تعتبر حديقة الحيوان من الأماكن الترفيهية والثقافية في العديد من مدن العالم، ولها نصيب وافر من الزوار الباحثين عن المتعة والثقافة بآن واحد. وفي مدينة "الرقة" السورية، وفي واحد من أشهر شوارع المدينة وهو شارع الدكتور "عبد السلام العجيلي" تم افتتاح أول حديقة للحيوانات، وهي تضم أعداداً كبيرة من الطيور والحيوانات النادرة.

السيدة "غيداء الحمدان" وهي من زوار الحديقة قالت: «إنني من المهتمات جداً بعالم الحيوان، وأقضي عدة ساعات يومياً في متابعة الفضائيات التي تعد برامج علمية عن الحيوانات، ولعلَّ أطفالي أيضاً اكتسبوا هذا الاهتمام مني، لذلك فهم لا يتوقفون عن طرح الأسئلة عن الحيوانات، والسؤال الأكثر إحراجاً هو هل يوجد لدينا هذا الحيوان أو ذاك، ولماذا لا يوجد؟ والحقيقة فإن هذه الحديقة جاءت لتجيب عن الكثير من الأسئلة التي كانوا يطرحونها عن هذا العالم المجهول بالنسبة لهم».

إنني من المهتمات جداً بعالم الحيوان، وأقضي عدة ساعات يومياً في متابعة الفضائيات التي تعد برامج علمية عن الحيوانات، ولعلَّ أطفالي أيضاً اكتسبوا هذا الاهتمام مني، لذلك فهم لا يتوقفون عن طرح الأسئلة عن الحيوانات، والسؤال الأكثر إحراجاً هو هل يوجد لدينا هذا الحيوان أو ذاك، ولماذا لا يوجد؟ والحقيقة فإن هذه الحديقة جاءت لتجيب عن الكثير من الأسئلة التي كانوا يطرحونها عن هذا العالم المجهول بالنسبة لهم

موقع eRaqqa وبتاريخ (29/11/2010) زار هذه الحديقة والتقى المستثمر السيد "عبد الرحيم سليمان"، الذي راح يحدثنا عن أسباب اختياره لهذا المشروع، وعن آلية تنفيذه، وذلك بقوله: «في الحقيقة، من خلال زيارتي لعديد من حدائق الحيوان في القطر، أدركت أن إحداث حديقة للحيوانات يعتبر مشروعاً تجارياً ناجحاً، سيما وأنه من المشاريع النوعية، التي لا يوجد في مدينة "الرقة" بل وفي المنطقة الشرقية ما يماثلها، ورأيت أن دخول مساحة غير مأهولة بالمستثمرين أفضل بكثير من تلك التي تغصُّ بالمستثمرين المنافسين.

الطاووس أجمل طيور الحديقة

وكانت البداية بأنني قمت بدراسة تكلفة المشروع، ومن ثم اختيار المكان المناسب لإقامته، والتنسيق مع بعض التجار في مدينة "دمشق" لشراء ما تحتاجه الحديقة من حيوانات، كما وحصلت منهم على كافة المعلومات المتعلقة بكيفية تربيتها سواء لناحية تغذيتها وعلاجها والمحافظة على صحتها، وغير ذلك من متطلبات العناية بها. وبالفعل فقد تم التعاقد مع إدارة نادي "الفرات" على استثمار العقار المملوك للنادي الواقع بجانب كورنيش "الفرات"، والذي يطلُّ مباشرة على شارع الدكتور "عبد السلام العجيلي"، وتبلغ مساحة العقار حوالي /4000/م2، وهي مساحة مناسبة لهكذا مشروع.

وبعد ذلك تم بناء المرافق اللازمة للحديقة وتجهيز الأقفاص المناسبة للحيوانات المفترسة وغير المفترسة، وإعداد أحواض للطيور المائية وللزواحف، وكانت البداية مع عدد محدود من الحيوانات النادرة، لكن سرعان ما بدأت الأعداد تتزايد حتى وصلت اليوم إلى العشرات من الحيوانات النادرة».

