انتشرت في محافظة "الرقة" خلال السنوات العشر الماضية ظاهرة المعاهد الخاصة والمخابر اللغوية، التي تدرس المواد العلمية والأدبية واللغوية، واختصت بعض هذه المعاهد بالتعليم والتدريب المهني، وظلّ القليل من المخابر اللغوية مثابراً على تعليم وتدريس اللغات الأجنبية، وبقي مركز "توفل" الدولي المركز الوحيد المتخصص بتدريس وتعليم اللغة الإنكليزية، وفق أحدث البرامج العلمية والمناهج التعليمية المتبعة في العالم.

موقع eRaqqa قام بتاريخ (4/12/2008) بجولة ضمن مركز "توفل" الدولي، الواقع في وسط مدينة "الرقة"، شمال دوار الشهيد "حسين جاهد"، والتقى القائمين عليه، وعدداً من الدارسين، الذين يتبعون دورة لتعلم اللغة الإنكليزية، وأجرى الاستطلاع التالي.. فتحدث بداية السيد "خلف العلي"، رئيس مجلس إدارة مركز "توفل"، قائلاً: «المركز عبارة عن مؤسسة تعليمية خاصة، وهو عبارة عن بناء طابقي بالكامل مؤلف من شقتين بمساحة إجمالية /420/ متر مربع مؤلف من ثمان غرف، بالإضافة إلى صالتي انتظار، وصالة كبيرة بمساحة /50/ متر مربع (وهي قاعة المخبر الدولي) وحمامين وثلاث دورات مياه وأربع شرفات كبيرة. وهي موزعة على الشكل التالي: مكتب مجلس الإدارة. ومكتب الشؤون الإدارية والعلاقات العامة. وغرفة للمدرسين. وصالة انتظار مخدّمة مع مكتب السكرتاريا. وبوفيه بمساحة /26/ متراً مربعاً، مجهز بمواصفات فنية عالية لخدمة المتدربين حيث أن الطلبات تقدم بشكل مجاني. ومكتبة دولية ملحقة بالمعهد تتضمن جميع أنواع المعاجم المعتمدة من "أكسفورد" لخدمة المتدربين، بالإضافة إلى قصص وروايات باللغة الإنجليزية (كتابة ونطقاً)، ومجموعة متنوعة من الكتب الهامة، مثل موسوعة كتاب العالم (The World Book Encyclopedia) وهي عبارة عن /32/ مجلّداً. وقاعتين تدريبيتين حيث إن كل قاعة مجهزة بـتلفاز، وأجهزة DVD،Stereo ، Video، وكاميرات مراقبة (صوت وصورة) لتتبع أداء المدرسين. والمخبر الدولي، وهو المكان المخصص للتدريب العملي على اللغة، بعد حضور المتدرب الدرس النظري مباشرة، ويحتوي على (15) جهاز حاسب متطور مرتبط بشبكة الإنترنت (DSL) عالي السرعة مع الشبكة الداخلية (LAN) مع جهاز رئيسي محمل عليه برامج اللغة الأمريكية التفاعلية، حيث لكل متدرب جهاز حاسب مزود بسماعات ومايكروفون، وذلك لتحقيق الدرس التفاعلي المباشر. وهنا لابد لنا هنا من الإشارة إلى أن المخبر الدولي في المركز هو الأول والوحيد من نوعه في المحافظة».

جاءت فكرة إنشاء المركز من قبل رئيس مجلس الإدارة، الأستاذ "خلف العلي" في عام /1998/ بعد ملاحظته لعدم وجود أي مركز متخصص في المحافظة، ورغم الصعوبات الكبيرة للمراحل الأولى للتأسيس بقي مصمماً على متابعة المسير والدعم المستمر حتى أصبح المركز أحد أهم مراكز التعليم الخاصة في وطننا الحبيب سورية

كما تحدث عن نشأة المركز الأستاذ "علي علي"، المدير التنفيذي للمشروع بقوله: «جاءت فكرة إنشاء المركز من قبل رئيس مجلس الإدارة، الأستاذ "خلف العلي" في عام /1998/ بعد ملاحظته لعدم وجود أي مركز متخصص في المحافظة، ورغم الصعوبات الكبيرة للمراحل الأولى للتأسيس بقي مصمماً على متابعة المسير والدعم المستمر حتى أصبح المركز أحد أهم مراكز التعليم الخاصة في وطننا الحبيب سورية».

قاعة التدريب النظري

وعن المناهج وطرائق التدريس المتبعة في المركز، يقول: «إن جميع مناهجنا التعليمية معتمدة من قبل وكالة الاعتماد العالمية لبرامج اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، كما أن سياستنا في التعليم لا تعتمد على القواعد فقط، بل التدرّب ومن البداية على جميع مهارات اللغة (القواعد – الكتابة – الاستماع – المحادثة – المصطلحات – الترجمة)، مع التركيز الكامل على المحادثة والاستماع».

