تمتلك محافظة "الرقة" مقومات كبيرة تؤهلها لإقامة صناعة سياحية بامتياز، ويأتي على رأس هذه المقومات حوائج نهر "الفرات"، التي تشكل بيئة خصبة للطيور والنباتات التي تتمظهر بطبيعة جذابة لم نستطع إلى حينه استثمارها سياحياً.

وللوقوف على واقع السياحة البيئية في محافظة "الرقة" التقى موقع eRaqqa بتاريخ 11/9/2011، المهندس "ياسر سلامة" رئيس دائرة الحراج في زراعة "الرقة"، الذي استهل حديثه عن الحوائج النهرية الموجودة في المحافظة قائلاً: «لدينا في "الرقة" /58/ حويجة، وهي عبارة عن جزر متفاوتة المساحة، تقع ضمن سرير نهر الفرات، وتشكل بيئة خصبة للتنوع الحيوي والبيئي، فتضم أنواعاً كثيرة من الحيوانات والطيور البرية، إضافة إلى أعداد كبيرة من النباتات والأشجار الطبيعية.

من نقاط القوة التي تتمتع بها محافظة "الرقة"، والتي ترشحها لأن تكون مستقبلاً من المناطق السياحية الهامة، التنوع البيئي، ووفرة الحوائج النهرية، وهي كفيلة بإيجاد تصور لصناعة سياحية بامتياز، ما يؤدي لنهضة سياحية واقتصادية كبيرة جداً في المحافظة. كما نأمل أن يتم تحويل محمية "الثورة" إلى مشروع رائد على مستوى القطر في مجال السياحة البيئية، وتحويل المشاريع التي تم طرحها في أسواق الاستثمار إلى منشآت مستثمرة مع ضرورة تأمين البنى التحتية الأساسية للمحافظة من مطار وجسور على نهر الفرات وطرق دولية وسياحية وخدمات عامة، لتسهيل وصول السياح إلى المحافظة، وتنفيذ جسر معلق يربط قلعة "جعبر" بمحمية جزيرة "الثورة"، وتنفيذ محلق حول بحيرة "الأسد"

نذكر من هذه الحوائج، حويجة "سد الفرات"، و"البعث"، و"عتيق"، و"السلحبية"، و"البارودة" و"العلي"، و"المطيورة"، و"هلالة"، و"أبو قبيع"، و"الخاتونية" الغربية والشرقية، و"الخميسية"، و"مطب البوراشد"، و"حويجة الخس" الأولى والثانية والثالثة، وغيرها الكثير، ومن النباتات الموجودة في هذه الحوائج العوسج البري، والعوسج، وأشجار الحور والصفصاف والطرفاء، والزل، والبردي، والحنظل، ووجود بعض الحيوانات البرية مثل النمر الفراتي والأفاعي والأرول، والجواميس، والبط البري، ومجموعة كبيرة من الطيور».

المهندس ياسر سلامة

وعن الطبيعة البيئية في محافظة "الرقة" يقول "سلامة": «تعتبر محافظة "الرقة" من المحافظات الفقيرة بالغطاء النباتي الطبيعي، بسبب وقوعها بمنطقة جافة، ما عدا توافر النبات الطبيعي على ضفاف نهر "الفرات" أو ضمن مجراه الطبيعي، وهي ما تسمى الحوائج أو جزر "الفرات"، وتقدر مساحتها بـ /2645/ هكتاراً، وتمتد هذه الجزر على مسافة /150/كم ضمن وعلى جانبي مجرى نهر "الفرات" بعدد /50/جزيرة وشبه جزيرة بمساحات مختلفة، والحوائج كانت مصدراً للأخشاب وحطب الوقود، ومصدراً من مصادر الرعي لأهالي المنطقة منذ زمن بعيد.

