«انتشرت زراعة الأشجار المثمرة في محافظة "الرقة" في الآونة الأخيرة، وخاصة تلك التي تلائم ترب ومناخ المنطقة، كالزيتون والرمان والعنب وغيرها، ويعتبر مركز إنتاج الغراس المثمرة، المصدر الرئيسي لاستجرار الغراس، حيث يؤمن المركز الغراس المثمرة بكافة أصنافها، بأسعار رمزية منافسة، وبمواصفات فنية عالية ومقاومة للآفات الحشرية والعوامل الممرضة، وقد أكتسب المركز وخلال عمله الطويل ثقة الفلاحين، ومعظم الراغبين بزراعة الأشجار المثمرة يستجرون احتياجاتهم من المركز، لأسعاره التنافسية والتشجيعية، وغراسه ذات المصادر الموثوقة بإنتاجيتها العالية، وقدرتها على تحمل الظروف الجوية المتقلّبة».

ذكر ذلك لموقع eRaqqa بتاريخ (7/3/2009) السيد "صالح العلو" صاحب مزرعة للأشجار المثمرة، أثناء حديثه عن زراعة الأشجار المثمرة في محافظة "الرقة"، ودور مركز إنتاج الغراس في تأمين الغراس ذات الإنتاجية العالية، والمقاومة للآفات الحشرية والمرضية.

يتم تشغيل العاملات في المركز بموجب عقود مؤقتة لثلاثة أشهر، وذلك في مواسم العمل المختلفة، وفي المركز الآن /49/ عاملة يقُمن بأعمال الكسح والتقليم، وما نعانيه هو مشكلة تأهيل العاملات، فما أن يتم تدريب العاملة وتأهيلها للقيام بأعمال الكسح والتقليم حتى ينتهي عقدها ونضطر إلى استبدالها بأخرى، كما أن المركز بحاجة إلى تخصيص سيارة لنقل العاملات، وتعبيد الطريق الذي يربط مزرعة "القحطانية" بالمركز

ويقول المراقب الزراعي "مصطفى الويس": «يعمل مركز إنتاج الغراس المثمرة، على إنتاج غراس الكرمة، وذلك بإدارة ثلاثة حقول للأمهات ذات الأصول الأمريكية، وهي أصول مقاومة للآفات الحشرية والإصابات المرضية، ويعتمد مبدأ العمل على أخذ أصول من حقول الأمهات وتطعيمها بطعم حلواني أو بلدي أبيض، ومن ثم تنضيدها في غرف مخصصة لمدة /25/ يوماً، وبفعل درجات الحرارة والرطوبة تعطي هذه الأصول نموات خضرية جديدة.

أحد حقول إنتاج الغراس

ونقوم بغمس المطاعيم الناجحة بالشمع وبعدها تزرع في الحقول الدائمة، وبذلك نحصل على أشجار عنب جاهزة للإثمار وتباع للراغبين من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى».

وحول الحقول الموجودة في المركز، وكيفية إدارتها، وطريقة ريها، يضيف قائلاً: «في المركز ثلاثة حقول للأمهات، الحقل الثالث ومساحته /187/ دونماً، والسابع مساحته /100/ دونم، والسادس مساحته /262/ دونماً المستمثر منه /160/ دونماً، إضافة إلى الحقول الموجودة في قرية "كسرة عفنان"، وتم تجربة الري بالتنقيط في هذه الحقول، ولكن التجربة أثبتت فشلها، بسبب اتساع مساحة الحقول، وقلة المياه المخصصة للمركز، فمن بين خمسة مراوي مخصصة لإرواء الحقول، لا نحصل فعلياً سوى على نصف مروى، إضافة إلى أن شبكة الري بالتنقيط بحاجة إلى عمليات صيانة واستبدال دائمة.

وتتسبب عمليات الفلاحة بكسرها وتعطيلها، ويتم حالياً إرواء الحقول بالغمر بعد جر المياه بالراحة من القناة (AS7) والقناة (AS11) وكون القناة ترابية فهي تؤدي إلى تسرب كميات كبيرة من المياه قبل وصولها إلى الحقل، وتعتبر مشكلة توفير مصادر المياه من أهم المشاكل التي تعيق عمل المركز».

وعن العمالة في المركز ومدى توفرها، يقول: «يتم تشغيل العاملات في المركز بموجب عقود مؤقتة لثلاثة أشهر، وذلك في مواسم العمل المختلفة، وفي المركز الآن /49/ عاملة يقُمن بأعمال الكسح والتقليم، وما نعانيه هو مشكلة تأهيل العاملات، فما أن يتم تدريب العاملة وتأهيلها للقيام بأعمال الكسح والتقليم حتى ينتهي عقدها ونضطر إلى استبدالها بأخرى، كما أن المركز بحاجة إلى تخصيص سيارة لنقل العاملات، وتعبيد الطريق الذي يربط مزرعة "القحطانية" بالمركز».

وتحدث لموقعنا المهندس الزراعي "مصطفى الحمادي" معاون رئيس المركز قائلاً: «الغاية من المركز إنتاج غراس كرمة مطعمة على أصول مقاومة لحشرة "الفولكسيرا"، إضافة إلى غراس مثمرة أخرى كالتين والرمان وبأعداد محدودة وفق خطة وزارة الزراعة.

كما يقوم المركز ببيع وتوزيع غراس اللوزيات والحمضيات والتفاحيات المنتجة من مراكز المحافظات الأخرى، وذلك وفق جداول تخصيص صادرة عن الوزارة، وشملت خطة التطعيم في المركز خلال العام /2009/ إنتاج /50/ ألف غرسة كرمة صنف حلواني، ومثلها للبلدي، إضافة إلى ألف غرسة تين، و/6000/ غرسة رمان، و/30/ ألف غرسة كرمة مجذرة، ويتم توزيع هذه الغراس المنتجة على الراغبين من أبناء المحافظة، إضافة إلى عمليات التبادل بين مراكز المحافظات للغراس المنتجة وفق جداول الوزارة».

وفي ختام حديثه يقول "الحمادي": «يعتبر مركز "الرقة" من أنشط المراكز على مستوى القطر، وهو يقوم بتقديم وإنتاج الأصناف ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للعوامل الممرضة والآفات الحشرية.

وتبرز المشكلة الأهم في حصر المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة في المحافظة، في المناطق المحجرة والتي تتجاوز كميات أمطارها /250/مم، أي في المساحات غير الصالحة للزراعات الإستراتيجية، كما أن المساحات المزروعة لا تحظى بالدعم اللازم من الجهات المعنية، من حيث تقديم الاستشارات الفنية والمبيدات الحشرية والأسمدة العضوية، مما شكل عزوفاً من قبل الفلاحين لزراعة الأشجار المثمرة بأنواعها، وفي نطاق عملنا تعتبر المياه وتأمين مصادرها الدائمة والوفيرة من أهم المشاكل التي تواجه عملنا، إضافة إلى مشكلة العمالة المؤقتة، ووسائل النقل والطرق الزراعية غير المعبدة».