«منذ حوالي /35/ عاماً خرج أبي من مدينة "دير الزور"، قاصداً شقيقتها "الرقة" وذلك طلباً للرزق، وهناك قام بافتتاح أول محل لصناعة الأحذية في هذه المدينة، وأطلق عليه اسم "المشهور"، وكانت مراحل العمل تتم فيه بشكل يدوي، وقد كان أهالي "الرقة" قبل هذا التاريخ، يقومون بشراء أحذيتهم من المحلات المخصصة لبيع الأحذية الجاهزة، والتي تُستقدم من المحافظات الأخرى كـ"دير الزور" و"حلب" و"دمشق"».

هكذا يستهل السيد "مشهور عزيز" حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (7/3/2009) راوياً لنا حكاية أول محل لصناعة الأحذية الشعبية الصيفية في "الرقة"، والتي يطلق عليها أهالي المنطقة الشرقية تسمية "الكلاش"، حيث يقول: «في مدينة "دير الزور"، ومنذ حوالي خمسين عاماً، كان جدي "مشهور عزيز"، يعمل صانعاً للأحذية التقليدية "الكلشة" مفردها "كلاش"، حيث كان لديه محلاً خاصاً به يمارس فيه هذه الحرفة، وقد كان والدي "ذيبان عزيز" يساعد جدي في عمله منذ صغره، حتى أتقن صناعة هذا النوع من الأحذية بشكل ممتاز.

في مدينة "دير الزور"، ومنذ حوالي خمسين عاماً، كان جدي "مشهور عزيز"، يعمل صانعاً للأحذية التقليدية "الكلشة" مفردها "كلاش"، حيث كان لديه محلاً خاصاً به يمارس فيه هذه الحرفة، وقد كان والدي "ذيبان عزيز" يساعد جدي في عمله منذ صغره، حتى أتقن صناعة هذا النوع من الأحذية بشكل ممتاز. وفي نهاية الستينيات من القرن الفائت، ونتيجة لكثرة المحلات التي كانت تمارس ذات المهنة في مدينة "دير الزور"، قرر والدي الانتقال إلى مدينة "الرقة"، والتي كانت تخلو يومها من أي محل لصناعة الأحذية، وبالفعل فقد قام باستئجار محل يطلَّ على شارع "سيف الدولة"، وبدأ العمل بصناعة الأحذية، وكان ذلك عام /1970/م، وقد أطلق عليه اسم "المشهور"، وظلَّ الأمر كذلك لمدة /15/ عاماً، حيث اضطر والدي لترك العمل، إثر نوبة قلبية مفاجئة، لكن بعد عشر سنوات من هذا الأمر، عاد والدي لممارسة المهنة بعد أن تحسنت حالته الصحية، حيث استأجر محلاً في شارع "الكورنيش" غربي دوار "الدَّلَّة" والشهير بدوار "تل أبيض"، وبقي يمارس هذه الحرفة لمدة خمس سنوات متتالية، ليقابل بعدها وجه ربِّه الكريم

وفي نهاية الستينيات من القرن الفائت، ونتيجة لكثرة المحلات التي كانت تمارس ذات المهنة في مدينة "دير الزور"، قرر والدي الانتقال إلى مدينة "الرقة"، والتي كانت تخلو يومها من أي محل لصناعة الأحذية، وبالفعل فقد قام باستئجار محل يطلَّ على شارع "سيف الدولة"، وبدأ العمل بصناعة الأحذية، وكان ذلك عام /1970/م، وقد أطلق عليه اسم "المشهور"، وظلَّ الأمر كذلك لمدة /15/ عاماً، حيث اضطر والدي لترك العمل، إثر نوبة قلبية مفاجئة، لكن بعد عشر سنوات من هذا الأمر، عاد والدي لممارسة المهنة بعد أن تحسنت حالته الصحية، حيث استأجر محلاً في شارع "الكورنيش" غربي دوار "الدَّلَّة" والشهير بدوار "تل أبيض"، وبقي يمارس هذه الحرفة لمدة خمس سنوات متتالية، ليقابل بعدها وجه ربِّه الكريم».

الأخ الأصغر محمد عزيز يعمل على ماكينة الخياطة

وعن كيفية انتقال هذه الحرفة التقليدية إليه ولأخيه الأصغر "محمد عزيز"، يحدثنا السيد "مشهور" قائلاً: «في الحقيقة عندما جاء والدي إلى مدينة "الرقة"، وعمل في محله الأول في شارع "سيف الدولة"، كنت ما أزال صغيراً، ولا أستطيع تعلم المهنة يومها، لكن في المرحلة الثانية من عمله، عندما افتتح محله في شارع "الكورنيش"، وكان ذلك في منتصف التسعينيات من القرن الفائت، بدأت أساعد والدي في عمله حيث لازمته لمدة خمس سنوات متواصلة، تعلمت خلالها كلَّ أسرار المهنة، وكان أخي الأصغر في هذه المرحلة يتردد إلى المحل بشكل متقطع، لكنه بدأ يتعلم بعض مبادئ العمل.

