تقع قرية "كديران" على الضفة اليسرى لنهر الفرات، وهي تتمتع بموقع سياحي هام، لامتدادها بطول 6 كم على نهر الفرات، وقربها عن مركز مدينة "الرقة" حوالي 35 كم، وعن مدينة الثورة "الطبقة" حوالي 17 كم، وتقع القرية ضمن نطاق سهلي على ضفاف نهر الفرات.

حيث يحيط النهر بالقرية من جهة الشرق والجنوب، وموقع القرية المحاذي للنهر وبحيرة "البعث" يكسبها مناخاً معتدلاً.

العشائر التي تقطن القرية هي عشيرتان "البوجابر" التي تشكل النسبة الأكبر في القرية ويسكنون القرية منذ أكثر من 400 سنة، ويعود أصلها إلى العراق، وعشيرة "العميرات" يعود أصلها إلى "البوشعبان" والقرية قديماً كانت تتألف من عدد من البيوت المتواضعة مصنوعة من خشب الأشجار والشجيرات الموجودة على ضفاف نهر الفرات "الزور"

موقع eRaqqa زار قرية "كديران" بتاريخ 1/1/2012 وسلط الضوء على تاريخ القرية قديماً وحديثاً وواقعها من النواحي الاجتماعية والخدمية والثقافية والزراعية.

قرية كديران

بالنسبة لتاريخ القرية وعشائرها وأسباب تسميتها، تحدث لموقعنا الأستاذ "عمر العبد" من أهالي القرية بهذا الشأن قائلاً: «"كديران" من القرى القديمة على ضفاف نهر "الفرات"، يعود عمرها إلى حوالي 1500 سنة حيث تم العثور على العديد من القبور القديمة في هذه القرية، أما التسمية فهناك أكثر من رواية حول تسمية القرية منها تقول نسبة إلى طبيعة تربة هذه المنطقة، فهي تربة طينية تتشقق عند الجفاف، وعند الحراثة تتكون كتل وكدر ونتيجة هذا الكدر سميت القرية، والرواية الأخرى تقول نسبة لوجود شخص يسمى "جديران" وهذا الشخص يقوم بصنع "الشوادر" وهي عبارة عن خيم مصنوعة من "الخيش" ونسبة لهذا الشخص سميت القرية، وهناك رواية أخرى تقول: نتيجة لوقوع القرية ضمن نطاق سهلي ومحاطة بعدة تلال مرتفعة يجعل القرية وكأنها مكدرة، ضمن سور ومحاصرة ونتيجة لذلك سميت القرية».

وعن سكان القرية أضاف "العبد" قائلاً: «العشائر التي تقطن القرية هي عشيرتان "البوجابر" التي تشكل النسبة الأكبر في القرية ويسكنون القرية منذ أكثر من 400 سنة، ويعود أصلها إلى العراق، وعشيرة "العميرات" يعود أصلها إلى "البوشعبان" والقرية قديماً كانت تتألف من عدد من البيوت المتواضعة مصنوعة من خشب الأشجار والشجيرات الموجودة على ضفاف نهر الفرات "الزور"».

