تعتبر مدرسة "الرشيد" الابتدائية من أقدم المدارس في مدينة "الرقة"، وهي تقع في أول شارع "القوتلي"، من الجهة الجنوبية منه، وبالقرب من دوار "الساعة"، ولهذه المدرسة خصوصيتها التي تختلف عن باقي مدارس "الرقة"، لأنها خرجت خيرة شباب المحافظة، من مهندسين وأطباء ومعلمين ومدرسين.

وللحديث عن تاريخ بناء مدرسة "الرشيد"، التقى موقع eRaqqa بتاريخ (23/1/2009) مع السيد "أحمد العجيلي" المدير الحالي للمدرسة، فقال: "بنيت هذه المدرسة في عام /1957/، وشيدت من أموال الأبنية المدرسية، في عهد قائم مقام "الرقة" الدكتور "أحمد العكام"، ودشنها مدير التربية والتعليم "طه حداد"، وأشرف على بنائها المهندس المعماري "رمضان حاج عبود"».

كان في المدرسة فريق رياضي متميز، يشارك في بطولات المدارس، ومعلم الرياضة آنذاك هو المرحوم "حسام السيد عبد القادر"

وعن المديرين الذين تعاقبوا على إدارة المدرسة، يقول "العجيلي": «أول من تسلم إدارتها المربي "عبد الفتاح الصطاف" من عام /1957/ حتى عام /1974/، ثم تلاه "خالد الكفري"، وظل مديراً لها حتى عام /1979/، ثم "محمد نور عدي" حتى عام /1980/، ثم "كامل الصطاف" حتى عام /2003/، ثم "يوسف اليوسف" في عام /2004/، وقد تسلمت إدارتها منذ عام /2006/، وما زلت إلى الآن مديراً لها».

واجهة المدرسة الرئيسية

ثم يتابع "العجيلي" وإمارات السرور تبدو على محياه: «شعوري كان لا يوصف حينما استلمت إداراتها، إذ أنه من الرائع أن أعيش يومياً فترة طفولتي، ففي كل زاوية من زوايا هذه المدرسة لي ذكريات تجمعني مع زملائي ومعلمين ما برحوا يتواردون في مخيلتي، بعد أن باعدت بيننا السنون، وظروف العمل، ولكنهم خالدون في ذاكرتي».

وعن ذكريات تلك الأيام يقول "العجيلي": «درست الابتدائية في هذه المدرسة، وكان وقتها المربي "عبد الفتاح الصطاف" رحمه الله، مديراً لها، لقد كان وبحق مثالاً للجدية والانضباط، زرع في نفوس تلامذته الأخلاق الحميدة، ورباهم على حب الوطن، ومازالت صورة معلمي "عمار الحمود" بقامته الطويلة، وصوته المجلجل، وصدريته البيضاء، وهو لباس معلمي المدرسة آنذاك، فلقد كان يعطي لكل درس حقه، ففي درس الموسيقى، يتحول إلى موسيقي مبدع، حينما يدخل إلى الصف وبيده آلة العود، أو آلة الأكورديون، ومازلت إلى هذه اللحظة وأنا أحفظ الأناشيد الوطنية والقومية، التي كان يعلمنا إياها، حيث كان في المدرسة فرقة كورال، وكنت من ضمنهم، وفي حصة الرسم تتحول غرفة الصف إلى مرسمٍ صغير، حيث نصنع المجسمات من الطين والجبصين، أما في حصة العلوم، فما أن تلج باب الصف حتى تخال نفسك أنك في مختبر علمي، حيث كان يدخل وبيده مجسمات للطيور والحيوانات، ولا أنسى أنه كان يكلفنا بزراعة بعض النباتات والزهور، ونضعها في أصص صغيرة لنزين بها غرفة الصف».

أحمد العجيلي مدير المدرسة

ثم يضيف "العجيلي" بقوله: «كان في المدرسة فريق رياضي متميز، يشارك في بطولات المدارس، ومعلم الرياضة آنذاك هو المرحوم "حسام السيد عبد القادر"»، وعن بناء المدرسة الحالي، وكادرها التدريسي، وعدد طلابها، يقول "العجيلي": «ما تزال المدرسة تحافظ على طرازها الذي بنيت على شاكلته الأولى، وهي تتكون من بناء طابقي، وبسبب رغبة الأهالي في تعليم أبنائهم في المدرسة، يتزايد أعداد طلابها عاماً بعد عام، ولذلك فقد تم في السنوات الأخيرة، بناء ملحقين داخل باحة المدرسة، ويضم كل ملحق أربع شعب صفية، والمدرسة عموماً تتكون من إحدى عشرة غرفة صفية، من الأول حتى الصف السادس، وبلغ عدد طلابها في هذا العام حوالي ألف طالب، والجهاز التدريسي في المدرسة يضم خيرة المعلمين والمدرسين من أبناء المحافظة، وهو يتكون من أربعين معلماً، وما يزال يعلم فيها من الرعيل الأول المعلم "عبد الله الهويدي" وهو من أقدم المعلمين في محافظة "الرقة"».

لوحات تبين الكوادر التدريسية التي مرت على المدرسة