قلما تفتح جريدة هذه الأيام إلا وتجد فيها عبارة "يلزمنا مندوبي/مسؤولي مبيعات". وأصبحت تعتبر هذه المهنة هي الأولى انتشارا كونها تقدم رواتب مع نسب على المبيعات التي ينجزها المندوب.

أما في "سورية" ومدينة "حلب"، فقد انتشرت كونها تمنح راتب جيد للغاية نادرا ما يتم الحصول عليه في وظيفة أخرى، إضافة إلى عدم تطلبها لإنهاء الخدمة الإلزامية (والتي تعتبر شرطا أساسيا للحصول على معظم الوظائف الجيدة ذات الرواتب المرتفعة).

أولا علينا التمييز ما بين مندوب المبيعات و مسؤول المبيعات

«أولا علينا التمييز ما بين مندوب المبيعات و مسؤول المبيعات». بهذا افتتح "رامز علوش" ذي الواحد والعشرين ربيعا كلامه والذي التقيناه بتاريخ 11/7/2008، وأضاف: «إن تعريف المندوبين هم الأشخاص الذين يدورون على المنازل والمحلات حاملين معهم أدوات "الماكياج" و "العطور" وغيرها ليبيعوها، أما مسؤولو المبيعات فهم محور عصب أي شركة وصلة الوصل بينها وبين زبائنها».

على المندوب ملء استمارة التقييم بعد كل زيارة

ويعمل "رامز" كمسؤول مبيعات منذ خمسة شهور في شركة إعلانية كبرى، وهو خريج إدارة أعمال وتسويق ويقول أن هذه المهنة أضافت له الكثير خصوصا أنها مرتبطة بشكل مباشر بدراسته ويضيف:

«أعتبرها مرحلة انتقالية لي حتى أعمل في المجال الذي أحبه وهو التسويق أو "Marketing" وهذه المهنة هي أول الطريق بالنسبة لي». ولا يخفي "رامز" رغبته في الانتقال إلى مركز ووظيفة أحسن، ويضيف أنها أضافت له الكثير من الخبرة على الصعيدين الاجتماعي ومهارات البيع لديه إضافة إلى أنها علمته كيفية التعامل مع النوعيات المختلفة من البشر.

على المندوب ارتداء زي رسمي كامل مع ربطةالعنق

«الطريق ليس سهلا، ولكي تكون مسؤول مبيعات ناجح عليك إتباع الكثير من الدورات». ويقول أن هذه الدورات تشمل تعلم كيفية التعرف على أنماط البشر التي أمامك إضافة إلى تعليمك أسلوب المبيع الناجح، ويضيف أن مدة هذه الدورات قد تصل لشهر.

ويضيف أن المقابل المادي جيد للغاية حيث يقول أن النسب التي يحصل عليها من الصفقات التي ينجزها تشكل مدخولاً جيدا للغاية بالنسبة لشاب في مثل سنه.

أما "إيهاب ناصيف" ذي الثلاثين عاما، فيمكن القول أنه قد أصبح متمرسا في هذا المجال كونه يعمل منذ ما يزيد عن الخمس سنوات. و"إيهاب" خريج معهد أعمال إدارية رغب في العمل في هذا المجال لأنه: «يعطيك عدد هائل من المعارف، إضافة إلى تنمية مهارات التواصل لديك. وهو أيضا يصقل الشخصية ويعلمك كيفية إدارة الحديث وغيرها الكثير».

وعن وجهة نظر الناس تجاه هذه المهنة قال: «النظرة في تحسن ولكن للأسف هناك الكثير ممن أساؤوا لهذه المهنة. بالنسبة لي أنا أعتبر مسؤول المبيعات هو صلة الوصل لأي شركة مع عملائها وأمر حيوي لعمل أي شركة. معظم الذين دخلوا هذا المجال كانوا من الطلاب ممن لديهم الرغبة في تأمين دخل مادي جيد خلال فترة الدراسة، والذين يتركون العمل لاحقا حالما ينتهون من دراستهم».

