ترقبت العديد من المنظمات الدولية المختصة بالطيور وحمايتها بمزيد من الصبر والأمل عودة طائر أبو منجل الأصلع الذي يعتبر واحدا من أندر الطيور في العالم من جهة وأكثرها عرضة للانقراض من جهة ثانية، ترقبت عودته إلى بادية تدمر.....لكن لماذا هذا الترقب ، وهذا الاهتمام ... أسئلة حملها موقعنا / esyria / إلى

الدكتور دارم طباع مدير مشروع سبانا لحماية الحيوان في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ليكشف لنا النقاب عن سر الاهتمام بهذا الطائر ؟

يقول د. طباع يعتبر طائر أبو منجل الأصلع أحد الطيور الاجتماعية الذي كان يعيش في وسط أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وبقي انتشاره في سورية حتى القرن التاسع عشر حيث لم يعد يشاهد، وانقرض من تركيا ومعظم مناطق المغرب والجزائر ونظرا لأهميته وندرته فقد حظي هذا الطائر باهتمام دولي كبير ، وأصدرت مجموعة من البلدان طوابع بريدية خاصة له تحمل صورته كما هو الحال في السودان والمغرب واليمن ... ويضيف مدير سبانا أن الطائر يشكل ثروة وطنية للبلد التي يتواجد فيها فالكثير من المهتمين من دول العالم يفضلون زيارة سورية/حيث شوهد مؤخرا / للسياحة بسبب وجود هذا الطائر الذي يدل وجوده في أي بلد على سلامة البيئة .

اللغز ... الاكتشاف ؟

أعلنت الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور عن الحدث الأهم باكتشاف لغز هجرة طائر أبو منجل الأصلع بعد أن عاد من رحلته الطويلة التي قطع خلالها / 3800 / ميل مر خلالها في سماء دول عدة قادما من إثيوبيا ليستقر في محمية جبل معيوف شمال غرب تدمر مفرخا من جديد بعد أن تم تركيب أجهزة إرسال خاصة تمكن من تتبع خط سيره عن طريق الأقمار الصناعية، وبهذا يكون لغز رحلة الطائر النادر التي بقيت مجهولة آلاف السنين قد حلت هذا ما أكده الدكتور دارم طباع وليعلن نجاح هذا المشروع الهام الذي رعته الحكومة السورية وساهمت المنظمات الدولية في تمويله وتأمين الدعم الفني اللازم له ، وقال : لعل هذا الحدث هو الأهم في عالم الطيور بعد إعادة اكتشاف هذا الطائر عام 2002م في تدمر من قبل الخبير الإيطالي جان لوكساريا و فريق عمل سوري ، حيث استمر المشروع تسعة أشهر وتوج بتعليم ثلاثة من هذه الطيور النادرة البالغة الصيف الماضي ليطلق عليها أسماء عربية شهيرة هي :سلطان وسلام وزنوبيا .

وأضاف دكتور طباع ما ساعد على نجاح المشروع هو قيام وزارة الزراعة السورية بالتعاون مع الجمعية الجغرافية الوطنية والجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور بتمويل مشروع حماية موقع تربية هذا الطائر النادر لتكون خطوات تتبع هجرته مرحلة متطورة للمحافظة على البيئة التي تهاجر عبرها هذه الطيور كخطوة أساسية لحمايته من الانقراض، وأسهب طباع في حديثه قائلا ليس غريباً أن يعلن الدكتور "كن سميث "عالم الطيور البريطاني من الجمعية الملكية لحماية الطيور أن أخبار عودة الطيور المعلمة رائعة وتشكل عونا عظيما لنا لتجنب مخاطر الصيد والتسمم بالمبيدات الحشرية والمخاطر الأخرى التي قد تعيق نمو وتكاثر هذه المجموعة من الطيور في سورية لنتوجه إلى حل اللغز الثالث الذي لا يزال غامضا عند طائر أبو منجل المتعلق بمصير الأجيال الجديدة منها التي فرخت في تدمر وكيف يمكن معرفة طرق رحلتها وبالتالي تأمين حماية لها .