تعرضت هذه الحوائج للتعديات من قطع ورعي جائر وحرائق أدت إلى تدهور أشجار هذه الحوائج وضعفت إلى درجة كبيرة، وبعد إنشاء سد "الفرات" على نهر "الفرات" بالقرب من مدينة "الثورة" في عام /1970/ زادت مساحة هذه الحوائج بسبب انحسار مياه النهر، وأصبح الدخول إليها سهلاً وهذا ما ساهم بسرعة تدهورها مما زاد من سوء أحوال هذه الحوائج، وتكمن أهمية الجزر في كونها تعتبر الإرث الطبيعي لهذه المنطقة، تحافظ على المخزون الوراثي لهذه الأنواع وتؤمن المأوى الطبيعي لحيوانات وطيور المنطقة، علماً أنها غنية بالطيور المهاجرة وبعض الحيوانات البرية والمائية أهمها النمر الفراتي».

مجرى الفرات

ويتابع "سلامة" في السياق ذاته، قائلاً: «نحن في دائرة الحراج نعتبر هذه الجزر صندوقاً وراثياً مغلقاً لم يفتح بعد، ونقوم بدراسة هذه الجزر لتحديدها والعمل على إعلانها كمحميات بيئية تستخدم في مجال السياحة البيئية فقط، كما نعمل على حماية هذه المواقع من القطع والرعي والصيد الجائر غير الشرعي، واضعين نصب أعيننا أن هذه المواقع الطبيعية هي أرث طبيعي عظيم أوجده الله لخدمة البشرية جمعاء، ويجب أن نقوم بالحفاظ عليه وتنميته وتوريثه للأجيال القادمة، وتأهيل الحوائج وتجهيزها لتكون جاهزة للسياحة.

ينقصنا فقط الإمكانات المادية لوضع قواعد سياحية صحيحة، بالإضافة لحاجتنا إلى كوادر فنية تتمثل بفنيي توعية بيئية وإرشادية، ومختصين بأنواع الأشجار المختلفة في الحويجة، وتواجد أدلاء سياحيين لتعريف السياح بأهمية الحوائج وجمالياتها، ومن المهم جداً أن يكون أي استثمار سياحي مدروس بتأثيراته البيئية، ومتفق مع قانون الحراج وتعليماته، وخاصة أن الجزر تلعب دوراً بيئياً هاماً في المنطقة، لأنها السطح الأخضر الطبيعي الوحيد فيها، وقربها من مركز المحافظة، وتوزع القرى على جانبي النهر يرتادها السكان للترويح والاستجمام، وهي المتنفس الوحيد ولا يحتاج الزوار إلى تكاليف مادية أثناء زيارتها، ونظراً لتعرج النهر تقوم بعض الجزر بدور مصدات رياح لحقول المزارعين، حيث تخفف من إثارة الغبار وتحريك الرمال الشاطئية، كما أنها تزود الهواء ببخار الماء، وكسر حدة مياه النهر، أي الحد من تجريف التربة الزراعية على ضفتي نهر الفرات».

قلعة جعبر

وحول آفاق تنشيط السياحة البيئية وأهمية النهوض بالاستثمار السياحي في مواقع الحوائج النهرية في المحافظة، تحدث الدكتور "فيصل مصطفى الحسن"، مدير السياحة في "الرقة" قائلاً: «من نقاط القوة التي تتمتع بها محافظة "الرقة"، والتي ترشحها لأن تكون مستقبلاً من المناطق السياحية الهامة، التنوع البيئي، ووفرة الحوائج النهرية، وهي كفيلة بإيجاد تصور لصناعة سياحية بامتياز، ما يؤدي لنهضة سياحية واقتصادية كبيرة جداً في المحافظة.

كما نأمل أن يتم تحويل محمية "الثورة" إلى مشروع رائد على مستوى القطر في مجال السياحة البيئية، وتحويل المشاريع التي تم طرحها في أسواق الاستثمار إلى منشآت مستثمرة مع ضرورة تأمين البنى التحتية الأساسية للمحافظة من مطار وجسور على نهر الفرات وطرق دولية وسياحية وخدمات عامة، لتسهيل وصول السياح إلى المحافظة، وتنفيذ جسر معلق يربط قلعة "جعبر" بمحمية جزيرة "الثورة"، وتنفيذ محلق حول بحيرة "الأسد"».