"الكرسين" من "الأسماك الفراتية"، ذات طعم مميز، ومستساغة جداً من قبل أهالي المنطقة، لكون الحسك لا يعيق تناولها بسبب كبر حجم الحسك وسهولة نزعه، وهي مفضلة على أنواع "السمك الفراتي" عموماً.

مدونة وطن eSyria التقت بائع السمك "محمد الرجب" الذي تحدث عن "الكرسين" بالقول: «الكرسين لا ينقطع عن الأسواق، وهو يأتي بعد سمك الرومي بالاستساغة من قبل المستهلكين، وهو سمك موجود بعدة أنواع وأحجام ويفضل المستهلك الأحجام الكبيرة منه، أسعاره منخفضة نسبياً مقارنة بلذة طعمه».

"الكرسين" يأتي بعد الكارب بالنسبة لعدد الأسماك المصطادة بالخيط بين "الأسماك الفراتية"، ويوجد منه عدة أنواع، وهو سمك لذيذ الطعم، ومرغوب فيه من قبل المستهلك "الرقاوي"

وأضاف: «"الكرسين" يأتي بعد الكارب بالنسبة لعدد الأسماك المصطادة بالخيط بين "الأسماك الفراتية"، ويوجد منه عدة أنواع، وهو سمك لذيذ الطعم، ومرغوب فيه من قبل المستهلك "الرقاوي"».

كرسين أبو بلاجم

وأشار "محمد مرعي الشاهين" عن أنواع سمك "الكرسين"، قائلاً: «هناك أربعة أنواع معروفة لسمك "الكرسين"، وهي أولاً: "الكرسين الأصفر"، وله نوعان: "كرسين أبو بلاجم"، ثم "الكرسين الأصفر العادي"، ثانياً: "الكرسين الأسود"، وله ثلاثة أنواع، وهي: "الكرسين العاشب"، وقد تم استزراعه في نهر الفرات، بمساعدة خبراء من روسيا، وبدأ استزراعه في "صراة الدلحة"، ومن خلال وجود قناة للتصريف، بدأ "الكرسين العاشب" ينتقل إلى مجرى نهر الفرات، أما النوع الثاني فهو "أبو حدبة"، ويتميز بحجم صغير ووزن ثقيل، والنوع الثالث هو "السرينج"، ثالثاً: المغوار أو "الحزَّاني"، وهو من أنواع الكرسين المنقرضة، ويتميز بلون جلده المرقَّط، أما الرابع فهو "الحوَّار"، وهو من أنواع الكرسين الرملية، والمنقرضة تقريباً».

ولدى سؤال الصياد "إبراهيم الحسين"، عن واقع الصيد في محافظة "الرقة"، أجاب بقوله: «قبل نحو ثلاثة عقود كان الفرات، يزخر بأنواع متعددة من أسماكٍ شهيرة، بكمياتٍ كبيرة، أما اليوم فمن يقذف صنارته من هواة الصيد في الماء، ينتظر لساعات طوال قبل أن يصطاد سمكةً واحدة، وقد لا يأتي بشيء، فالصيد الجائر الذي يستخدم فيه البعض أساليب محظورة، كالمتفجرات والكهرباء والسموم والغازات الخانقة، أدّى إلى تدمير جماعي للأحياء المائية، وتسبب بمخاطر جمّة على صحة المستهلكين».

كرسين صخري

ويضيف "الشاهين": «تعتبر "الرقة" التي تمتد على مساحة /20/ ألف كم2 تقريباً من أغنى المحافظات السورية بأماكن صيد الأسماك، لوجود مسطحات مائية شاسعة، منها بحيرة الأسد /460/ كم2 من المياه العذبة، وبحيرة البعث /25/ كم2، ومجرى الفرات الذي يعبر المحافظة بطول/160/ كم ومتوسط عرض يقارب ثلاثمئة متر، إضافة إلى مجموعة بحيرات صغيرة مغلقة، والمصارف وأقنية الري، وينشط في نهر الفرات، قرابة /230/ صياداً مرخصاً، وفقاً لبيانات مديرية زراعة "الرقة"، وعدد غير معروف من الصيادين غير المرخصين، يستخدم معظمهم طرق صيد مخالفة، وقد يساعد في تقدير عددهم وحجم نشاطهم، معرفة أن أجهزة الحماية السمكية صادرت خلال العام الماضي /83/ مولداً كهربائياً».

وتحدث الأستاذ "عيسى الخضر"– خريج جغرافية طبيعية، عن أنواع "سمك الكرسين"، فقال: «للكرسين عدة أنواع، هي:

1- "الكرسين المرقط الصخري": ينضج جنسياً بعمر/3-4/ سنوات "0.5كغ و35 سم". يفرخ على الصخور والأجسام القاعية الخشنة في مواضع معينة في نيسان وأيار، لم يشاهده الصيادون منذ سنوات عديدة.

2- "الكرسين أبو بلاجم" (والبلاجم كلمة عامية تعني الشفاه الكبيرة): الفم سفلي والشفة السفلى عريضة جداً، لون الظهر بني يميل إلى الصفرة في النصف الأدنى من الجسم والبطن أبيض، وهذا النوع أساساً من الأسماك النهرية، ويتغذى بالأحياء القاعية والفتات.

يفرخ في آذار ونيسان في جماعات كبيرة على مهود حصوية في المياه الضحلة السريعة الجريان. يسود في بحيرة الأسد، ويشيع وجوده في الفرات والبليخ والخابور ويندر في مصارف حوض الفرات، تبدي صيدياته استقراراً في الفرات.

3- "الكرسين الأزرق": يعيش في نهري دجلة والفرات، وبحيرتي قطّينة وطبرية.

4- "الكرسين الأصفر": ينضج جنسياً بعمر /4-5/ سنوات (0.3-0.6 كغ و30-40 سم)، حيث تضع الأم بيضها بين الحصا في المناطق الضحلة ذات الجريان الغزير في آذار ونيسان. ويشيع وجوده في دجلة والفرات ومصارف حوضه ويندر في البليخ والخابور، صيدياته مستقرة في نهر الفرات ولكنها تراجعت في مواطنه الأخرى».