ويؤكد الدكتور طباع أن ما فاجأ علماء الطيور هو خط عودتها المثير للانتباه, حيث عادت محلقة إلى غرب البحر الأحمر بدلا من شرقه, حيث عبرت من السودان إلى المملكة العربية السعودية قاطعة ًأعرض نقطة في البحر الأحمر بمسافة تقدر ب 180ميلا .

هذه الرحلة هي التي جعلت عالم الأحياء" جيرمي لند سل "يقول :لقد وضعنا قلوبنا في أفواهنا عندما غادرت الطيور في الصباح الباكر لتعبر البحر وحل الليل ولم تكن هذه الطيور قد وصلت بعد إلى الشاطئ الأخر، وعلى الرغم من هذه المفاجأة إلا أننا صممنا على حمايتها وساعدتنا التقنيات في تتبع هذه الطيور عبر رحلتها الشاقة .

مشروع جديد :

وحول الجديد في مشروع حماية طائر أبو منجل الأصلع قال الدكتور دارم طباع الجديد لهذا الصيف سيكون بتعليم أحد الطيور اليافعة بجهاز إرسال ليرفع النقاب عن لغز مسيرها, وهذا ما سيتم بمساعدة الخبير" لأبو مير بيسله براغ " الذي سينضم إلى مجموعة العمل التي ستقوم بهذا الإجراء الحساس وتحمل هذه المسؤولية الضخمة لمثل هذه الطيور النادرة، وليس من السهل القيام بهذا العمل ومن الواجب مراقبة الطيور أياما عدة لفهم عاداتها قبل التعليم وبعده لضمان قيامها باستئناف السلوك الطبيعي بعد تركيب أجهزة الإرسال, لكن التفاؤل موجود كما أعلن المسؤول الدولي للجمعية الملكية لحماية الطيور"باول بكلي "سيما وأنها تمت من قبل على الطيور البالغة، فالطيور التسعة اليافعة التي فرخت في سوريه الصيف الماضي, لم يعرف مصيرها ولم تشاهد بعد ذلك وهذا ما يعني أنها اختارت مناطق أخرى للتشتية، على الرغم من أننا كنا متأكدين من بقائها مع باقي الطيور البالغة ، لكنه يبدو أنها تتصرف بشكل مختلف جدا ومن هنا تأتي أهمية تعليم هذه الطيور لتتبع طرق مسيرتها التي لا تزال تعتبر لغزا جديدا يحتاج إلى الحل لتطوير مستوى حماية هذه الطيور النادرة والا سيبقى طائر أبو منجل الأصلع ذكرى قديمة في التاريخ وحديث الرسوم الفرعونية الهيروغليفية .

طائر أبو منجل الأصلع

يقول مدير مشروع سبانا يوجد ما يقرب من ثلاثين نوعا تحمل تسمية أبو منجل حيث جاءت التسمية من المنقار وأغلب هذه الأنواع يعاني من خطر الانقراض أما أكثرها تهديدا فهو أبو منجل الأصلع الشمالي ويوجد منها نحو / 227 / طائرا ويتواجد في المغرب وتركيا في الأسر وكمجموعة مهاجرة تعشش في سورية وعددها لا يتجاوز / 13 / طيرا البالغ منها سبعة طيور تم اكتشافها عام /2002/، ولم تكن هناك أي معلومات مسبقة عن خطوط هجرتها سوى تلك التي ربطت رحلتها الشتوية برحلة الحجيج ليعتبرها الأتراك طيورا مقدسة أرسلها الله سبحانه وتعالى لترافق مواكب الحج وتدلهم على مسار الطريق أثناء رحلتهم باتجاه الديار المقدسة، أما الآن يضيف الدكتور طباع فيمكن لكل مهتم أن يعرف بالتفصيل خطوط هجرة هذه الطيور ومواقع تحليقها وأماكن هبوطها مع أطوال المسافات التي تقطعها متتبعين ذلك على خريطة خاصة مأخوذة من الأقمار الصناعية ومعروضة على صفحات الانترنت وهي التي أدت إلى التعرف على مناطق تشتية هذه الطيور في إثيوبيا .