يحمل نبع "عين عيسى" قصصاً اجتماعية جميلة لأبناء بلدة "عين عيسى"، إضافة إلى ذكريات رياضية وترفيهية باقية في الأذهان، عمرها عشرات السنين، واليوم لم يبقَ منه إلا الصور وأحاديث الكبار.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 27 آب 2018، خلال زيارتها لبلدة "عين عيسى" التابعة لمحافظة "الرقة"، التقت الباحث وابن البلدة "إسماعيل الشيخ أحمد" ليقدم التفاصيل التاريخية عن نبعها التاريخي، عن ذلك تحدّث بالقول التالي: «هذا النبع كان السبب الرئيس والمباشر في تأسيس بلدة تعدّ من أكبر وأهم البلدات في محافظة "الرقة"، النبع يتميز بتفاصيل رائعة، من حيث المساحة والمدخل والمخرج، والذكريات الرائعة، من أهم مزاياه أنه يضم صخوراً كثيراً، لذلك النبع صخري، عرضه واحد متر، وارتفاعه متران، بعضه مكشوف، وبعضه الآخر مغطى بالصخور التي ذكرناها آنفاً، في نهاية المدخل على الجهة اليمنى، كانت غزارة المياه ونقطة تفجر النبع، ومن هناك المياه كانت تتدفق إلى مسافات طويلة، علماً أن تصميمه كان بطريقتين؛ الأولى وفي المنتصف على الجهة اليمنى، كانت هناك فتحة بشكل دائري خصصت لسباحة النساء، بالمقابل في الجهة اليسرى تماماً، كانت هناك مساحة دائرية مخصصة لسباحة الرجال، أجواء السباحة فيها كانت رائعة، مع المياه العذبة، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الكثيرين رصدوا الأفاعي ضمن النبع، ولم يتأذَّ أي شخص، بل كان السباحون يستمرون في السباحة، وتلك الأفاعي تسرح مع المياه والسباحين، هذه المياه ساهمت بتطوير المحاصيل الزراعية، التي كانت تزرع على جنباته، وشكّلت المنطقة التي حول النبع واحة من الخضار والجمال والأشجار، والبساط الأخضر كان مفروشاً لمساحة كبيرة».

سعداء لأننا حتى اليوم نشهد الوفود تزور منطقتنا من أجل التعرف إلى النبع، مع أنها صخور متراكمة فقط، لكننا نحن فئة الشباب تعرفنا من خلال كبار بلدتنا إلى جميع تفاصيله وأجمل سنواته، لذلك من واجبنا نقل أصالة وتاريخ النبع للزوار وباقي فئات بلدتنا ممن يجهلون تاريخ ومكانة إرث عظيم بالنسبة لنا

يتابع الباحث "إسماعيل" عن جزئيات أخرى تخص النبع: «كانت لي أيام طويلة في السباحة ضمن هذا النبع انطلقت منذ عام 1964، حتى عام 1970، إضافة إلى ما ذكرت، للنبع مزايا أخرى استفدنا منها قبل عشرات السنين، عندما كنتُ مدرساً في دور التربية، كنّا نجمع الطلاب لتنفيذ بعض الأنشطة والمسابقات الرياضية، إضافة إلى إقامة حفلات فنية وترفيهية، كل ذلك ضمن أجواء الطبيعة الخلابة التي حول النهر، هذا إلى جانب تنظيم الأسر وعائلات من خارج البلدة إقامة زياراتها الترفيهية بجانب النبع، وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الوفود العربية والأجنبية كانت تخصص زياراتها للاستمتاع بزيارة النبع وتفاصيله، لما له من قيمة بيئية وتاريخية وتراثية، ونستطيع الجزم بأن النبع جفّ تماماً نهاية عام 1979، وتحول المكان برمته إلى منطقة جرداء، ولم يبقَ له إلا الاسم والتاريخ وأحاديث الناس».

الباحث يقدم تفاصيل تاريخية عن النبع

الشاب "سعد علي الخليف" من أبناء بلدة "عين عيسى" تحدّث عن النبع الذي تحضنه بلدته، وجعل البلدة من الأماكن المهمة والتاريخية ومحط إعجاب الزوّار: «سعداء لأننا حتى اليوم نشهد الوفود تزور منطقتنا من أجل التعرف إلى النبع، مع أنها صخور متراكمة فقط، لكننا نحن فئة الشباب تعرفنا من خلال كبار بلدتنا إلى جميع تفاصيله وأجمل سنواته، لذلك من واجبنا نقل أصالة وتاريخ النبع للزوار وباقي فئات بلدتنا ممن يجهلون تاريخ ومكانة إرث عظيم بالنسبة لنا».

"محمد الداؤود" أحد أبناء مدينة "القامشلي" اتّجه صوب البلدة المذكورة للتعرف إلى نبعها، وعن الزيارة قال: «سمعنا كثيراً عن قصص وذكريات رائعة عن النبع، لذلك خصصت زيارة لمجموعة من شباب مدينتنا، وتوجهنا إلى النبع مباشرة، له تصميم رائع، وصخور جميلة، ومساحة كبيرة، وقصص طيبة عن ماضيه، هذه الأمور لا تزال باقية، لكن الأهم أصبح غائباً اليوم؛ وهو تدفق المياه من النبع، مع كل ذلك يبقى صرحاً تاريخياً وأثرياً».

مدخل النبع
مشهد عام لمكان النبع حالياً