بحث الدكتور "صالح الراشد" وزير التربية خلال لقائه القائمين على العملية التربوية في محافظة "الرقة" من موجهين اختصاصيين وتربويين ورؤساء الدوائر والأقسام الفرعية والمجمعات التربوية، الواقع التربوي والتدريسي والصعوبات والمعوقات التي تحد من استثماره بالشكل الأمثل والمقترحات التي يقدمها أبناء المحافظة من أجل تطوير العملية التربوية والنهوض بها.

وحول هذا الاجتماع الموسع الذي عُقد في قاعة مجلس محافظة "الرقة" بتاريخ 12/4/2012 تحدث لموقع eRaqqa الدكتور "صالح الراشد" وزير التربية، قائلاً: «إن التحدي الرئيسي في القطاع التربوي يتعلق بتأمين الكادر التدريسي وتوفير البناء المدرسي المناسب، وفي هذا الإطار وضعت الوزارة منذ أكثر من سبعة أشهر خطة متكاملة لتطوير التعليم وترسيخ الحالة التربوية في نظم التعليم، ركزت فيها على ثلاثة جوانب تشمل المناهج والكادر التربوي وتأمين مستلزمات العملية التربوية. حيث تم إحداث المركز الوطني للمناهج بهدف وضع مناهج متطورة عن الواقع الاجتماعي تسعى لتطوير المجتمع وليست وصفاً له. لكن هناك بعض الصعوبات التي كانت تعترض وضع المناهج في السنوات السابقة، لكننا في طور محاكاة التطور العالمي والانسجام مع البيئة التي يدرس فيها المنهاج، حيث تم إقرار إحداث المركز الوطني للمناهج الدراسية، يضطلع بطباعة الكتب المدرسية، وتقويم مناهج وزارة التربية، ومتابعة تطبيقها على أرض الواقع، وتوفير نسخ الكترونية مدمجة وتفاعلية من الكتب والمناهج المؤلفة حديثاً، وبناء منظومة متكاملة لمركز المناهج والقناة الفضائية التربوية، ويأتي ذلك مقدمة لإحداث الأكاديمية التدريبية، التي نسعى من خلالها إلى إعداد الكادر التدريسي بشكل جيد».

من اللافت في هذا الاجتماع الدعوة الصريحة للاهتمام بجودة البناء المدرسي وملاءمته للعملية التربوية والتعليمية، وإحداث شعب جديدة لاستيعاب طلاب الصف الأول الثانوي في المناطق والمجمعات التربوية البعيدة عن مركز مدينة "الرقة"، وإحداث مجمعات جديدة لأبناء البادية، وتأمين وسائط نقل لخدمة العاملين في القطاع التربوي بالمحافظة

وأضاف "الراشد": «تحرص وزارة التربية على توفير فرص عمل لكل من يحمل مؤهلاً تربوياً من أبناء المحافظات الشرقية الثلاث النامية تعليمياً "الرقة" و"دير الزور" و"الحسكة" بهدف استقرار العملية التدريسية والحد من التكليف الدراسي لغير الجامعيين وغير المختصين، وفي هذا الجانب تم تعيين عدد كبير من خريجي كلية التربية ومعاهد إعداد المدرسين ضمن برنامج تشغيل الشباب، ونتجه ضمن خططنا إلى تعيين عدد أكبر من الخريجين لمعالجة نقص الكوادر التدريسية».

جانب من الاجتماع

وقال الدكتور المهندس "عدنان السخني" محافظ "الرقة": «يتركز دور العاملين في القطاع التربوي في بناء الإنسان، وهناك جهود كبيرة تبذلها المحافظة لتوفير أسباب تقدم وتطور العملية التربوية وتذليل الصعوبات والعقبات أمامها كإحداث المدارس بالمدينة وريفها، والمحاولات الحثيثة للتخلص من مشكلة الدوام النصفي، وتأمين مواقع لبناء مدارس جديدة ضمن الوحدات الإدارية والبلديات، وتأمين مستلزمات العملية التدريسية، وضمن هذا التوجه استطاع أبناء المحافظة الحصول على نتائج مميزة في امتحانات السنوات الأخيرة الماضية في الشهادات الثانوية والتعليم الأساسي، ووفروا السبل الكفيلة باستقرار العملية التعليمية».