وأخيرا، وتعقيبا حول رأيه تجاه هذه المهنة قال: «أتمنى أن تهتم الشركات بمسؤول المبيعات كإنسان مع دراسة كافة أموره لأنه أساس أي شركة».

يعمل "عبد القادر" خريج كلية الصيدلة مندوبا علميا لإحدى شركات الدواء الأجنبية، ويقول أنه اختار هذا العمل من بين عدة خيارات أخرى كانت متوفرة لديه حيث يقول: «عملي هو الذهاب إلى الأطباء في العيادات والتحدث معهم حول المنتجات التي تنتجها شركتنا والحالات التي يتم وصف هذه الأدوية لها».

وعندما سألناه عن ميزات العمل قال: «ما أحبه فيها أنها مهنة حرة ولا تجد نفسك فيها مقيدا بين أربعة جدران خصوصا أنني من النوع الذي لا يحتمل قضاء ساعة في مكتب، نتيجتها تظهر بسرعة وبشكل ملموس. من ميزاتها أنها تجعلك تتعرف على العديد من الناس وتأتي بالعديد من الأصدقاء».

ولا يخلو الأمر من السلبيات أيضا حيث إن أبرز السلبيات التي تواجهه في هذا العمل هي:«ظروف الطقس المتقلبة من حرارة وبرودة على اعتبار أن عملي يتطلب مني التنقل بكثرة إضافة إلى التعامل أحيانا مع أشخاص لست مضطرا للتعامل معهم في الظروف العادية». ورغم ذلك فإن الأمر لا يضايقه لأنه يعتبر هذه السلبيات جزء من عملية: «صقل مهاراتك الاجتماعية وشخصيتك واكتساب الخبرات».

من جهته، "سامر بيجون" ذي الخمسة والعشرين عاما هو طالب في كلية الهندسة الزراعية، إلا أنه يعمل كمسؤول عن مندوبي المبيعات في إحدى الشركات الكبرى؛ وسبب العمل الأساسي بالنسبة له هو «الرغبة في الاختلاط مع الآخرين». حيث يقول بأنه انتقل من مجال إدارة شؤون التسويق الذي كان يعمل فيه خلال العامين الماضيين إلى هذا المجال الذي أمضى فيه قرابه ثمانية أشهر حتى الآن.

« تعتبر هذه المهنة عملا مؤقتا بالنسبة لغالبية العاملين في هذا المجال. والفترة لا تتجاوز العامين بالنسبة لأغلبهم». يقول "سامر". وعن سبب عمل هؤلاء الأشخاص في هذا المجال قال: «الحاجة للعلاقات الاجتماعية الكبيرة، إضافة إلى الحاجة المادية وأخيرا الرغبة في تحقيق الذات».

ولدى سؤالنا عن المعايير التي يتبعها في توظيف مسؤول المبيعات لديه، قال: «يجب أولا أن يمتلك خبرة في هذا المجال. ويجب أن يكون دبلوماسيا، ذكيا ولمّاحا. الدراسة شي أساسي وأفضل أن يكون في المرحلة الجامعية. اللباس والأناقة مهمين أيضا لأن الانطباع الأول مهم».

أما بالنسبة له فلا يدري حاليا إن كان سيستمر في هذا المجال، أم سيعمل في مجال دراسته حيث يقول بأن الخيارات أمامه لا زالت مفتوحة ولا يريد الاختيار قبل دراسة كل الخيارات المطروحة أمامه بكل دقة.

«أحب الاستمرار في هذا العمل، ولكن لا أستطيع أن اختار حاليا وأترك الأمور للمستقبل» يعقب "سامر" على هذا الموضوع.

ربما تكون هذه المهنة في بداية طريقها، إلا أنها في تحسن مستمر؛ وتغير نظرة الناس إليها ساهم في زيادة عدد الشباب الراغبين في العمل في هذا المجال. أما بالنسبة للذين يعملون في هذا المجال، فهم يقولون أنهم يتعلمون الكثير ويضيفون بأن هذه المهنة هي بمثابة "كنز لا يعرفه إلا من يعمل به".