«لم أدخل عالم التصوير بمحض الصدفة، فلقد كنت منذ صغري أهوى التصوير، وكانت هدية نجاحي في الصف الثالث الإعدادي، كاميرا تصوير فوتوغرافية، أهداها لي والدي رحمه الله».

هكذا يبدأ السيد "نضال الشيخ يوسف" حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (8/3/2009) صاحب "مختبر الصورة السريعة" والذي يقع في شارعٍ فرعي يتجه شرقاً من أمام جامع "الجراكسة" إلى شارع "القنيطرة"، والمعروف لدى أهالي "الرقة" بشارع "تل أبيض".

كل تلك اعتبارات مهمة في تجسيد اللحظة المرادة من الصورة، ويعتبر موضوع الصورة هو الأهم، فمن الممكن، وفي أحيانٍ كثيرة تجاهل العديد من هذه الاعتبارات، خصوصاً في العمل الإعلامي، لأن أكثر ما يعني الإعلامي تغطية الحدث، وتجسيد الموقف مهما كانت الظروف

ولدى سؤاله عن بدايات افتتاحه للمخبر، قال: «ظلَّ حلم تعلم مهنة التصوير واحترافه يراودني سنيناً عديدة، إلى أن استطعت في عام /1991/ افتتاح مختبر لتحميض وطبع الأفلام الفوتوغرافية، وكان يقع في شارع "المعتز"، كان هذا المختبر أول مختبر سريع لطباعة الصور في "الرقة".

أحد موظفي المختبر

وأُعتبر آنذاك نقلة نوعية في عالم التصوير ضمن مدينة صغيرة مثل "الرقة"، وبفضل من الله، أقبل الناس عليه، وذلك لأن عملية تحميض الصورة وإظهارها تتم بدقائق معدودة، إضافة للتقنية العالية في التحميض والطباعة، وإخراج الصورة بشكل جميل، من خلال تزيينها ببعض الإطارات، وببعض الأشكال الفنية الأخرى، وبعد النجاح الذي لاقيناه، واشتهار المخبر، قررت التوسع فيه، فانتقلت إلى هذا المخبر في عام /1994/ حيث قمت بإضافة قسم خاص بالتصوير الفوتوغرافي».

وعن استخدام التقنيات الإلكترونية في التصوير، ومدى تأثيرها على الموهبة الفنية، يقول "الشيخ يوسف": «بلا شك الموهبة تبقى هي الأساس في أي مهنة وحرفة، ولقد ساعدت التقنية الحديثة الموهوب في التصوير على تمكين موهبته، وعلى إبداع ألوان جديدة، وتقنيات حديثة تمكن من استخدامها بشكل أفضل، ومن التعبير بطريقة أجمل، فلقد أصبحت الألوان متعددة، وأصبحت الدقة أكبر، ومن وجهة نظري أرى أن الإنسان الموهوب يبقى هو الأساس مهما تقدمت الآلة وتطورت وحملت تقنيات حديثة، لأنه هو الذي اخترعها وأوجدها».

واجهة المحل

وعن قواعد وأساسيات التصوير، يقول "الشيخ يوسف": «هناك عدة اعتبارات أثناء التقاط الصورة، منها أولاً، المكان أو الحيز، وهو ما يعرف اصطلاحاً بالكادر، والوقت أي زمان ووقت التقاط الصورة، ومراعاة أمور كثيرة منها، الغروب أو الشروق مثلاً، ويلعب في ذلك أمور متعددة منها، الجو الغائم، أو الماطر، أو شدة سطوع الشمس.

وثانياً البعد الجغرافي، كالتصوير في مناطق الجبال أو الغابة أو على شاطئ البحر، أو على ضفة نهر، أو التصوير في قلب مدينة، أو شارع مكتظ بالمارة، أو في قرية مثلاً، وثالثاً البعد التاريخي للمكان كالتصوير في الأوابد التاريخية والأماكن الأثرية والتراثية. وتأتي هنا براعة المصور، ومهنيته العالية، وعينه الحساسة، في تجسيد حضارة أمة من الأمم، وعظمة بنائها من خلال الصورة ومكان التقاطها».

من داخل المختبر

ويضيف "الشيخ يوسف" بالقول: «كل تلك اعتبارات مهمة في تجسيد اللحظة المرادة من الصورة، ويعتبر موضوع الصورة هو الأهم، فمن الممكن، وفي أحيانٍ كثيرة تجاهل العديد من هذه الاعتبارات، خصوصاً في العمل الإعلامي، لأن أكثر ما يعني الإعلامي تغطية الحدث، وتجسيد الموقف مهما كانت الظروف».

وعن أهمية الصورة في حياتنا، قال "الشيخ يوسف": «الصورة مهمة في حياتنا، وفي وقتنا الحالي خصوصاً، فالطبيب يستخدم الصورة لتشخيص الحالة المرضية، والعالم يستخدمها في مختبره ودراساته، كالدراسات الجيولوجية والطبوغرافية، والعلمية الأخرى، والإعلام يعتمد اعتماداً كبيراً على الصورة لتجسيد الموقف والحدث، والصورة يحتاجها الناس كلهم، الفقير والغني منهم، وأصبحت من الضروريات في حياتنا، وخصوصاً في الدوائر الحكومية، من أجل التوظيف وللتعريف بكل عامل وموظف ».

وعن تعيينه لآنسة في المختبر، قال "الشيخ يوسف": «لكل مهنة أدبياتها الخاصة بها، والتي تتجلى باحترام الآخرين، ومراعاة مشاعرهم، والمحافظة على خصوصياتهم، والانسجام مع فلسفة المجتمع ورؤيته، ومن خصوصيات عالم التصوير وأدبياته، عدم أظهار صور الآخرين، وعرضها في المختبر إلا بموافقة صاحب الصورة شخصياً، وبرضاه ورغبته، ومن هذا المنطلق، وحفاظاً على سمعة المخبر عينت آنسة للعمل فيه، وذلك لتصوير النساء منعاً للإحراج والارتباك».

وعن استخدام كاميرات الجوالات في التصوير، يقول" الشيخ يوسف": «بعد التطور التقني الذي أصبح في مجال الالكترونيات عموماً، والاتصالات خصوصاً، صار بإمكان أي شخص أن يقوم بعملية التصوير والتقاط الصور، من خلال استخدام كاميرات الجوالات، وذلك لأن التصوير فيها سهل، ولا يحتاج لخبرة، ودقة عالية، كالسرعة والزوم، والفتحات كما في الكاميرات العادية، وخصوصاً منها القديمة، وما يزال الكثير من الناس يفضلون التصوير بالطريقة الكلاسيكية، كالتصوير بالأبيض والأسود».

ومن الجدير بالذكر أن السيد" نضال الشيخ يوسف" من مواليد عام /1963/، متزوج، ويحمل إجازة بإدارة الأعمال، من جامعة "حلب" عام /1994/.