الحبوب وحفظها، وإمكانية استلامها آلياً دون الحاجة إلى خدمات العتالة، والقيام بعمليات الغربلة والتنقية للوصول بالحبوب إلى المواصفات الطحنية والتصديرية، وتعقيم المخازين للتخلص من الحشرات التي تصيب الحبوب كحشرة السوسة والخنفساء بأنواعها وثاقبة الحبوب الصغرى، وغيرها من الحشرات التي تؤثر على سلامة المخازين وجودتها، وإمكانية تهوية الحبوب للتخلص من نقاط التسخين والرطوبة الموضعية في حال وجودها».