إلى الجنوب من جامع "المنصور" أو ما يعرف عند أهل "الرقة" بالجامع العتيق، يقع مجمع "مشعل" و"غزلان" لتجارة الأحذية والجلديات، وهو مركز ضخم لبيع الأحذية والجلديات، قياساً لما درج في محافظة "الرقة" من محلات من هذا الطراز، والتي غالباً ما كانت كثافتها في شارعي "تل أبيض"، و"الأماسي"، يجد فيه الزائر ما يبحث عنه غالباً، نظراً لاتساعه الكبير، ونوعية البضاعة المعروضة فيه.

موقع eRaqqa ومن ضمن جولته اليومية في أسواق "الرقة"، زار هذا المجمع بتاريخ (30/11/2008)، والتقى فيه السيد "عبود العلي"، الذي كان يشتري بعض ما يحتاجه، فتحدث لنا عن هذا المجمع وأهميته قائلاً: «أنا أسكن بالقرب من هذا المجمع، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد لمجيئي للشراء منه، بل هي معرفتي بحكم الجوار أن أصحابه عندما افتتحوه، لم تكن الفكرة سوى جعله سوقاً مصغرةً لبيع الأحذية والجلديات، بحيث يكتفي الزبون من التجوال فيه، عندما يريد شراء متطلباته من هذه البضاعة بمكان واحد فقط، وهو كما ترون مجهز بأغلب وسائل الراحة، من التدفئة والإنارة الجيدة، وأساليب عرض البضاعة فيه تتسم بالخبرة بمعرفة ما يرضي الزبون، وكما أخبرني صاحبه السيد "عبد العزيز الحسن"، الذي تربطني به معرفة وطيدة، فإنه قد تمَّت دراسة أساليب عرض البضاعة تلك، ومدى جودتها، مع أفضل أصحاب الخبرات في هذا المجال، من محافظات أخرى عريقة بهذا الباب كـ"دمشق"، وهم بذلك يأملون أن يتاح للزبون أن يجد طلبه دون أن يتكلف عناء الدوران من محل إلى آخر في السوق، مع حرصهم على التنوع الكبير في البضاعة المعروضة، والجودة العالية لصناعتها، وأقول هذا الكلام من تجربة شخصية لي، فليس من المجدي أن نأتي نحن رواد هذا المجمع الكبير، لنجد بضاعة تكون متوفرةً في محلات أخرى من سوق "الرقة"... الحقيقة أنهم متميزون بهذا».

أذكر هذا المجمع قبل أن يتحول إلى مجمعٍ لبيع الأحذية والجلديات، فلقد كان معرضاً للسيارات، وعندما بدأت ورشات الديكور عملها فيه منذ أكثر من سنة من هذا التاريخ، سألت نفسي عما ينوون افتتاحه، ولم يخطر ببالي أن هذه المساحة الكبيرة يمكن أن تكون مجمعاً لبيع الأحذية والجلديات، ولم أكن واثقاً من نجاح هذه الخطوة، لكن على ما يبدو أنني لم أكن مصيباً في حكمي، فكثافة الزبائن تدلُّ على نجاح هذه الفكرة، التي أعترف بأنها رائدة في محافظة "الرقة"

كما التقينا السيدة "عبير الفرج"، التي ترافق أطفالها الصغار، لتشتري لهم قُبَيل العيد، فحدثتنا قائلةً: «كنت سابقاً أجوب السوق بالكامل بحثاً عمَّا يرضي أطفالي ويرضيني، وكان جهداً كبيراً بالنسبة لي، سيما أنني أضطر لجلبهم معي كي يقيسوا الأحذية التي يريدون، فكانت لنا في كل محل ندخله محطة، تطول أو تقصر، وعندما سمعنا منذ أشهر بافتتاح هذا المركز قصدناه كي نرى إن كان افتتاحه يشكل لنا فرقاً، ولا أبالغ إذ قلت لكم بأننا لمسنا ذلك منذ الزيارة الأولى، فلقد استطعت أن أشطب همَّ شراء الأحذية من ذهني، إذ لا تكاد تنتهي جولتنا بالمجمع حتى نجد ما كنا نبحث عنه، دون تكبد عناء الانتقال من محل إلى آخر، ولا أنسى أن أقول أيضاً بأن البضاعة ذات جودة، والأسعار متنوعة بحيث تناسب معظم دخولنا الشهرية، إن وجوده نجاح يسجل لسوق محافظة "الرقة"».

جانب من المجمع من الداخل

أما الشاب "عبد الرحمن الشبلي"، الذي كان أنهى جولته في السوق بزيارة هذا المحل، فقال: «فوجئت بالمساحة الكبيرة التي يحتلها هذا المحل، عند بداية دخولي إليه، فنحن متعودون على محلات صغيرة نسبياً مقارنةً به، وما فاجأني أكثر هو وجود كمية كبيرة من السترات الجلدية، التي تعجبني كثيراً، وما لاحظته في الفترة الأخيرة في المدينة من قبل تجارها، هو توجههم لافتتاح مجمعات اختصاصية بأنواع معينة، وهي خطوة أستطيع وصفها بالنوعية، وهذا المجمع هو الأول بهذا النوع من البضاعة في محافظة "الرقة"، وما أتمناه أن تتكرر هذه الخطوة في جوانب أخرى من نشاط المدينة الاقتصادي».

كما تحدث لموقعنا السيد "عبد القادر الجاسم" الذي يملك بقاليةً صغيرةً بجانب هذا المجمع، فقال: «أذكر هذا المجمع قبل أن يتحول إلى مجمعٍ لبيع الأحذية والجلديات، فلقد كان معرضاً للسيارات، وعندما بدأت ورشات الديكور عملها فيه منذ أكثر من سنة من هذا التاريخ، سألت نفسي عما ينوون افتتاحه، ولم يخطر ببالي أن هذه المساحة الكبيرة يمكن أن تكون مجمعاً لبيع الأحذية والجلديات، ولم أكن واثقاً من نجاح هذه الخطوة، لكن على ما يبدو أنني لم أكن مصيباً في حكمي، فكثافة الزبائن تدلُّ على نجاح هذه الفكرة، التي أعترف بأنها رائدة في محافظة "الرقة"».

الشاب "عبد الرحمن الشبلي" ينتقي سترةً جلدية.

ويذكر أنَّ هذا المجمع الكبير لبيع الأحذية في محافظة "الرقة"، هو الأول من نوعه في المحافظة، التي كانت تفتقر للمجمعات، حيث بدأت هذه الفكرة بالوفود إلى "الرقة"، بعد التوسع السكاني الكبير فيها، فكان محل "غراند مول"، الذي تم افتتاحه بصيغة المجمع الغذائي الكبير هو باكورة هذه المجمعات، ثم تلاه مجمع "مشعل وغزلان" لبيع الأحذية والجلديات، الذي يستعد أصحابه لافتتاح فرع آخر له، وفي الأفق أفكار مشاريع مجمعات أخرى تنتظر الوقت كي تصير موضع التنفيذ.

أحذية متنوعة الموديلات والألوان