«أخذت أشكال الاستثمار السياحي على ضفاف نهر "الفرات" أبعاداً عدّة، ولكنها في مجملها أخذت شكل المزارع الخاصة، ولم تجد المشاريع المرخصة على ضفاف النهر طريقها للاستثمار، ولذلك أسبابه ومبرراته، وقد يكون مشروع مطعم ومنتزه "البيت اليوناني" المنشأة السياحية الوحيدة المستثمرة على ضفاف "الفرات"، وهي بوابة "الرقة" نحو عالم السياحة النهرية، ويعدُّ نهر "الفرات" القطب المنتظر لسياحة نشطة في المحافظة، في ظل توفر نقاط الجذب، والمتمثلة في عدد من المواقع الحيوية التي تحقق المناخات الجاذبة للاستثمار السياحي، وهي بحيرة "الأسد" وقلعة "جعبر" ومحمية "الثورة البيئية" والضفاف الجميلة للنهر التي تطل على أكثر من /19/ حويجة نهرية.

تتوضع المنشأة على الضفة اليمنى للنهر، شرق جسر "المنصور"، وقد صُممت وفق أحدث الطرز العمرانية الحديثة، التي تحقق شروط السياحة النهرية وعوالمها الساحرة، كالصالات الشتوية والصيفية، والتراسات التي تمتد داخل النهر، والساحات المفتوحة المخصصة للأفراح، وتنوع الوجبات المقدمة التي تحقق الأذواق الرفيعة لشرائح واسعة من مختلف المجتمعات، إضافة إلى دور مثل هذه المنشآت في تشغيل اليد العاملة، وتمكينها من أسس الثقافة السياحية التي تأتي في مقدمة متطلبات عالم الفندقة والسياحة».

تقع المنشأة على الضفى اليمنى لنهر "الفرات"، شرق جسر "المنصور"، وهو الجسر الذي بناه الانكليز عام /1942/، ويعد من مواقع الجذب السياحي الهامة، وإحدى أبرز نقاط العلام في المدينة، كما أن نهر "الفرات" في جزئه المحاذي للمنشأة يتسع ويتهادى، مما يتيح إمكانية استخدام القوارب والزوارق، وقد قمنا بتخصيص يخت سعته /14/ راكباً للسياحة النهرية، ويستخدم اليخت من قبل رواد المطعم عند ارتفاع منسوب المياه

ذكر ذلك السيد "نجم الدرويش"، مدير مطعم ومنتزه "البيت اليوناني" في "الرقة"، أثناء حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (20/6/2009)، عن واقع الاستثمار السياحي على ضفاف نهر "الفرات"، والدور الكبير الذي لعبه مطعم "البيت اليوناني"، في تشجيع السياحة النهرية في المحافظة.

من مفردات البيت اليوناني

وتحدث لموقعنا صاحب المنشأة، السيد "ياسين الرمضان"، قائلاً: «فكرة إنشاء مطعم ومنتزه على ضفاف نهر "الفرات" فكرة قديمة، راودتني قبل سفري إلى اليونان، ومن هنا جاءت تسمية المطعم، وبعد أن أمضيت تسعة أعوام في المغترب، عُدت إلى "الرقة"، وما زالت ذات الفكرة تراودني، وقمت بشراء مساحة تسعة آلاف متر مربع من الأرض على ضفاف النهر، تمهيداً لإنشاء المشروع، وقد جاءت الفكرة أساساً من إيماني العميق بجدوى الاستثمار السياحي في المحافظة، الذي تشكل السياحة النهرية قطبها المميز، فنهر "الفرات" هبة الله للناس، وعليهم استثماره واستغلال موارده بالشكل اللائق، وبالصورة التي تحقق المنفعة لعموم المجتمع».

تضم المنشأة العديد من الأجنحة والصالات والساحات المظللة بالعرائش، وعن ذلك يحدثنا "الرمضان" بقوله: «رغم أن المنشأة قد صُممت وفق أرقى الطرز العمرانية الحديثة، إلا أن التصميم لم يغفل مفردات التراث الشعبي المستوحاة من حضارة وادي "الفرات"، وذلك من خلال مزجه بين الأصالة والمعاصرة في التصميم، وتظهر الفنون العمرانية الحديثة في أعمال الديكور وتصميم الصالات والمطابخ، في حين تبدو جلية الطرز العمرانية التقليدية في استيحاء نماذج الآبار العربية واللوحات المعلّقة وغيرها من المفردات المبثوثة في كل ركن وزاوية.

صالة أدونيس

تضم المنشأة صالة شتوية مساحتها /800/م2، وتتسع لنحو /100/ طاولة و/400/ كرسي إطعام، وتصل نسبة إشغالها إلى حدود /50%/، وصالة "شط الفرات" الصيفية المظللة بالعرائش، وسعتها قرابة /500/ شخص، وهي تُشغل بالكامل طيلة أشهر الصيف، وهناك جزيرة مائية تتسع لنحو /190/ شخصاً، تمتد كلسان داخل النهر، وفي المنشأة ركن مخصص للمستودعات والمطابخ و"الكافيتيريا" وموقف للسيارات يتسع لـ /300/ سيارة تقريباً، وساحة لألعاب الأطفال مزودة بكافة الألعاب والمراجيح.

