«يواجه العمران في مدينة "الرقة" جملة من المشاكل، منها ما يتعلق بضيق المخطط التنظيمي، وعدم مواكبته لمتطلبات التزايد السكاني، وأخرى مرتبطة بتوسع المدينة أفقياً على حساب التوسع الشاقولي، وهو ما زاد من انتشار ظاهرة السكن العشوائي على أطراف المدينة، ولعل من أبرز معوقات التوسع العمودي للمدينة، هو ضعف بنية التربة في مدينة "الرقة"، وارتفاع منسوب المياه الجوفية فيها.

حددت اللجنة الإقليمية ارتفاع الأبنية في مدينة "الرقة" بأربعة طوابق، ثم ارتفعت إلى ستة في بعض المواقع، وذلك تبعاً لموقع البناء، وعرض الشارع الذي يطل عليه، وكل ذلك بعد إجراء اختبارات على التربة، ومدى ملاءمتها للأبنية الطابقية، وعددها، وتوفر شروط السلامة العامة في الأبنية المشادة، ومن هنا تبرز ضرورة البحث عن حل لمشكلة نوعية الترب، والحد من ارتفاع منسوب المياه، وتأثير هذين العاملين على توفير مساحات واسعة للتوسع المستقبلي للمدينة».

يمكن معالجة ظاهرة ارتفاع نسبة الجبس في التربة، من خلال العزل المائي للتربة الجبسية واستبدالها، أما الآثار الضارة الناتجة عن تغير منسوب المياه الجوفية، فيمكن إيجازها بتغير الخواص الفيزيائية لتربة التأسيس، وانخفاض قدرتها على التحمل، ونشوء ضغط أسفل الأساسات، وصعود الماء إلى الأبنية عبر خاصية الصعود الشعري، ومن الأساليب المتبعة في تجاوز مثل هذه الصعوبات، العزل الإيجابي للعناصر الإنشائية والهندسية للمنشآت الواقعة أسفل سطح التربة، وعزل تربة المنشأة الهندسية المهددة بارتفاع البساط المائي بشكل كامل، عبر إنشاء مصارف تأخذ بعين الاعتبار نفاذية تربة الجوار وتوجيهها بعيداً عن الموقع، وبشكل يسهل تصريفها. أما عن وسائل تحسين خواص التحمل للتربة، فيتم ذلك عبر رص الترب بشكل يلائم سماكة الطبقة الحاملة، وتشديد الترب المتماسكة، ومعالجة الترب وتحسين تركيبها، أو استبدالها بترب ذات خواص تحمل وانضغاطية عالية، وتحسين مواصفاتها عن طريق حقنها بمواد إسمنتية، أو عن طريق التثبيت باستخدام خلائط كيميائية، كما يمكن تحسين هذه المواصفات من خلال تسليح التربة، وهذا الأسلوب يُتّبع عادة في تحسين مواصفات ترب المنحدرات والطرق بشكل رئيسي

ذكر ذلك السيد "عبيد الحسن"، رئيس مجلس مدينة "الرقة"، وهو يتحدث لموقع eRaqqa بتاريخ (20/4/2010)، عن مشاكل ميكانيك التربة في مدينة "الرقة"، وطرق معالجتها.

المهندس أمير زينب

وعن أهم مشاكل التربة في محافظة "الرقة"، وتأثيرها المباشر على الأبنية، ومشاريع استصلاح الأراضي، تحدث المهندس "أمير زينب"، مدير فرع الشركة العامة للمشاريع المائية في "الرقة"، قائلاً: «قبل الشروع بتنفيذ أي بناء أو منشأة هندسية، لا بد من التعرف على طبيعة تربة الموقع، وحجم الصعوبات التي يمكن أن تعترض عمليات الإشادة والبناء، ودرجة الأمان في الأبنية المشادة، والجدوى الاقتصادية التي يمكن تحقيقها، وأثبتت الدراسات والأبحاث التي أُجريت على ترب محافظة "الرقة"، وجود نسب عالية من الجبس التي تتأثر بالمياه، مسببة نشوء تكهفات في التربة، وتصبح الأبنية المشادة عرضة للتصدعات والتشققات، وربما تؤدي إلى انهيار المنشأة بالكامل، وأظهرت هذه الدراسات بروز ظاهرة ارتفاع منسوب المياه السطحية في المحافظة، وهي ناتجة عن اتساع المسطحات المائية من جهة، وغزارة الري في محيط مدينة "الرقة" وسوء تصريف المياه من جهة ثانية.

ومن بين مشاكل التربة المتنوعة في محافظة "الرقة"، وتأثيراتها المتعددة، تبرز ظاهرة ضعف قدرة تحمل التربة وقابليتها العالية للانضغاط، والآثار الضارة الناتجة عن تغير منسوب المياه الجوفية، وصعوبات التأسيس على الترب الجبسية، ويمكن الاستدلال على بعض هذه المظاهر بأمثلة قريبة من محيط "الرقة"، حيث ظهرت تكهفات عديدة في مشاريع الري الحكومية في المحافظة، كما في مشروع ري "السلحبية"، و"حمرة ناصر"، ومشاريع قرى "الدبسي"، وغيرها».

تكهفات في مشروع الحمرات

وبيّن "زينب" طرق معالجة مشاكل التربة، والأساليب التي يمكن إتباعها لتلافي تأثيراتها الآنية والمستقبلية، قائلاً: «يمكن معالجة ظاهرة ارتفاع نسبة الجبس في التربة، من خلال العزل المائي للتربة الجبسية واستبدالها، أما الآثار الضارة الناتجة عن تغير منسوب المياه الجوفية، فيمكن إيجازها بتغير الخواص الفيزيائية لتربة التأسيس، وانخفاض قدرتها على التحمل، ونشوء ضغط أسفل الأساسات، وصعود الماء إلى الأبنية عبر خاصية الصعود الشعري، ومن الأساليب المتبعة في تجاوز مثل هذه الصعوبات، العزل الإيجابي للعناصر الإنشائية والهندسية للمنشآت الواقعة أسفل سطح التربة، وعزل تربة المنشأة الهندسية المهددة بارتفاع البساط المائي بشكل كامل، عبر إنشاء مصارف تأخذ بعين الاعتبار نفاذية تربة الجوار وتوجيهها بعيداً عن الموقع، وبشكل يسهل تصريفها.

أما عن وسائل تحسين خواص التحمل للتربة، فيتم ذلك عبر رص الترب بشكل يلائم سماكة الطبقة الحاملة، وتشديد الترب المتماسكة، ومعالجة الترب وتحسين تركيبها، أو استبدالها بترب ذات خواص تحمل وانضغاطية عالية، وتحسين مواصفاتها عن طريق حقنها بمواد إسمنتية، أو عن طريق التثبيت باستخدام خلائط كيميائية، كما يمكن تحسين هذه المواصفات من خلال تسليح التربة، وهذا الأسلوب يُتّبع عادة في تحسين مواصفات ترب المنحدرات والطرق بشكل رئيسي».

المهندس عبيد الحسن رئيس مجلس مدينة الرقة