مشرف الحديقة السيد سيف العلي الحيد

وعن أنواع الحيوانات الموجودة في الحديقة والخطط المستقبلية المكملة لهذا المشروع يقول "السليمان": «تضم الحديقة أنواعاً عديدة من الحيوانات المفترسة والأليفة، البرية منها والمائية والبرمائية بالإضافة للطيور، فبالنسبة للحيوانات المفترسة فهناك السبع والذئب وبن آوى والقط البري والضبع، وبالنسبة للحيوانات الأليفة فيوجد الغزال والقط الفرنسي والقرد والسعدان والسلحفاة البرية والأرانب وغيرها من الحيوانات كالنيص والأرول والضَّب، ومن البرمائيات هناك التمساح والسلاحف والأفاعي، أما الطيور فأنواعها عديدة وأهمها الجوارح كالنسر والعقاب والباشق والصقر، بالإضافة للطيور الأخرى الأليفة كطائر "الفلامينغو" والطاووس والنعام والبلابل والدجاج والبجع.

ونحن نعمل جاهدين لجعل هذه الحديقة من أكبر حدائق الحيوان في القطر، لذلك فإننا نسعى الآن للحصول على أنواع أخرى من الحيوانات، سيما العملاقة منها كالفيل والزرافة وحمار الوحش ووحيد القرن والكركدن والأفاعي الضخمة، وبإذن الله سيتحقق ذلك في القريب العاجل، كما أننا نعتزم في الأشهر القادمة إنشاء مدينة ألعاب حديثة على غرار ما هو موجود في مدينتي "دمشق" و"حلب"، وقد تم اختيار المكان المناسب لهذا المشروع وهو يقع خلف حديقة الحيوانات تماماً، وسيتم البدء فيه ـ إنشاء الله ـ بعد الحصول على الموافقات الرسمية المطلوبة».

السيد ولاء العجيلي

أما المشرف على الحديقة السيد "سيف العلي الحيد" فقد قال: «إن عملي ينحصر بالإشراف العام على الحديقة بالإضافة للعناية بالحيوانات وتغذيتها، ويوجد عدد من العاملين في الحديقة يهتمون بالعديد من مفاصل العمل، فهناك بستاني وحارس ليلي ومحاسب وعامل تنظيف وإدارة كافيتيريا ومشرف على ألعاب الأطفال، بالإضافة لوجود بيطري يشرف على الحيوانات بشكل اسبوعي.

والأمور تسير في الحديقة على خير مايرام، بيد أننا نواجه الآن أصعب مراحل العمل، خاصة ما حلول فصل الشتاء، حيث أن هذا هو الشتاء الأول الذي نواجهه هنا، فالحديقة افتتحت في بداية الصيف الحالي، لذلك فإننا نعتبرها تجربة جديدة بالنسبة لنا، نأمل أن نتمكن من التعامل معها بنجاح، فهناك العديد من الحيوانات لا تستطيع العيش في درجات الحرارة منخفضة، وسيكون لزاماً علينا تأمين كافة متطلبات بقائها، وما يزيد الأمر صعوبة هو أن الحديقة مكشوفة، لكن هناك سعي جاد للعمل على جعل الحديقة مغلقة. فذلك يسهل المحافظة على مقتنيات الحديقة، ومن ناحية ثانية يشكل عنصر جذب للزوار في فصل الشتاء».

السيد "ولاء العجيلي" وهو أحد زوار الحديقة قال: «منذ افتتاح الحديقة إلى الآن وأنا اصطحب أطفالي إليها، ولعلِّي استمتع أكثر منهم بمشاهدة الحيوانات والطيور النادرة، فحديقة الحيوانات تعتبر من المرافق الهامة التي يجب أن تتوفر في كل المدن، ليس لأجل الترفيه والتسلية فحسب، بل لأغراض تعليمية كذلك، وأتمنى أن تنظم المدارس لتلاميذها زيارات منتظمة لحديقة الحيوان، وذلك للتعرف على الحيوانات الموجودة في المناهج المدرسية عن كثب، بدلاً من الاكتفاء بالصور التي لا أعتقد أنها تفي بالغرض. فلحديقة الحيوان دور كبير في زيادة المعرفة وتثقيف وتعليم الأطفال.

وأنا شخصياً سعيد جداً بوجود حديقة للحيوانات في مدينة "الرقة"، فهي تخلق متنفساً رائعاً وخاصة بالنسبة للأطفال، كما وتعتبر مكاناً ترفيهياً لسكان المدينة والزوار على حدٍّ سواء، علماً أن زيارتها غير مكلفة كثيراً، فرسم الدخول إليها لا يتعدى مبلغ /25/ ل.س للشخص الواحد، وهي تعرفة مناسبة حتى لأصحاب الدخل المحدود».