وتضم المنشأة ساحة مخصصة للأفراح سعتها أكثر من /1300/ شخص، وفي هذا الركن يبدو ظاهراً للعيان التمازج المتقن في فن العمارة الحديثة والتقليدية، من خلال نوافير المياه والمساحات الخضراء وهياكل ومجسمات الآبار العربية القديمة».

مطبخ البيت اليوناني

ألقى الشاعر العربي الكبير "أدونيس"، محاضرة في مطعم "البيت اليوناني"، منذ عدة سنوات، حضرها أدباء ومثقفو وفنانو المحافظة، ووفاءً من إدارة المطعم لشاعرنا الكبير، قامت بإشادة صالة جديدة أطلق عليها اسم "صالة أدونيس"، حدثنا عنها صاحب المنشأة قائلاً: «كتب "أدونيس" بعد زيارته هذه مقالاً عن علاقة أهل "الرقة" بنهر "الفرات"، وعلاقته به، نشرته جريدة "الحياة" اللندنية، وكتب قصيدة جميلة عن نهر "الفرات"، ووفاءً منّا لشاعرنا الكبير، ارتأينا إقامة صالة وتسميتها باسمه، وهي صالة شتوية جميلة، تتسع لقرابة /150/ شخصاً، وستتم دعوة مثقفي المحافظة وأدبائها وفنانيها لإطلاق افتتاحها الرسمي، وستكون كافة خدمات "الكافيتيريا" في هذه الصالة مجانية للكتّاب والمثقفين، مع حسومات تصل إلى /50%/ لأصدقائهم، علماً أن المطعم بشكل عام، وحرصاً منّا على تشجيع السياحة النهرية، يعامل السواح الأجانب معاملة خاصة، حيث تقدم لهم كافة خدمات "الكافتيريا" مجاناً، إضافة للحسومات الخاصة على كافة الوجبات المقدمة».

وعن الوجبات التي يقدمها المنتزه، والأفكار الجديدة في توسيع المنشأة، يضيف "الرمضان" قائلاً: «هناك مشروع ما يزال مجرد فكرة، وهو إضافة فندق للمنشأة، من خلال بناء "موتيلات" خشبية وفق الطراز الفرنسي، وبذلك نكون السباقين على مستوى المحافظة في إشادة الأبنية الخشبية، ويقدم المطعم الوجبات الشرقية والغربية، ملبياً كافة الأذواق، ونفتقد في محافظة "الرقة" للكوادر المؤهلة من خريجي الفنادق والمعاهد السياحية، التي تعد من أهم مقومات النجاح في هذه المنشآت، بامتلاكها للثقافة السياحية، وأسس التعامل مع الشرائح المجتمعية المختلفة، وتقديمها صورة مشرقة عن المنشآت السياحية بشكل خاص، وللمحافظة بشكل عام».

لا تحقق عوامل الجذب السياحي، وتعددها وتنوعها، العامل الأوحد للاستقطاب والقدوم السياحي، بل لا بد من توفر البنى التحتية اللازمة للتطوير، وعن ذلك يقول مدير المنشأة: «تتميز "الرقة" بغنى منتجها السياحي، ولكن هذا المنتج لا يزال في طور المادة الأولية، ولا بد من تضافر كافة الجهود للارتقاء بهذا المنتج، عبر التحول الجاد لصناعة سياحية فاعلة قادرة على المساهمة في دعم اقتصادنا الوطني، ولا بد كذلك من تسويق هذا المنتج، والإعلان عنه وترويجه عبر مختلف الأقنية الإعلامية، والمشاركة في المعارض السياحية العالمية، وعرض المواقع التي تحقق شروط الجذب في أسواق الاستثمار السياحي، كل ذلك نفتقده في محافظة "الرقة".

ولاستقطاب رؤوس الأموال، وتحفيزها للاستثمار السياحي في المحافظة، لابد من تهيئة المناخات الجاذبة لها، عبر تيسير سبل منح قروض المنشآت السياحية، والحد من الروتين والبيروقراطية في عمليات الترخيص، وتوفير البنى التحتية على مستوى المحافظة، من إشادة مطار دولي، وتحديث شبكة الطرق المحلية والمركزية، والاهتمام بالواقع الخدمي لمدينة "الرقة"، ووضع المواقع الأثرية والطبيعية الأكثر جذباً على الخارطة السياحية السورية، كنهر "الفرات" وبحيرة "الأسد" وقلعة "جعبر" ومدينة "الرصافة" وغيرها».

وحول موقع المنشأة، ومدى تحقيقه لعوامل الجذب السياحي، يضيف بقوله: «تقع المنشأة على الضفى اليمنى لنهر "الفرات"، شرق جسر "المنصور"، وهو الجسر الذي بناه الانكليز عام /1942/، ويعد من مواقع الجذب السياحي الهامة، وإحدى أبرز نقاط العلام في المدينة، كما أن نهر "الفرات" في جزئه المحاذي للمنشأة يتسع ويتهادى، مما يتيح إمكانية استخدام القوارب والزوارق، وقد قمنا بتخصيص يخت سعته /14/ راكباً للسياحة النهرية، ويستخدم اليخت من قبل رواد المطعم عند ارتفاع منسوب المياه».