«قمت بشراء آلة صنع السحلب، بعد أن رأيت الناس في المدينة، يقبلون على تناول هذا المشروب الساخن، ومن خلال خبرتي في مجال العمل بالمعجنات والحلويات، لم يكن من الصعب عليَّ أن أتعلم كيفية صنعه، وقمت بإضافات جعلت حجم زبائني يزداد أكثر، وأنا مستمر بالعمل على صنعه وبيعه طوال فصل الشتاء».

هذا ما تحدث به الشاب "عصام النجم"، لموقع eRaqqa بتاريخ (20/12/2008)، أثناء جولة الموقع في أسواق "الرقة" الشعبية، عن مشروب "سحلب الحليب"، ويتابع "النجم"، حديثه لنا عن كيفية صنعه، وكيف يستسيغه المارة، فيتوقفون عنده لشربه، فيقول: «الطريقة ليست بالوصفة الصعبة، فبإمكان سيدة المنزل صنعه بالبيت، ولكن يبدو أن لشربه أثناء التجوال في السوق، متعة فريدة، خاصةً من الشباب الذين يمرون بي عند ذهابهم لمراكز الدورات، أو الصبايا اللواتي يقصدن "عبَّارة" النساء المجاورة لي، وما أقوم به أنني أشتري الحليب الطازج من السوق، حيث أضيف لكل واحد ليتر من الحليب قرابة الـ/100/غرام من السكر، وأقوم بغليه، ثم أضيف له /100/غرام من النشاء، وكمية مماثلة من "الفانيلا"، وبعد أن تتمازج هذه المكونات، أقوم بسكبها بآلة السحلب، وتصبح جاهزةً بعد ذلك للشرب، بعد أن أنكهها بقليل من ماء الزهر، وما أحاول التميز به، هو جلبي للحليب الطازج، صباح كل يوم، ومعاملة زبائني بطريقة لبقة، وبذلك أضمن زيارتهم مرةً أخرى».

كل صباح تقريباً، لابد لي من كأس من هذا الشراب، فهو يبعث في جسدي الدفء، كما أنَّ احتساءه مع رغيف خبز "التنور"، يعد بالنسبة لي فطوراً صباحياً مميزاً

بينما قال الشاب "حمزة عبد اللطيف"، الذي يعمل حلاقاً، واصفاً متعته بشرب الـ"سحلب": «كل صباح تقريباً، لابد لي من كأس من هذا الشراب، فهو يبعث في جسدي الدفء، كما أنَّ احتساءه مع رغيف خبز "التنور"، يعد بالنسبة لي فطوراً صباحياً مميزاً».

عصام النجم

ويذكر أنَّ الحليب هو من المواد الغذائية الهامة التي تمد الجسم بالكالسيوم، وإنّ مزجه بمواد كالنشاء، والسكر، والفانيلا، يزيد من السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، في فصل الشتاء لإتمام عمليات الحرق الخاصة به، كما أنَّ هذا الشراب ليس بقديم العهد في مدينة "الرقة"، إذ أنه وفد إليها من محافظة "حلب"، شأنه شأن الكثير من الوجبات السريعة المنتشرة في "الرقة"، من قبيل الفول النابت، و"الشاورما".

حمزة عبد اللطيف