طرف من القرية

وعن الواقع الاجتماعي والثقافي في القرية تحدث الأستاذ "محمد الكعموش" مدير مدرسة "كديران" قائلاً: «يسود بين أهالي قرية "كديران" الألفة والمودة ولا توجد بينهم أي نزاعات أو أحقاد، وبهذا تنعم القرية بصفاء النفس وراحة البال، وهذا ينعكس بالخير على كل فرد من أفرادها، فترى علاقات الصداقة والأخوة متينة وحميمية، وهناك اتجاه واضح في القرية نحو المدارس والتعلم، بسبب انتشار المدارس في القرية وزيادة الوعي لدى سكان القرية بأهمية التعليم والحاجة الماسة للتعلم كما ساعد تحسن الوضع الاقتصادي للأسرة على ذلك حيث أصبح بإمكان رب الأسرة إرسال أبنائه إلى المدرسة في القرية، والتكفل باحتياجاتهم المادية كما ساعدت نظرة المجتمع إلى الإنسان المتعلم بالاحترام والتقدير، إلى زيادة المنافسة بين الأفراد كما سهل انتشار المدارس في القرية خصوصا مرحلة التعليم الثانوي إلى زيادة عدد الطلبة الذين كانوا يتخلفون عن المقاعد الدراسية بسبب المشقة في الذهاب إلى المدرسة، وأدى أيضا اهتمام الدولة بخريجي الجامعات والمعاهد وتأمين الوظائف إلى رغبة الشباب، في تحسين وضعهم المعيشي كما ساهم تطور العلم في المجال الزراعي والرغبة بامتلاك الآلات الزراعية الحديثة، في زيادة التعلم، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها القرية، والتي تقف أمام طموح المرأة للتعلم وسبب ذلك يعود إلى ضعف الثقافة لقلة اهتمام المرشدين والاتجاه نحو العمل بالحقل والبيت، كما أدت ثقافة الزواج المبكر للإناث وجهلها بحقوقها في التعلم إلى عدم تعلمها وهناك عامل آخر هو عدم وجود مركز ثقافي في القرية».

أما في الواقع والمجال الزراعي والاقتصادي فتحدث المهندس الزراعي "عبود محمد العليوي" قائلاً: «يعتمد اقتصاد كديران على عدة مصادر أهمها الزراعة، لكونها منطقة زراعية ولوجودها على ضفاف نهر الفرات حيث الأراضي السهلية الخصبة، والمراعي الوفيرة والتي مهدت لنشوء ثقافة تربية الماشية والأبقار والدواجن على اختلاف أنواعها وأصنافها، حيث نجد في المنطقة توارثاً فكرياً حول مفهوم قدسية ملكية الأرض والماشية بعيداً عن العوامل الاقتصادية، وللحياة الزراعية في القرية أهمية خاصة لما تتمتع من جودة التربة وتوافر المياه، والمناخ الملائم وتوافر الأيدي العاملة بنسبة كبيرة، تنوعت المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية، حيث يقوم سكان القرية بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية وأهمها القمح والشعير والذرة والقطن، وبعض محاصيل الخضار والمحاصيل البقولية، يوجد بالقرية العديد من الأشجار وهي ذات مردود اقتصادي قليل، وأهم هذه الأشجار الزيتون والرمان والعنب والتفاح والمشمش والخوخ والدراق، وبعض أصناف الحمضيات مثل البرتقال والليمون وبدأ بالفترة الأخيرة الاهتمام بأشجار الزيتون، ولقد أصبح هناك بساتين من أشجار الزيتون».

يذكر أن عدد سكان قرية "كديران" بلغ عام 2010 حوالي 7500 نسمة وتشهد القرية زيادة سكانية طبيعية ملحوظة وهذا ينعكس على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والصحي للقرية حيث لا تشهد القرية أي نوع من الهجرة الوافدة إليها. تم إحداث البلدية في القرية بتاريخ 17/9/2007 وذلك بسبب زيادة السكان في القرية عن /5000/. والقرى التي تتبع لقرية كديران هي: قرية حويجة "عتيق" وقرية حويجة "فرج" ومزارعها "الرؤوفية" و"الرشادية" وقرية "تريكية" ومزارعها "الإشارة" و"الغيث" ومزرعة "المصطاحة" وبئر "حمد" غربي وشرقي.

حدود القرية من الشمال: أراضي زراعية وقناة ري راجعة ومن الشرق قرية حويجة "عتيق" والغرب قرية "المصطاحة" والجنوب بحيرة "البعث"

وتبلغ مساحة التجمع السكاني حوالي 3000 دونم، والأراضي الزراعية حوالي 4000 دونم، وهي أراض سهلية خصبة.