حظيت رياضة الآباء والأجداد في القطر باهتمام كبير، على اعتبار أن الفروسية أهميتها الكبرى في نفوسنا وتراثنا وتاريخنا وكبريائنا، لذلك سعى الجميع كي تأخذ مكانتها على الصعد كافة..

خاصة أن المجد العربي بُني على الحصان العربي, الذي تغنى به تاريخ الأمة, عندما نقل العرب رسالتهم إلى أوسع مناطق الدنيا, وكانت وسيلتهم في ذلك الحصان, ومعه السيف, وهذا الأمر إذاً يتعلق بتاريخنا, ومن لا يهتم بتاريخه, وما مضى منه، لن يكون جديراً بأن يهتم بالمستقبل.

هذا ما قاله القائد الخالد حافظ الأسد، أثناء تأبين الفارس الراحل باسل الأسد, الذي كانت رياضة الفروسية من أولى اهتماماته, وقد أحياها ودفعها دفعاً كبيراً إلى الأمام, وساهم بتطورها, ونشرها في محافظات القطر كافة, وكان للرقة نصيب كبير من هذا الاهتمام والرعاية، فقد حظيت منشأة الأسد للفروسية بالمحافظة، بالكثير من دعمه واهتمامه.

عبد اللطيف الشيخ - مدير المدينة

وللرقة درة الفرات حكايتها الأزلية مع الفارس الباسل, وقد عادت بها الذكرى إلى ذلك اليوم المشهود, الذي لا ينسى، يوم أن كحلت عيونها فيه بطلعة فارس, ولا كل الفرسان, وزهت بنبيل, ولا النبلاء, وشباب, ولا الشباب, وكان شرفاً رفيعاً أن يفتتح منشأة الأسد للفروسية أثناء زيارته للرقة في 14/6/1991 عندما رعى مهرجان الفروسية العربية الأول فيها, وأضفى عليها من عطائه السخي, ودعمه اللامحدود، ما مكنها أن تقفز القفزات الرائعة في تقدمها وتطورها وازدهارها.

وللاطلاع على واقع مدينة الأسد للفروسية، وأهم البطولات التي استضافتها, وشاركت بها, وأبرز الفرسان, وكل ما يتعلق بها، سنحاول الإجابة عليه من خلال الزيارة التي قمنا بها للمدينة, حيث التقينا السيد عبد اللطيف الشيخ مدير المدينة، الذي تحدث لـ«eraqqa» قائلاً: تأسست المدينة رسمياً عام 1986 تحت اسم نادي الفروسية, ومن ثم تم تغيير اسمها إلى منشأة الأسد للفروسية، وفي عام 1991, وأثناء زيارة الفارس الراحل باسل الأسد للرقة, وحضوره مهرجان الفروسية، اعتبر ذلك عام التأسيس.

فندق الفروسية

وتابع الشيخ: تبلغ المساحة الإجمالية للمدينة /450/ دونماً, وتقع على الطريق الغربي الشمالي لمدينة الرقة الذي يصلها بمدينة الثورة, والمدينة محاطة بشكل كامل بسور بيتوني بطول /2300/ م, وله بوابتان في الجهة الجنوبية الموازية لطريق عام الرقة – الثورة, وتضم المدينة: مبنى الفندق, والإدارة ويتألف من ثلاثة طوابق تضم /12/ غرفة, وثمانية أجنحة, وسبعة مكاتب, وصالة مطعم, وكافيتيريا, وتراسات صيفية, والفندق مجهز بكافة المستلزمات من أثاث ومعدات، بالإضافة إلى التدفئة المركزية والتكييف، ومدرج رئيسي بيتوني بطول /16/م وبعرض /12/م, ويتسع لخمسة آلاف متفرج, وتم تجهيز الفتحة الوسطية منه بمظلة معدنية بطول /23/م وعرض /12/ وصالات للألعاب تحت المدرجات وعددها سبع صالات, وتشغل كامل المساحة الواقعة أسفل المدرجات، وصالة ألعاب شتوية تحتوي على مدرج بيتوني للجمهور، وخمس حظائر للخيول تحتوي على /106/ بوكسات لإيواء الخيول مع مغطس, وأدواش لغسيل الخيول، وميدان لسباقات القفز بأبعاد (80×100) م2 مجهز بسياج معدني نظامي، وميدانان لتحمية الخيول مجهزان بسياجين خشبيين، ومضمار لسباق الخيول بطول /1200/م2 وغرفتان للتحكيم كل منهما مؤلفة من طابقين، وبئران ارتوازيان مجهزان بمضخات كهربائية لتأمين مياه الري لحقول المدينة, والأشجار الحراجية المزروعة منها. ويوجد شبكة نظامية لمياه الشرب تغذى من مدينة الرقة بقساطل من الفونت المرن, وشبكة داخلية لكافة مرافق المدينة من القساطل المزئبقة، وشبكة إنارة للمرافق كافة, والمداخل والساحات, والملاعب مجهزة بأعمدة معدنية نظامية, وأجهزة بخار صوديوم تغذى من مركزي تحويل كهربائيين استطاعة كل منهما /200/ ك ف آ.

