«انبثقت الجمعيات الأهلية أساساً من بوابة الحرص على المصلحة العامة، وتحقيق المنفعة الاجتماعية والاقتصادية لعموم المجتمع، وتنمية قدرات الشباب وتأهيلهم في ميادين العمل الخيري، وتتعدد نشاطات هذه الجمعيات وتتنوع، حسب اتجاهات القائمين عليها، واهتماماتهم، من جمعيات تُعنى بشؤون البيئة وحمايتها، إلى جمعيات تهتم بشؤون الأطفال الجانحين، ورعاية المسنين، وجمعيات مساعدة الفقراء، وجمعيات دعم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، وفي "الرقة" نحو /17/ جمعية أهلية، متنوعة الأهداف والأغراض، تسعى في مجملها إلى تقديم مختلف أشكال الخدمات الاجتماعية، ويدير شؤونها شباب متحمس طامح، لا هم لهم سوى إيصال خدمات الجمعية إلى مستحقيها، وتوعية الناس بأهميتها، وسعيهم الدؤوب لرفع مستوى دعمها، لتحقيق أهدافها المنشودة».

ذكر ذلك لموقع eRaqqa بتاريخ (12/2/2009) السيد "مصطفى الخلف" معاون مدير الشؤون الاجتماعية والعمل، والمشرف على شؤون الجمعيات الأهلية في "الرقة".

استطاعت جمعية رعاية المكفوفين وخلال فترة وجيزة، أن تحتل لها مكاناً بين الجمعيات الخيرية في المحافظة، وهي تسعى جاهدة، من خلال خبرة أعضائها وتحمسهم لأعمال البر والإحسان، للارتقاء بعمل الجمعية ومستوى خدماتها، والوصول إلى كافة المكفوفين، ومحو أميتهم، ومساعدتهم، وتقديم كل ما من شأنه أن يدمجهم بمحيطهم الاجتماعي، وتنمية مواهبهم، وصقلها، وتأمين فرص عمل مناسبة لهم، وحث كافة الجهات المعنية، وأهل العطاء والإحسان، لمساعدة الجمعية ومعاضدتها، لإنارة الدرب أمام المكفوف، وإفساح المجال له، ليعبر عن مدى قدرته بالإسهام في بناء المجتمع وتقدمه وازدهاره

واخترنا جمعية رعاية المكفوفين كنموذج للجمعيات الأهلية في محافظة "الرقة"، وتوقفنا عند أهم أهدافها، وأنشطتها المتنوعة، وسلطنا الضوء على ما تعانيه الجمعية من صعوبات، وذلك أثناء لقائنا ببعض أعضاء مجلس إدارتها.

تعليم الكتابة في أحد الصفوف

ويقول السيد "محمد علوش" رئيس مجلس إدارة الجمعية: «تهدف الجمعية إلى رفع المستوى التعليمي والثقافي والاقتصادي للمكفوفين، وتمكينهم من التأهيل الصحي والاجتماعي، وتقديم المساعدات لهم، وترويج صناعاتهم، والدفاع عن مصالحهم أمام الجهات المختصة، وجمعيتنا حديثة العهد، لم يمضِ على تأسيسها سوى ثلاث سنوات، ونحن نحاول للوصول إلى كافة المكفوفين في المحافظة، وإيصال خدماتنا إليهم، وقمنا في إدارة الجمعية بالتواصل معهم، من خلال أضابيرهم المحفوظة لدى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، ويبلغ عددهم في سجلات المديرية /950/ مكفوفاً، وفعلاً استطعنا الوصول إلى نحو /136/ أسرة، تعاونت معنا، وهي تحصل على كافة الخدمات التي تقدمها الجمعية».

وعن طبيعة الخدمات التي تقدمها الجمعية، ومواردها حدثنا قائلاً: «الغاية الأساسية للجمعية تعليم الأطفال المكفوفين القراءة والكتابة بطريقة الخط البارز "برايل"، وإقامة دورات محو الأمية للكبار، وتقديم المعونات الصحية، وإجراء عمليات زرع القرنية، والمساعدة المادية للتلاميذ المكفوفين، وتقديم المعونات المادية والعينية أيام الأعياد، وتدريب أطفال الجمعية على لعب الشطرنج، واستخدام الحاسب والآلة الكاتبة.