وعن المزايا والأنشطة العملية، يقول: «يحصل المتدرب على بطاقة خاصة به تتضمن صورته الشخصية ورقم عضويته الدائم /ID/. وحسم /100%/ للطالب الأول على صفه و/50%/ للثاني. ولكل متدرب شريك محادثة من نفس الصف. ويتم عرض أفلام باللغة الإنجليزية كتابة ونطقاً على جهاز DVD وجهاز Video. وتمثيل الأدوار (حيث توزع أدوار تمثيلية باللغة الإنجليزية لشركة افتراضية على جميع المتدربين). ويوجد مرشد شخصي للطلبة مهمته فهم حاجة الطالب للغة الإنجليزية، ووضع أفضل برنامج له ومتابعة وضعه الدراسي حتى تحقيق الغاية المنشودة. كما نقوم بتنظيم برامج ثقافية واجتماعية للدارسين وزيارات ورحلات وبرامج مشتركة مع المجموعات السياحية الأجنبية في المحافظة والقطر بهدف ممارسة اللغة وبناء المفردات الإنجليزية. وأخيراً يتم توزيع الشهادات في نهاية كل مستوى ضمن حفل مصور».

تدريب عملي في المخبر اللغوي

ويتحدث السيد "خلف العلي"، رئيس مجلس الإدارة عن الأعمال والنشاطات الإنسانية التي يقوم بها المركز بقوله: «تماشياً مع مسيرة التطوير والتحديث التي تشهدها سورية، ورغبة من مجلس إدارة مركز "توفل" بأن يأخذ دوره الرافد لهذه المسيرة يتم تنظيم أعمال ونشاطات إنسانية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: إقامة دورات مجانية لتعليم الكمبيوتر للأطفال لصالح جمعية "الرجاء" للصم والبكم. ورعاية الفنانين المتميزين في المحافظة ودعمهم مادياً ومعنوياً وعرض أعمالهم الإبداعية في صالة المركز للمعارض الفنية. والمساهمة المادية والمعنوية للرحلة النهرية من "توتول" إلى "ماري" والتي تقام سنوياً في محافظة "الرقة". والمساهمة المادية والبشرية للقداس الديني الذي يقام في كاتدرائية "الرصافة" الأثرية (مهرجان طريق الحرير). وسيتم قريباً العمل بمشروع جديد هو الأول من نوعه في المحافظة والقطر، وهو مشروع مجاني /100%/ تعود فائدته للطلبة في محافظة "الرقة". تحت اسم (برنامج "خلف العلي" الإنساني) لمحو الأمية في اللغة الإنجليزية، ويهدف إلى محو أمية اللغة الإنجليزية (محادثة واستماع) لدى الطلبة في المحافظة. ونأمل أن تنتشر الفكرة حتى تعم جميع المحافظات السورية».

وخلال جولتنا في المركز التقينا الدكتور "محمد أحمد الصالح" معاون مدير صحة "الرقة"، وهو يتبع دورة تدريبية في تعلم اللغة الإنكليزية، وسألناه عن المركز، والدورة التعليمية التي يتبعها مع مجموعة من كوادر مديريات الأجهزة المنقولة في المحافظة، ومدى نجاح هذه الدورة وأهميتها بالنسبة لهم، وقال: «يعتبر هذا المركز من أهم مراكز تعليم وتدريب اللغة الإنجليزية بالطريقة العلمية والمبسطة. حيث إن المركز مجهز بعدة قاعات دراسية معدة بعدة وسائل تعليمية وتوضيحية وكتب ومراجع لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية. كما يوجد مخبر لغوي متميز هو الأول من نوعه في المحافظة، فيه مجموعة من أجهزة الكمبيوتر، ولكل متدرب جهاز مزود بسماعات ومايكروفون مع برنامج لغوي أمريكي متطور. ويدير المركز جهاز إداري متخصص، ويعمل فيه أساتذة متميزون ولهم خبرة ويتمتعون بمهارات عالية في التعليم والتدريب.

رئيس مجلس الإدارة مع المدير التنفيذي للمركز

إن هذه الدورات التدريبية والتعليمية ضرورة ملحة للكادر الإداري للمديريات في المحافظة مما يجعل المسؤول الإداري يتجاوز الصعوبات اللغوية حتى يصبح ناطقاً باللغة الإنجليزية السليمة. وأنا كإداري في مديرية الصحة أرى أن هذه الدورات في المركز ضرورية جداً لرفع المستوى اللغوي والتدريبي، وتفيدنا في التعاطي مع المراجع الاختصاصية، وفي أعمالنا الإدارية، وأيضا في المشاركة بالمؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية حتى نواكب التطور العالمي لكل أنواع العلوم. ونتمنى أن تستمر هذه الدورات بلا انقطاع حتى الحصول على كافة المستويات التدريبية والتعليمية لما يعود بالفائدة للوطن».

وتحدث السيد "عبد الله العمر" مدير التدريب والتأهيل في المحافظة، قائلاً: «بما أن اللغة الإنكليزية، باتت اليوم من أهم اللغات العالمية، ولا يمكن للمرء التعامل مع التقنيات الحديثة والأدوات والوسائل العلمية، والتعاطي مع الوفود الأجنبية التي تزور المحافظة بدون توفر حد أدنى من مهارات إتقان اللغة الإنكليزية، لذلك عمدنا في مديرية التدريب والتأهيل للتعاقد مع مركز "توفل" الدولي لإخضاع العاملين في دوائر المحافظة لدورات تعليم اللغة الإنكليزية، وجاء اختيارنا لهذا المركز، كونه من المراكز المتخصصة في هذا المجال، ويحتوي على كافة المستلزمات الحديثة التي تساعد في إيصال المعلومة اللغوية الصحيحة بأسرع السبل وأبسطها، ومنها المخبر اللغوي المتميز، مما يحقق منعكساً إيجابياً في تحسين أداء المتدربين كماً ونوعاً، وبالتالي على تحسين وتطوير أداء مؤسساتنا ودوائرنا المختلفة».