«تعد الثروة الحيوانية من دعائم الاقتصاد الوطني، وهي مصدرنا للبروتين الحيواني، وتشكل الشق الثاني للقطاع الزراعي الذي يعمل فيه نحو ثلثي القوى العاملة في سورية، وتأتي الأغنام على رأس هذه الثروة، وهي تنتشر بشكل خاص في "البادية" السورية، حيث تتوفر المراعي الطبيعية، والمصادر العلفية دائمة التجدد.

تعرضت الثروة الحيوانية في السنوات الأخيرة، وخاصة في المنطقة الشرقية، لأزمات حقيقية، وذلك بسبب تدهور مراعي "البادية"، التي جاءت كحالة طبيعية للانحباس المطري وتعاقب سنوات الجفاف، وعدم توفير مؤسسة الأعلاف للمققنات العلفية الكافية لأعداد متزايدة من القطعان، وبرزت هذه المشكلة على وجه الخصوص في محافظة "الرقة"، التي يزيد عدد القطعان فيها عن ثلاثة ملايين رأس».

تقوم مؤسسة الأعلاف بتأمين جزء من حاجة القطيع من مختلف المواد العلفية، ويقع على عاتق المربي تأمين الجزء المتبقي، وذلك بالاستفادة من بقايا المحاصيل وتصنيعها، وتخزين كميات من الشعير العلفي، والاستعانة بخبرات هيئة البحوث العلمية الزراعية، والاستفادة من تجاربها في تصنيع الخلطات العلفية، علماً أن المؤسسة تقوم بتوزيع المقننات المتوفرة لديها، وفق الدورات العلفية المفتتحة خلال العام، وبناءً على الإحصاءات الواردة من مديرية الزراعة، وتعتبر المواد العلفية الموزعة ذات قيمة غذائية عالية، وتحقق نتائج مرتفعة في إنتاجية اللحوم والحليب

ذكر ذلك المربي "سالم الحميدي"، من أهالي محافظة "الرقة"، وهو يتحدث لموقع eRaqqa بتاريخ (27/12/2009)، عن واقع الثروة الحيوانية في المحافظة، والمشاكل التي واجهها المربون في تأمين المقنن العلفي اللازم.

تربية الأغنام في الرقة

وتحدث المهندس "أحمد الطراد"، مدير فرع مؤسسة الأعلاف في "الرقة"، قائلاً: «تقوم مؤسسة الأعلاف بتأمين جزء من حاجة القطيع من مختلف المواد العلفية، ويقع على عاتق المربي تأمين الجزء المتبقي، وذلك بالاستفادة من بقايا المحاصيل وتصنيعها، وتخزين كميات من الشعير العلفي، والاستعانة بخبرات هيئة البحوث العلمية الزراعية، والاستفادة من تجاربها في تصنيع الخلطات العلفية، علماً أن المؤسسة تقوم بتوزيع المقننات المتوفرة لديها، وفق الدورات العلفية المفتتحة خلال العام، وبناءً على الإحصاءات الواردة من مديرية الزراعة، وتعتبر المواد العلفية الموزعة ذات قيمة غذائية عالية، وتحقق نتائج مرتفعة في إنتاجية اللحوم والحليب».

ويقول الدكتور "أحمد الشيخ"، مدير عام مؤسسة الأعلاف: «قامت مؤسسة الأعلاف وبناءً على توجيهات الحكومة، بشراء /900/ ألف طن من مادة الشعير العلفي، وذلك لدعم مربي الثروة الحيوانية، في مواجهة ظروف الجفاف التي سادت المنطقة خلال السنوات الماضية، وبغية حماية المربين من استغلال التجار واحتكارهم للمواد العلفية، وكانت المؤسسة بذلك بمثابة صمام أمان لضبط الأسعار، والمخازين المتوفرة من المادة في مختلف فروع المؤسسة ومستودعاتها تقارب /700/ ألف طن، منها /300/ ألف طن كمخزون استراتيجي.

تربية الماعز

وفي مجال تصنيع الجواهز العلفية، لدينا أربعة معامل تنتج نحو /200/ ألف طن من الجواهز، موزعة في محافظات "حلب"، "حمص"، "حماة"، و"دمشق"، وسيباشر معملي "طرطوس" و"عدرا" عملهما في إنتاج جاهز حلوب "كبسول" مطلع عام /2010/، وبذلك سترتفع الطاقة التصنيعية لمعامل المؤسسة إلى /400/ ألف طن سنوياً، ونعمل حالياً لإنشاء معمل للأعلاف في محافظة "الرقة"، وسيُنجز خلال عام /2010/».

وعن رؤية المؤسسة لتطوير هذا القطاع، ودورها في تأمين المقنن العلفي اللازم، حدثنا مديرها العام، قائلاً: «قامت المؤسسة العامة للأعلاف بتأمين مخزون جيد من المواد العلفية، ويتم توزيع هذه المواد على المربين خلال الدورات العلفية المفتتحة، وقمنا بتأمين مخزون استراتيجي من مادة الشعير لتوزيعه خلال الفترات الحرجة، وأدت جملة هذه الإجراءات إلى حماية مربي الثورة الحيوانية من نقص المواد العلفية، واستقرار أسعارها في الأسواق المحلية، وبالتالي ساهمت في تحسين المردودية الاقتصادية للقطعان، وتحسين ظروف تربيتها.

سعت المؤسسة في السنوات الأخيرة، لزيادة أعداد مراكز الأعلاف في القطر، وبناء المستودعات، وذلك ليتسنى لها توزيع المقننات العلفية، وتخفيف العبء عن المربين، ونقترح على مديريات الزراعة، من خلال وحداتها الإرشادية، أن تقوم بتوعية المربين والمزارعين بزراعة الأعلاف الخضراء، والاستفادة من بقايا المحاصيل، وبذلك يتشكل لدينا رديف مساعد للمؤسسة في حماية قطاع الثروة الحيوانية، وتأمين احتياجاتها من مختلف المواد العلفية، علماً أن المؤسسة ستقوم مستقبلاً بتطوير القطاع العلفي، وتقديم الأعلاف المصنعة والمدروسة علمياً لكافة أنواع الثورة الحيوانية، كلٌّ حسب نوعه والغاية من تربيته».

وحول مخازين الذرة الصفراء المتوفرة لدى المؤسسة، يحدثنا "الشيخ"، قائلاً: «استلمت المؤسسة العامة للأعلاف خلال الموسم الفائت /2008/ كامل محصول الذرة الصفراء، ووصلت الكميات المستلمة إلى نحو /135/ ألف طن في "الرقة" وحدها، ويبلغ رصيد المؤسسة من هذه المادة نحو /144/ ألف طن، ويتم الاستفادة من الذرة الصفراء في إدخالها بتصنيع الخلطات العلفية، وبيع قسم منها للمؤسسة العامة للدواجن، ومؤسسة المباقر، وكافة المنشآت الإنتاجية وجهات القطاع العام التي ترغب باستجرار المادة.

لم تردنا خلال الموسم الحالي تعليمات استلام المحصول، وذلك لأن الشعير والذرة الصفراء ليسا من المحاصيل الإستراتيجية، والحكومة غير ملزمة باستلامها، ومع ذلك قامت المؤسسة بتجفيف إنتاج الفلاحين من الذرة في المجففات التابعة لها».