عن أهم البطولات التي استضافتها المدينة قال الشيخ: أول بطولة كانت في عام 1991 ضمن مهرجان الفروسية العربية الأول، بمشاركة فرسان من مختلف المحافظات والاندية، وفي عام 1995 احتضنت بطولة الجياد العربية التي شارك فيها فرسان القطر كافة، كذلك استضافت المدينة البطولة الدولية «سامسونغ» التي شارك فيها فرسان من لبنان والأردن، إضافة إلى جميع فرسان القطر، وفي عام 1997 استضافت المدينة بطولة القفز على الحواجز, وشارك فيها أكثر من /70/ فارساً من جميع الأندية، وفي نفس العام أقيم سباق للخيول في مدينة الرصافة. وبالنسبة للفرسان الذين شاركوا في البطولات, والذين اختير بعضهم للمنتخب الوطني, وأبرزهم: أحمد حمدان، ثائر ضويحي، محمد ديب جدوع، صلاح الحسن. ومن الفرسان الذين أحرزوا مراكز متقدمة في بطولات الجمهورية: إبراهيم الحسين، مازن قدور، سامر المرعي، ياسر شيخ سليمان، أحمد جدوع، أحمد بلال، محمد بلال، عاصم الطه، معتصم الطه، إيمان العجيل، عائشة العجيلي، محمد العيسى، أمير ضويحي، الأحنف الطه، عاصم الطه، أحمد آصف، محمد الشيخ.

جانب من المدينة

وعن أهم المشاريع المستقبلية للمدينةة أضاف الشيخ: يجري حالياً التنسيق مع الجهات المعنية، لإقامة عدة بطولات خلال المرحلة المقبلة، سواء بطولات لقفز الحواجز أو سباقات للخيول، وعلى الصعيد الإنشائي، هناك دراسة لإعادة إنشاء سور حديدي لمضمار السباق، إضافة إلى إجراء صيانة كاملة لكافة ملاعب التدريب.

وعن المقترحات لتطوير العمل بالمدينة، يقول الشيخ: يمكن أن تنحصر الأعمال في إجراء صيانة لاماكن إيواء الخيول، واستثمار الفندق من أجل تامين ريوع مالية للمدينة، واستثمار الأراضي الشاسعة، عبر زراعتها ببعض المحاصيل التي تحتاجها لتأمين مادة العلف للخيول، وصيانة الصالة الرياضية المغلقة، وتزويدها بالتجهيزات اللازمة، وبناء مقر لإدارة المدينة، وتأمين عمال نظافة وحراس.

وفي ختام حديثه، وجه مدير مدينة الأسد للفروسية، الشكر الجزيل للسيدة منال الأسد الرئيس الفخري لاتحاد الفروسية, و للسيد أحمد شحادة خليل محافظ الرقة, ولرئيس وأعضاء الاتحاد السوري للفروسية, ولمديرية المنشآت الرياضية، لتقديمهم الدعم, وتأمين جميع المستلزمات التي تحتاجها رياضة الآباء والأجداد في محافظة الرقة.