كفيفة تكتب بطريقة برايل

وسنقوم لاحقاً بإجراء عملية مسح شاملة للمكفوفين في المحافظة، والتحقق من احتياجاتهم، تمهيداً لتقديم إعانات مالية وعينية دائمة لهم، ولكن ذلك يتوقف على موارد الجمعية، التي تعتمد أساساً على هبات المحسنين، والخيرين من أبناء المحافظة، ولا نحصل سوى على إعانة رمزية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل».

وعن الصعوبات التي تعترض عمل الجمعية، وآفاق عملها المستقبلية، حدثنا السيد "أحمد علوش" أمين سر الجمعية بقوله: «المشكلة الأساسية التي تواجهنا تتمثل في ضعف المعونات التي تصلنا، وهو ما يؤثر على طبيعة الخدمات التي تقدمها الجمعية، ونوعيتها، ولا يتيح ضعف الموارد من ناحية أخرى في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المكفوفين، ومد يد العون لهم، ومساعدتهم، وتنمية قدراتهم، ودمجهم بالمجتمع المحلي أسوة بأقرانهم الأسوياء.

رئيس الجمعية وأمين سرها يتحدثان لموقع الرقة

ونحن نهيب بالجهات المعنية وبكافة الإخوة المواطنين، لدعم هذه الجمعية، وتلبية احتياجاتها، لتحقيق أهدافها المنشودة، في إنماء قدرات المكفوف، وإسهامه الفاعل في بناء المجتمع، ونأمل من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الإسراع في إقامة مدرسة ترعى شؤون المكفوفين، علماً أن المشروع دُرس، وتمت الموافقة على شراء الأرض اللازمة تمهيداً لانطلاقة المشروع، كما خُصصت الجمعية بقطعة أرض في منطقة ما بين الجسرين، ولكننا ننتظر الدعم اللازم لتشييدها، ونأمل من الجهات الحكومية أن تلتزم بقرار الحكومة في تشغيل ما نسبته /4%/ من المعوقين من مجموع العاملين لديها، وبذلك نستطيع أن ندمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، ونخلق فرص عمل واسعة لهم».

وتحدثنا السيدة "حسناء محفوظ" المدرسة في الجمعية قائلة: «كافة المعلمين في الجمعية من المتطوعين، ولا غاية لهم سوى تقديم أقل ما يمكن من العمل الخيري، في مساعدة المكفوفين، وتعليمهم أسس القراءة والكتابة، وفي الجمعية قرابة /30/ طالباً، يتم تدريسهم المناهج المقررة من قبل وزارة التربية، وذلك بعد طبع الكتب بطريقة الأحرف البارزة، وعلى نفقة الجمعية، وهم يتقنون الآن كافة مبادئ القراءة والكتابة والحساب، كما نقوم بتعليم ذوي المكفوف طرق القراءة والكتابة بالأحرف النافرة، ليقوموا بدورهم بتعليم أبنائهم، ومعرفة مدى نشاطهم واجتهادهم الدراسي، ولكن المشكلة الأساسية التي تواجهنا، هي عدم موافقة وزارة التربية لحصول الطالب على تسلسل دراسي من الجمعية، يخوله التقدم لامتحان شهادة التعليم الأساسي، ومتابعة دراساته الثانوية والجامعية».

ويختتم السيد "حسن عبد اللطيف" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في "الرقة" الحديث عن الجمعية قائلاً: «استطاعت جمعية رعاية المكفوفين وخلال فترة وجيزة، أن تحتل لها مكاناً بين الجمعيات الخيرية في المحافظة، وهي تسعى جاهدة، من خلال خبرة أعضائها وتحمسهم لأعمال البر والإحسان، للارتقاء بعمل الجمعية ومستوى خدماتها، والوصول إلى كافة المكفوفين، ومحو أميتهم، ومساعدتهم، وتقديم كل ما من شأنه أن يدمجهم بمحيطهم الاجتماعي، وتنمية مواهبهم، وصقلها، وتأمين فرص عمل مناسبة لهم، وحث كافة الجهات المعنية، وأهل العطاء والإحسان، لمساعدة الجمعية ومعاضدتها، لإنارة الدرب أمام المكفوف، وإفساح المجال له، ليعبر عن مدى قدرته بالإسهام في بناء المجتمع وتقدمه وازدهاره».