"الفريكة" أكلة شعبية، تتميز بها العديد من الدول العربية، التي تشتهر بزراعة القمح، وتعتبر "الفريكة" من مأكولات الفرات القديمة، وقد كانت تقدم كوجبة رئيسية، دون الحاجة لخلطها بأصناف أخرى من الطعام كالأرز أو غيره من الحبوب، وهناك مثل معروف عند المصريين، وبعض أهالي الشام، يؤكد هذه المعلومة وهو يقول: «أنا متل الفريك ما بحب الشريك»، وهو مثل يذكر عندما لا تحب الزوجة أن تشاركها بزوجها زوجة ثانية، أو عندما يكون طبع الشخص، أنه لا يحب الشركاء في أشياء معينة، موقع eRaqqa وبتاريخ (10/12/2008)، التقى العطَّار "صبحي عبد الرحمن عويرة" وسأله عن طريقة صنع "الفريكة"، فأجاب بقوله: «إن صناعة "الفريكة" هي تقليد قديم، لدى أغلب السوريين، وأستطيع أن أقول أنها من تقاليد بلاد الشام، وتشتهر سورية بهذه الصناعة، لكونها من الدول المنتجة للقمح، وتعبر محافظة "الرقة" من أهم المحافظات السورية التي تنتج هذه المادة، أما عن الطريقة التقليدية لصناعة "الفريكة"، فقبل موسم الحصاد، وعندما تكون سنابل القمح، ما تزال خضراء وطرية، يتم حصد هذه السنابل، بواسطة "المنجل"، ولا يمكن حصدها بواسطة الحصادة، وبعد ذلك تُجمع سنابل القمح الأخضر، في مكان نظيف مخصص لهذه الغاية، غالباً ما يكون ممهداً بمادة الاسمنت، ثم يقوم المزارعون بإضرام النار تحت بيدر السنابل، وذلك بوضع أعشاب ونباتات جافة وسريعة الاشتعال، تحت هذا البيدر، وعندما تشتعل النيران بكومة القمح، يسارعون لتفريق القمح عن بعضه البعض، كي لا تحترق السنابل، وذلك بواسطة "المذراة"، وهي الأداة التي يجمع بها "التبن"، وهي تشبه بشكلها شوكة الطعام، ويصل طولها لمتر ونصف تقريباً، ويظلون يقلبونه حتى تشوي النار كل السنابل، وبعد إطفاء النار، يصار إلى جمع رؤوس السنابل التي تحمل حبات القمح، والتي نضجت بفعل النار، وتوضع في "غربال" خاص، يطلق عليه اسم "السرَّاد"، وهو غربال خشن يسمح بمرور حبات القمح، وتبدأ النساء عادة "بفرك" هذه السنابل داخل "السرَّاد" حتى تنزل كل حبات القمح من خلاله، ومن هنا جاء اسم "الفريكة"، وبعد الانتهاء من هذه العملية، تقوم النساء أيضاً بتنقية حبات القمح من الشوائب، بعملية يطلق عليها اسم "التذرية"، حيث توضع "حصيرة" كبيرة على الأرض، يوجد عليها القمح المراد تنقيته، ثم تقوم المرأة بملء وعاء بهذا القمح، ثم تقف وتفرغ وعاء القمح على "الحصيرة"، وهنا تتطاير الشوائب بفعل الهواء، كونها خفيفة، وتنزل حبات القمح نقية على "الحصيرة"، وبعد هذه العملية يتم تجفيف القمح، وذلك بوضعه على حصائر نظيفة، حيث يجفُّ عن طريق تعرُّضه للهواء وأشعة الشمس، ثم تأتي المرحلة الأخيرة، وهي طحن القمح، وذلك بواسطة آلة خاصة، تقوم فقط بتكسير حبات القمح، لتبقى خشنة، حيث لا يجوز طحنه بشكل ناعم».

أما السيد "رمزي محمد"، وهو طباخ، وصاحب مطعم "التنور" للمأكولات الشرقية، فقد قال: «إن "الفريكة" من أهم المأكولات الشعبية في منطقتنا، وفي الولائم الضخمة، غالباً ما تكون "الفريكة" حاضرة، أما عن طريقة تحضيرها، فهناك طرق عديدة، ونحن نقوم بتحضيرها بالطريقة التالية: حيث نقوم أولاً بغسل "الفريكة" بالماء، وذلك لتنظيفها من الشوائب، ثم نضعها بقدر، مع كمية من السمن أو الزيت، ونقوم بتحميصها قليلاً، ثم نسكب مرقة اللحم فوقها، ونضيف التوابل عليها، ونتركها حتى تنضج على نار هادئة، وتقدم عادة في الولائم بوضع طبقة من الأرز فوقها، مع المكسرات واللحم».

إن "الفريكة" من أهم المأكولات الشعبية في منطقتنا، وفي الولائم الضخمة، غالباً ما تكون "الفريكة" حاضرة، أما عن طريقة تحضيرها، فهناك طرق عديدة، ونحن نقوم بتحضيرها بالطريقة التالية: حيث نقوم أولاً بغسل "الفريكة" بالماء، وذلك لتنظيفها من الشوائب، ثم نضعها بقدر، مع كمية من السمن أو الزيت، ونقوم بتحميصها قليلاً، ثم نسكب مرقة اللحم فوقها، ونضيف التوابل عليها، ونتركها حتى تنضج على نار هادئة، وتقدم عادة في الولائم بوضع طبقة من الأرز فوقها، مع المكسرات واللحم
العطار "صبحي عبدالرحمن عويرة"
"فريكة" مع البازلاء واللحم