لا يمكن لأحد من أهالي مدينة "الرقة" أن يمرَّ بالقرب من حديقة "البجعة"، الواقعة بالقرب من حي "الفردوس"، إلا وأن يستمتع برائحة المشاوي المنبعثة من مطعم "أبو حيون"، فهو أول مطعم للمشاوي، تم افتتاحه في هذه المنطقة، موقع eRaqqa وبتاريخ (14/12/2008)، توجه إلى هناك والتقى بصاحب المطعم، السيد "أحمد محمود الحيون"، الذي حدثنا عن بدايته مع هذه المهنة، قائلاً: «لقد ولدت في مدينة "الباب" التابعة لمحافظة "حلب"، وذلك في عام /1949/ وتعلمت مهنة "القصابة" وتحضير المشاوي هناك، ولا يخفى على أحد أن هذه المدينة، تعتبر من أشهر المدن السورية، في تحضير المشاوي بكافة أنواعها، وخاصة "الكباب"، وفور إنهائي لخدمة العلم، بعد حرب الـ/67/ انتقلت للعيش في مدينة "الرقة"، وذلك بحثاً عن العمل والرزق، وقد عملت بدايةً لدى الحاج "محمد السلطان"، رحمه الله، صاحب مطعم "النجمة"، وكنت أتقاضى أجراً جيداً، حيث كانت أجرتي /7/ ل.س يومياً، علماً أن راتب الموظف، كان حوالي العشرين ليرة سورية في الشهر، وبقيت أعمل في هذه المطعم لمدة خمس سنوات، وتحديداً عام /1972/ حيث تعرفت بعدها على السيد "محمود المشهود" رحمه الله، والذي كان يعمل تاجراً للأغنام المذبوحة، حيث كان يوزع الذبائح التي يحصل عليها من المسلخ، للكثير من المحلات والمطاعم في مدينة "الرقة"، وقد عرض عليَّ يومها، أن يشتري لي محلاً في حي "الفردوس"، مقابل حديقة "البجعة"، من ماله الخاص، على أن أرد له ثمن المحل على دفعات، ومن عمل المحل، وبالفعل قام بشراء المحل بمبلغ /600/ ل.س، وبدأت العمل فيه، وكانت البداية مقتصرة على بيع اللحم النيئ فقط، وفي عام /1979/ قمت بشراء المحل الذي بجانب محلي، وقمت بدمجه مع محلي السابق، وافتتحته مطعماً لكافة أنواع المشاوي، وقد كان عدد الطاولات حينها /24/ طاولة، وقد كان يشاركني العمل أخي المرحوم "إبراهيم الحيون"، الذي بقي يعمل معي حتى أيامه الأخيرة، حيث توفي عام /2006/، ونتيجة ضغط العمل اضطررت لشراء محل واسع وفي نفس المنطقة، وذلك منذ سنتين تقريباً، حيث تبلغ مساحته /260/م2، وهو مؤلف من طابقين الأول للزبائن العاديين والآخر للعائلات، ويحتوي على /50/ طاولة، كما قمنا بتجهيزه بالديكورات الفخمة، وبكافة الوسائل التي تكفل راحة الزبائن».

ولدى سؤال السيد "أحمد الحيون"، عن سبب شهرة محله، وكثرة الإقبال، أجاب: «إن سبب نجاح أي محل، أو أي مطعم، يعود أولاً لنظافته، ثم لجودة الطعام الذي يقدمه للزبائن، كما أن المعاملة الجيدة للزبائن، تلعب دوراً رئيسياً في استقطابهم، ونحن والحمد لله نسعى جاهدين، لتحقيق هذه الأمور في مطعمنا».

إن سبب نجاح أي محل، أو أي مطعم، يعود أولاً لنظافته، ثم لجودة الطعام الذي يقدمه للزبائن، كما أن المعاملة الجيدة للزبائن، تلعب دوراً رئيسياً في استقطابهم، ونحن والحمد لله نسعى جاهدين، لتحقيق هذه الأمور في مطعمنا

ويضيف "الحيون": «وقد كان من زبائن مطعمنا شخصيات بارزة في "الرقة" أذكر منهم: الشيخ "هويدي البوحبال" والشيخ "شواخ البورسان" وغيرهم من الشيوخ، كما كان من زبائن المطعم الدكتور "عبد السلام العجيلي"، بالإضافة لكل مسؤولي مدينة "الرقة"، ومطعمنا يعتبر الأول في إقامة الولائم الضخمة، في محافظة "الرقة"، سواء للأهالي أو للجهات الحكومية، فمثلاً لقد قمنا هذا العام بتحضير وليمة لأكثر من /1700/ شخص في مهرجان "طريق الحرير"، حيث قدمنا لضيوف المهرجان "مناسف" الخراف المحشية، التي يتميز بها مطعمنا، بالإضافة لأنواع المشاوي الأخرى، وقد كانت النتيجة طيبة جداً، حيث أثنت مديرية السياحة بـ"الرقة"، كثيراً على جودة الطعام المقدم، كما قمنا في عام /1992/ بتحضير وليمة ضخمة للوفد الألماني، الذي استضافته نقابة أطباء الأسنان بـ"الرقة"، حيث أصرَّ بعض أعضاء الوفد على الحضور إلى المطعم، وقاموا بتصويره بالكامل، ونحن بفضل الله نستقبل يومياً مئات الأشخاص، خاصة في فصل الصيف، حيث نقدم لزبائننا في الأسبوع الواحد، أكثر /1000/ كيلو غرام من اللحم».

الحاج أحمد الحيون

أما السيد "مخلف الغدير" من دولة البحرين، الذي تصادف وجوده مع عائلته، في مطعم "أبو حيون"، أثناء إعداد هذا اللقاء، فقد قال: «لقد اعتدت أن أزور محافظة "الرقة" كل عام تقريباً، كما وأنني أعتدت على زيارة مطعم "أبو حيون"، فهناك علاقة متينة تجمعني مع الحاج "أحمد الحيون"، وبدون أي مجاملة فإنني لم أذق يوماً طعاماً بالنكهة التي يقدمها هذا المطعم، فالنظافة والحرفية العالية بتحضير المأكولات، هي أكثر ما يميز مطعم "أبو حيون"».

المطعم مؤلف من طابقين
السيد مخلف الغدير من البحرين من جهة اليمين