وبعد وفاة والدنا، قمنا بتسليم المحل لأصحابه وتركنا المهنة، لألتحق بعدها مباشرةً بالجيش لأداء الخدمة الإلزامية، وبعد سنتين ونصف السنة، كنت قد أنهيت خدمتي، وعدت إلى مدينة "الرقة" وعملت في مجال البناء لمدة ثلاث سنوات، حيث عملت كنجار "بيتون"، و"مزرَّقاً" وبنَّاءً، وخلال هذه المدة كنت أخطط لجمع رأس مال معقول، لأعود وأمارس مهنة أبي وجدي من قبله، والتي تعبنا كثيراً لتعلمها والمحافظة عليها.

أعداد كبيرة من الأحذية

وبالفعل وفي عام /2005/ قمت باستئجار محل صغير في شارع "الكورنيش"، وهو ذات الشارع الذي عملت فيه مع والدي، وذلك بعد أن تهيَّأ لي رأس مال معقول يساعدني على الانطلاق من جديد، حيث توجهت إلى مدينة "حلب"، ومنها اشتريت كافة المواد التي يستلزمها العمل، باستثناء العدة التي كنت قد ورثتها عن والدي والمؤلفة من ماكينة خياطة خاصة للجلود، وآلة "جرخ" ومقصات وسكاكين ومطرقة وغيرها.

وبدأت العمل وحدي في السنة الأولى من افتتاح المحل، ليلتحق بعدها أخي الأصغر "محمد عزيز" بالعمل في المحل، وقد قمت بتعليمه أصول المهنة خلال أشهر قليلة، كونه يعرف الكثير من المبادئ، ونحن الآن نعمل سوية، وننجز حوالي /500/ زوج من الأحذية في كل موسم، حيث أننا نعمل طيلة فترة الشتاء، وفي الصيف نقوم ببيع ما قمنا بصناعته من أحذية، حيث أن "الكلاش" لا يلبس إلا صيفاً، وهو يعرف عند أهالي "الرقة باسم "أبو إصبع" وهو بسيط في صناعته ويتميز بمتانته والراحة باستعماله, حيث يكون مفتوحاً من كل الإطراف، مما يؤمن التهوية الطبيعية للقدمين خلال فصل الصيف المعروف بشدة حرارته».

واجهة المحل

وعن مراحل الصناعة اليدوية للحذاء التقليدي، يحدثنا السيد "مشهور" قائلاً: «في البداية نقوم بتفصيل قوالب حسب الحجم المطلوب، وهي تتراوح بين /41/ وحتى /46/ ونصنعها عادةً من مادة "الصاج" أو "الكونتبلاك"، ثم نقوم برسم هذه القوالب على "المشمَّع" أو ما نسميه "اللون"، وهو الغلاف الرقيق الذي يعطي الحذاء لونه، حيث نرسم كافة الأجزاء اللازمة وهي "الأرضية" و"الإصبع" وقطعة "الوصل" و"الماسكة" وهي الجزء الرئيسي في الحذاء.

بعدها نبدأ بقص هذه القطع وبشكل دقيق، ونحدد أماكن تداخل الأجزاء مع الأرضية، ونقوم بثقب نهايات هذه التحديدات تمهيداً لفتحها، ثم تأتي المرحلة الأهم، وهي تبطين أجزاء الكلاش عدا الأرضية الأسفنجية، وذلك بواسطة بطانة مصنوعة من النفايات الجلدية ونستخدم في محلنا نوع جيد يدعى "sky"، فنعمل على وضع الأجزاء على البطانة ورسمها، ونقوم بتصميغ هذه الأماكن بواسطة مادة لاصقة "الشعلة"، وبعد التنشيف تلصق الأجزاء بقطعة البطانة ويتم قصها.

ثم تبدأ مرحلة التجميع الأولي، حيث يتم وصل قطعة "الوصل" مع "الماسكة"، وذلك بواسطة "كباسات"، ثم تأتي مرحلة التجميع النهائي، حيث تثبَّت الأرضية على القالب المصنوع من "المشمَّع" و"البطانة" الجلدية، ثم يتم تركيب أجزاء "الكلاش" على القالب، وتصميغ هذه الأجزاء مع الأرضية، وتثبيتها عليها بواسطة "كباسات".

أما عملية تلبيس الأرضية فتتم بواسطة إسفنج طبي بسماكة /4/ ملم تقريباً يلصق مع الأرضية بواسطة مادة لاصقة، ومن ثم نقوم بقص الحواف الأسفنجية، أما الكعب فهو عبارة عن إسفنج بسماكة حوالي/6/ ملم، أما الأرضية النهائية عبارة عن إسفنج بسماكة /1/سم أو أكثر حسب الطلب».