مركز العيادات الشاملة في الرقة، من المؤسسات الخدمية الصحية المتخصصة بمعالجة الحالات غير الإسعافية التي تراجع المراكز الصحية المنتشرة في المحافظة، حيث يستقبل المرضى المحالين من كافة المراكز الصحية، وحسب الاختصاص يُفحص المريض، ويوصف له العلاج اللازم، أو إحالته عند الضرورة إلى المشفى الوطني أو مشفى تخصصي.

الدكتور فيصل الشعيب مدير الصحة بالرقة، يقول: "يبلغ عدد المراكز الصحية في المحافظة حوالي /65/ مركزاً، وهي تقوم بتقديم الخدمات الصحية اللازمة الأولية والبسيطة للأخوة المواطنين، وإذا لم يحتاج المريض إلى الإحالة إلى مركز العيادات الشاملة، فإنه يكتفي بالمعالجة والدواء الذي يحصل عليه من مركزه الصحي، أما بالنسبة لمركز العيادات الشاملة في الرقة، فإنه من المراكز المتطورة جداً، ومن المكاسب العظيمة التي تحققت للمحافظة في ظل مسيرة التطوير والتحديث التي تشهدها سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

وتبلغ المساحة الطابقية للمركز نحو 1040 م2، والمساحة الإجمالية للبناء 5200م2، وبلغت الكلفة الإجمالية للمبنى نحو /86/ مليون ليرة سورية، وقد تمت المباشرة بأعماله عام 2002، وتم استلامه استلاماً مؤقتاً في عام 2007، وتاريخ بدء الاستثمار التجريبي بكامل الطاقات تاريخ 8/1/2008".

الدكتور فيصل الشعيب مدير الصحة

وبالنسبة لنظام الإحالة، يقول: " إن من أهداف نظام الإحالة تخفيف الضغط عن المشافي العامة، والمراكز التخصصية، كما يعمل على تفعيل دور المراكز الصحية بالشكل الأمثل، كما أن نظام الأرشفة الذي سيعمل به، سيوفر قاعدة عريضة من البيانات عن الحالة الصحية للأسر المسجلة في المراكز، حيث ستعطي نتائجه قدرة إحصائية لتمركز بعض الأمراض في المناطق المختلفة، ويعطي قدرة للجهات الصحية لتقصي حالات المرض وانتشاره، وآلية القضاء عليه".

وعن عمل العيادات الشاملة، يقول الدكتور غياث الحمود رئيس المركز: "نحن نتقيد بالسياسة الصحية التي تضعها الوزارة، والتعليمات الصادرة عنها بخصوص نظام الإحالة، والذي يتضمن تسجيل كل عائلة في أرشيف خاص في أقرب مركز صحي لسكنها، بحيث يراجع المريض مركزه للحصول على إمكانية خدمة صحية مباشرة، أو الحاجة لإحالته إلى اختصاص معين، وهنا يأتي دور العيادات الشاملة التي تستقبل الإحالات من المراكز الصحية في المحافظة وعددها /65/ مركزاً، ويتوفر في المركز كافة الاختصاصات، حيث يتم فحص المريض من قبل الأطباء الأخصائيين، ويطلب له الاستقصاء المخبري، والتصوير الشعاعي اللازم والمتوفر في المركز، ويتضمن الكشف فحص سريري كامل، وأجهزة الفحص المتوفرة: إيكو قلب، تخطيط قلب، اختبار جهد، إيكو بطن، إيكو نسائي، تنظير عنق الرحم، صور شعاعية بسيطة، وكافة التحاليل المخبرية، وبعد التشخيص يوصف له العلاج اللازم".

ويضيف الحمود: "لدينا بناء مجهز بالأثاث واللوازم الطبية، ونحن في مراجعة دائمة للمستلزمات للوقوف على حاجة المركز، كوننا في بداية العمل، ونسعى لاستكمال ما يلزم حسب ضرورة العمل، لتقديم الخدمة الصحية اللازمة للأخوة المواطنين.

وعن الاختصاصات الأخرى المتوفرة في المركز"، يقول الحمود: "إضافة لاختصاص القلب والداخلية والنسائية، هناك قسم للجراحة العامة، والبولية، والعظمية مجهزة بأدوات جراحة صغرى، وقسم للجلدية ويتضمن لوازم الفحص الطبي المتوفرة في أفضل العيادات، وهناك غرف سيتم تجهيزها مستقبلاً واحدة للمعالجة بالأشعة فوق البنفسجية، وثانية للمعالجة بالليزر، وثالثة للجراحات الجلدية، وقسم سنية، ويتوفر فيه أربعة كراسي، مع كافة اللوازم السنية، وقسم الأذنية، وفيه وحدة فحص أذنية متكاملة حديثة جداً، وجهاز تخطيط سمع، وقسم العينية، وفيه وحدة فحص عينية متكاملة وحديثة، ومحوسبة، وقسم الأطفال، وفيه كافة مستلزمات فحص الطفل، إضافة لقسم المعالجة الفيزيائية، ويتألف من صالتين مجهزة بست غرف معالجة، في كل غرفة جهاز مختلف، وحسب الحالة (شد، إرخاء، معالجة بالحرارة والكمادات)".

