منذ سبعينيات القرن الماضي أخذت محافظ الرقة بالتوسع، وازداد عدد سكانها، ونتيجة التوسع في تقديم الخدمات الصحية عبر المشافي الحكومية والخاصة، والمراكز الصحية، كان لابد من التفكير بشكل جدي لرفد هذه المنشآت الصحية بالكوادر الفنية والتمريضية،

لذلك تم افتتاح مدرسة التمريض بالرقة عام 1977، وكانت الأسباب الموجبة لافتتاحها رفد المشافي والمستوصفات بعناصر تمريضية مؤهلّة ذات كفاءة عالية، وتقع المدرسة في حرم المشفى الوطني بالرقة، وتتألف من بناء مثلث مؤلف من ثلاثة طوابق، وكل طابق يتألف من ثلاثة أجنحة تحتوي على عدد من القاعات الدراسية، وبهو دائري في الوسط يخص المكاتب الإدارية، كما توجد قاعة محاضرات تتسع لحوالي تسعين طالباً، وتوجد ستة مختبرات دراسية للدروس والتطبيقات العملية، ومكتب عامة، وقاعة معلوماتية، إضافة لبوفيه خاص بالطلبة.

ويقول الدكتور محمد العايد، مدير مدرسة التمريض بالرقة: "تنحصر أهداف المدرسة في تخريج الممرضين القادرين على توفير رعاية تمريضية ذات جودة مناسبة للاحتياجات الصحية للمجتمع في المدن والأرياف، ولديهم القدرة على الاستمرار بالتحصيل العلمي الأعلى في المؤسسات التعليمية، وتوفير فرص التعليم المستمر لتلبية احتياجات الممرضين والمؤسسات والمجتمع للارتقاء بمهنة التمريض، وتشجيع المزاولة التمريضية المرتكزة على البحث العلمي".

مدير مدرسة التمريض بالرقة

وعن المنهاج الدراسي، يقول العايد: "يتألف المنهاج التدريسي من قسمين، الأول نظري، ويضم أغلب المواد الطبية، منها: أساسيات التمريض، والتشريح والفيزيولوجيا، وصحة المجتمع، والأحياء الدقيقة، والأدوية، والرياضيات، واللغة الإنكليزية، والمعلوماتية، وتمريض بالغين، وعلوم تطبيقية، والتغذية، وتقييم سريري، وتاريخ وأخلاقيات التمريض، واللغة العربية، والقومية، ومبادئ الإدارة. والقسم الثاني عملي، ويضم عملي سريري في المشفى، حيث يتم توزيع الطلبة إلى فئات، وفرزهم إلى أقسام المشفى الوطني، بإشراف مدربين مهرة، كي يكتسب الطالب الخبرة العملية بعد تزويده بالمعلومات النظرية، وعملي مختبر ضمن مختبرات المدرسة، حيث يتم تدريب الطالب على التعامل مع الأدوات والتشريح، قبل تطبيقها على المرضى. ويشرف على عمليات التدريس والتدريب أطباء مختصون للمواد الطبية والدروس النظرية، وممرضون ذوو خبرة لإعطاء المواد العملية في المشفى والمختبرات".

ويضيف العايد: "يتم قبول نحو مائة طالب وطالبة سنوياً، على أساس الشهادة الثانوية العامة، الفرع العلمي، ضمن مفاضلة عامة تعلنها وزارة الصحة، وحسب العلامات، وعند الحاجة تقبل الشهادة الثانوية، الفرع الأدبي، ومدة الدراسة ثلاث سنوات، حيث يمنح المتخرج شهادة دبلوم في التمريض، والتوظيف إلزامي، حيث يلتزم المتخرج بالعمل لدى مشافي الدولة مدة تعادل ضعف الدراسة. وبإمكان الطالب متابعة دراسته في اختصاصات القبالة للإناث، وطب الأطفال للذكور والإناث، وتمريض المجتمع، والعناية المرّكزة. وبنهاية الدراسة يخضع الطالب لامتحان موحد وشامل لجميع السنوات (الكوليكيوم)، وهو امتحان مركزي يجري في محافظتي دمشق وحلب لكل مدارس التمريض في سورية، وبنهايته يتم فرز الخريجين إلى المشافي والمراكز الصحية حسب حاجة مديرية الصحة.

يذكر بأن خريجي المدرسة منذ تأسيسها بلغ نحو 1500 طالباً وطالبة، منهم /250/ قابلة، وأغلبهم من خارج المحافظة، حيث تم نقلهم إلى محافظاتهم، بعد انتهاء التزامهم بمشافي ومستوصفات الرقة، أما في الوقت الحالي فيتم القبول أبناء المحافظة حصرياً لضمان خدمتهم في المحافظة بشكل دائم.