هي من أوائل الدكاكين التي افُتتحت في محافظة "الرقة" وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، لصاحبها "بكو" قصة معروفة عند أهالي "الرقة" حتى ارتبطت قصته كثيراً في نمط حياتهم وغدت دليلاً على الحظ العاثر.

الأستاذ "علي السويحة" الباحث في تاريخ المحافظة يتحدث لمدونة وطن "esyria" عن حكاية «دكان بكو» بالقول: «كلمة "دكان" كلمة فارسية الأصل، وتعني "دكة" أي المصطبة التي يُجلس عليها، وتلفظ الكاف جيماً مشبعة، ثم استعملت للحانوت الصغير لأن صاحبه يجلس على دكة، والبغداديون يسمون الحانوت الصغير «ماكزيم» والتي تعني المخزن، وهي مأخوذة من الفرنسية، ولفظة «دكان دار» بالفارسية تعني صاحب الدكان».

كلمة "دكان" كلمة فارسية الأصل، وتعني "دكة" أي المصطبة التي يُجلس عليها، وتلفظ الكاف جيماً مشبعة، ثم استعملت للحانوت الصغير لأن صاحبه يجلس على دكة، والبغداديون يسمون الحانوت الصغير «ماكزيم

وأضاف "السويحة": «ولعل أشهر دكان في "الرقة" كما جاء في المثل الرقاوي "دكان بكو" والذي يُضرب به المثل لكساد البضاعة وعدم رواجها، فـ"بكو" سكن "الرقة" عام 1860م حين كانت قرية صغيرة أو بضعة بيوت خلال العصر العثماني، فقام بحفر السور الجنوبي، وتحديداً بجانب باب بغداد من الغرب، فأزال اللبن (أحجار البناء الترابية) الذي كان يغلق أحد منافذ السور الجنوبية، وتركه من جهة الشمال مغلقاً فأتخذه دكاناً ومسكناً، وأحضر بضاعته من الرها وهي من الجوز، واللوز، والبسطيق، والفستق، وغيرها من المكسرات، فوضعها في الدكان برسم التجارة، وفي الليل كان «بكو» يتخذ الدكان مسكناً للإقامة والنوم».

الباحث علي سويحة

وأشار "السويحة" أنه وفي تلك الأثناء، حدثت ثورة "الشعبان" على الترك، فقام العثمانيون بالقبض على كل من يمر بالمنطقة، وذلك لبحثهم عن مطلوبين، ومنهم الثائر "حسين العلي الشلاش" والناس يومها كانوا جياعاً لا يملكون المال لشراء رغيف الخبز، فظلت البضاعة كاسدة في دكانه، الذي بني بالقرب منه المخفر الذي أقامه الأتراك في تلك المنطقة، لأن بوابة بغداد كانت النافذة الشرقية للمدينة، ما أدى إلى قلة مرور الناس بالمنطقة التي يقع فيها الدكان.

وأخيراً يبدو أن "بكو" يأس ولا نعرف ما جرى له، إلا أنه مات ولم تُبع تلك البضاعة، وهكذا ضُرب المثل "دكان بكو" ويستخدم أهالي محافظة "الرقة" هذا المثل للفتاة التي لا تُخطب، أو الفتاة التي لا يزوجها أهلها أو يغالون في مهرها، فيقول لهم الخاطب أو من ينوب عنه: "خليها على قلبك دكان بكو" أي بمعنى كبضاعة "بكو" التي كسدت ولم تبع.

دكان بكو من الداخل

الباحث "حمصي فرحان الحمادة" ذكر أن أول دكان افتتحت في مدينة "الرقة" هي "دكان بكُّو" الشهير، الذي لا يعرف من قصته سوى الحظ العاثر والتي يتداولها أهالي المدينة على سبيل الدعابة.

الباحث حمصي فرحان الحمادة