وعن الكادر الطبي والتمريضي والفني والإداري في المركز، يقول الحمود: "تم تخصيص العيادات الشاملة بكادر طبي متخصص قوامه /27/ طبيباً أخصائياً، وطبيب عام، وطبيبين مقيمين (فرز دوري)، و/22/ ممرضة، وسبع قابلات، و/38/ فني وإداري، وبهذا الكادر استطعنا أن نقلع تجريبياً بتاريخ 8/1/2008، حيث استقبلنا خلال عشرة أيام /460/ مراجعاً في مختلف الاختصاصات، تم إحالة /16/ منهم على المشفى الوطني لحاجتهم للاستشفاء، أو للعمل الجراحي، وتم إحالة مريض واحد إلى مشفى تخصصي في دمشق".

ويتابع الحمود قائلاً: "إن الخدمة التي تقدم للأخوة المرضى المراجعين، هي من الخدمات المتطورة، حيث تضاهي بشكلها الدول المتقدمة في مجال الطب، حيث أننا في خدمة أي مراجع حاصل على إحالة من مركز صحي، مع التزامنا ببذل الجهد الممكن، والعناية اللازمة، للوصول بالمريض إلى تشخيص صحيح، ووصف الدواء اللازم، وإحالته إلى مشفى، وهذا يتم أثناء الدوام الرسمي فقط، كون الخدمة المقدمة هي للحالات الباردة غير الإسعافية، وجودة الخدمة ستلحظ من خلال ازدياد عدد المراجعين، ومعرفتهم بنظام الإحالة في الأيام المقبلة".

ويؤكد الحمود "بأن البدايات صعبة دائماً، لكن المشاكل التي تواجهنا قابلة للحل حين تتضافر الجهود، والدولة لم تبخل يوماً، ومديرية الصحة لم تتأخر في تقديم كل ما يلزم لإنجاح هذه الخدمة المتطورة، كما أننا نحتاج إلى توعية الأخوة المواطنين بضرورة تسجيلهم بأقرب مركز صحي لسكنهم أولاً، بهدف فرز الحالات البسيطة، وتخفيف الضغط عن المشفى الوطني. كما أن مديرية الصحة تسعى لراحة موظفيها، لذلك جهزّت روضة لأطفال العاملين في المركز مجهزة بأحدث التجهيزات".

وينهي الدكتور غياث الحمود حديثه، قائلاً: "مديرية الصحة جاهدة لتزويد المركز بما يلزم لافتتاح عيادات تحت اختصاص (عيادة عصبية، عيادة سكرية، عيادة مفاصل)، علماً أن الأطباء الاختصاصيين في هذه المجالات ندرة، ومع ذلك تعمل الجهات المعنية لتوفيرها في المحافظة".

الدكتور حسان عبد الرزاق العثمان ـ رئيس قسم الجلدية، يقول: "تقدم للمريض ضمن العيادة الجلدية معالجة بالتخثير الكهربائي، أو بالآزوت السائل، أما فيما يخص الجراحات البسيطة فتتم إحالتها إلى المشفى الوطني، والعمل في هذا المركز يعتبر نقطة وصل بين المركز الصحي والمشفى الوطني، وتدوّن على الإحالة الصحية كافة المعلومات المتعلقة بحالة المريض، سواء من ناحية التشخيص، أو العلاج المقدم له، أو إحالته إلى جهة صحية أخرى، كالمشفى الوطني. وبالنسبة لنظام الإحالة، فهو نظام يخدم المريض، حيث أنه يحيط بالحالة الصحية للمريض من بداية خروجه من المركز الصحي، وانتهاءً بالمشفى الوطني، وهو يخدم العمل الطبي، لأنه ينظم الحالة الصحية، ويوفر الكثير من الوقت على الأطباء".

الإداري وليد العلي، يقول: "العيادات الشاملة مركز صحي متطور بتجهيزاته، وكادره الطبي والتمريضي، كما أن وجود مركز العيادات الشاملة في منطقة شمال سور الرقة الأثري، التي لا تحتوي على أي مركز صحي، فسيكون دوره دوراً مضاعفاً من خلال الخدمات الصحية التي سيوفرها لأهالي الحي".

محمود عبد الأحمدـ موظف، يقول: " أنا أدخل مبنى العيادات الشاملة لأول مرّة برفقة زوجتي التي تعاني من مرض قلبي، وقد فوجئت بالخدمات التي يقدمها المركز، والاستقبال الجيد من المسؤولين والقائمين عليه، والإجراءات سهلة جداً، فقد جئنا من خلال الإحالة التي تقدمنا بها لمركز الهلال الأحمر، وبدوره أحالنا إلى هذا المركز المتطور الذي يشرح الصدر".

يحيى عاروني ـ عامل، يقول: "نتمنى عند تطبيق نظام الإحالة أن يكون الأطباء متواجدين في المركز بشكل دائم، حتى لا يهدر وقت المواطن، كما أننا نأمل ضمن هذه الإمكانات الجيدة، أن تكون التسهيلات المقدمة توازي هذا الصرح الحضاري، فإذا بدأنا بشكل صحيح، فحتماً أننا سنحصد النتائج الجيدة".