وأضاف "السخني": «لابد أن تلحظ وزارة التربية أموراً عدّة، وتضعها في إطار خططها المستقبلية، وهي لحظ تعيين حراس ومستخدمين في مدارس المحافظة، وتعيين الوكلاء الذين خضعوا لنظام التعليم المفتوح في كلية التربية، ورصد الاعتمادات المالية اللازمة لشراء أراضٍ لبناء مدارس جديدة عليها، وإخلاء المدارس المشغولة من قبل الجهات العامة غير العاملة في المجال التربوي والتعليمي، وإعادة النظر بأسس تعيين المعلمين الوكلاء، وتوفير الدورات التأهيلية للتعرف على المناهج الدراسية الحديثة، إضافة لتوفير المستلزمات الخاصة بالوسائل التعليمية والإيضاحية، وكل هذا يؤسس لإستراتيجية متطورة للواقع التعليمي والنهوض به على أكمل وجه».

في مدرسة هواري بومدين

وحول المداخلات التي طرحها المجتمعون، قال الموجه التربوي "محمد الصالح": «تركزت طروحات الحضور حول توسيع الملاك العددي لمديرية تربية "الرقة"، والإعلان عن مسابقة لتعيين المدرسين المختصين والمساعدين وخريجي المعاهد المتوسطة وتثبيت ملاك الموجهين الاختصاصيين وزيادة عددهم في مجال التعليم المهني وإشراك نقابة المعلمين في "الرقة" في دراسة واقع التأمين الصحي، ولحظ إمكانية قبول علاج المرضى من المعلمين في المحافظات الأخرى التي تتوفر فيها خدمات طبية اختصاصية متطورة.

وقد أشار المداخلون من الموجهين التربويين والمعلمين والإداريين إلى وجود نقص في الوسائل التعليمية في المحافظة، وإلى أهمية إشراك عدد أكبر من المدرسين المختصين في اختيار هذه الوسائل الإيضاحية، وتأمين كتب المناهج الدراسية الجديدة للصفوف المقرر تطبيقها فيها، ووضعها في متناول أيدي المدرسين والطلاب، وتزويد المدارس بخطة برامج القناة الفضائية التربوية السورية، ورفدها بأقراص مدمجة تحتوي على دروس نموذجية يستفيد منها المعلمون والطلاب في مدارس "الرقة"، ومعالجة ظاهرة الدروس الخصوصية، والاهتمام برفع سوية مادة التربية الفنية من خلال إيجاد غرف صفية مخصصة لأنشطتها الفنية».

من صفوف مدرسة هواري

وأضاف "الدرويش": «من اللافت في هذا الاجتماع الدعوة الصريحة للاهتمام بجودة البناء المدرسي وملاءمته للعملية التربوية والتعليمية، وإحداث شعب جديدة لاستيعاب طلاب الصف الأول الثانوي في المناطق والمجمعات التربوية البعيدة عن مركز مدينة "الرقة"، وإحداث مجمعات جديدة لأبناء البادية، وتأمين وسائط نقل لخدمة العاملين في القطاع التربوي بالمحافظة».

وكان وزير التربية قد زار مدرستي "هواري بومدين" للتعليم الأساسي، وثانوية "خديجة الكبرى" للبنات في مدينة "الرقة"، وبعض الصفوف المخصصة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة، واطلع على سير العملية التعليمية فيها، واستمع من التلاميذ حول تساؤلاتهم واحتياجاتهم والصعوبات التي تواجههم في مدارسهم وخارجها.

كما حضر الوزير وصحبه فعاليات فنية مدرسية في مدينة "الثورة" تضمنت افتتاح معرض للفن التشكيلي من نتاج الطلاب والمكلفين وفقرات فنية وعرض مسرحي بعنوان "صامدون" لفرق الموسيقى والغناء الجماعي والمسرح التابعة للمسرح المدرسي بمحافظة "الرقة".

رافق الوزير في جولته وحضر اللقاء مع التربويين في المحافظة كل من "سليمان السليمان" أمين فرع "الرقة" لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور المهندس "عدنان السخني" محافظ "الرقة"، و"علي العجيل" عضو قيادة فرع الحزب، و"مطر الحسين"، نقيب المعلمين في "الرقة"، و"عبد الإله الهادي" مدير التربية.