السباح والمنقذ "الأخرس- حمد إبراهيم الحسن"، وهو من مواليد "الرقة" /1957/ وأب لأربعة أطفال، يعمل بتركيب زجاج السيارات منذ /32/ سنة، وهو ملقب بـ"الأخرس" لكونه من الصم والبكم.

تعتبر السباحة من أكثر الهوايات انتشاراً لدى "الرقاوية"، ولا نبالغ لو قلنا إن أغلبهم يجيدون السباحة، بسبب وجود نهر "الفرات" العظيم الذي يمر في مدينتهم، ويعتبر الملاذ الوحيد لهم في فصل الصيف.

جميع أهالي الحارة يحبونه، فهو شهم وطيب ويتميز بذكاء حاد وذاكرة قوية، ونحن نعتز بمجاورته

إلا أن هناك من يبحث عن هذه المتعة دون دراية بالسباحة وفنونها، وكيفية التعامل مع مياه الأنهار، وغالباً ما تكون النتائج كارثية مع هؤلاء، وقد تنتهي بالغرق، إلا من كان ذا حظٍّ عظيم فيجد من ينقذه وينتشله قبل أن تبتلعه مياه النهر.

المنقذ بعد انتشال سيارة وإنقاذ سائقها

وللمنقذ صفات خاصة، فهو بالدرجة الأولى سباح ماهر، ورجل شجاع وشهم، ولعل السباح "حمد إبراهيم الحسن" من الأشخاص الكثيرين الذين امتلكوا هذه الصفات في "الرقة".

مدونة وطن "eSyria" التقت المنقذ "الحسن" بتاريخ 23/5/2008 تحدث معنا بمساعدة زوجته، ولدى سؤاله عن بداياته مع السباحة أجاب: «منذ كنت في العاشرة من عمري وحتى يومنا هذا وأنا أسبح في "الفرات"، وقد تميزت بالغطس تحت الماء لفترات طويلة ولأعماق جيدة، فأنا أتمتع بنَفسٍ طويل، وأمتلك طريقة بالغطس تمكنني من البقاء تحت الماء أطول مدة ممكنة».

جاره "إبراهيم الشعيب"

سألنا "الحسن" عن الإنقاذ وعدد الذين أنقذهم فقال: «من المستحيل أن أرى شخصاً يغرق أمامي دون أن أهب لإنقاذه مهما كانت الظروف والمخاطر، أما عن عددهم فلا أذكر بالضبط، لكنهم بالتأكيد يزيدون على خمسين شخصاً، ناهيك عن جثث الغرقى التي انتشلتها بعد أن عجز ذووهم عن إيجادها، حيث كانوا يأتون إلى منزلي طلباً للمساعدة، وكنت ألبي طلبهم دوماً، إضافة إلى الآليات التي كانت تغرق في النهر، فقد كنت أغوص إلى القاع وأربطها بحبل وتقوم الرافعة بانتشالها».

وفيما إذا كان يتلقى أي مقابل أو هدية لقاء ما يقوم به أجاب: « لقد عرض عليَّ الكثير من الهدايا والأموال من قبل الأشخاص الذين أنقذتهم أو من قبل ذويهم، لكنني لم أقبلها على الإطلاق، فأنا أفعل ذلك لوجه الله، ولا أنتظر شكراً أو هدية، وتكفيني محبة الناس».

مع العائلة

السيدة "جازية البردي" زوجة "الحسن" أضافت: «لقد تزوجته منذ عشر سنوات، وأنا سعيدة معه وفخورة به، والناس جميعاً يحبونه، وهو أب عطوف وزوج مثالي».

أما جاره السيد "إبراهيم الشعيب" فقال: «جميع أهالي الحارة يحبونه، فهو شهم وطيب ويتميز بذكاء حاد وذاكرة قوية، ونحن نعتز بمجاورته».

تم تحرير المادة بتاريخ 23/5/ 2008.