«يصل عدد الجمعيات في محافظة "الرقة" إلى /17/ جمعية، تعمل جميعها بإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وتتعدد مهام هذه الجمعيات من جمعيات تعنى بشؤون البيئة، وأخرى لتنظيم الأسرة، وغيرها لرعاية المساجين، والأحداث الجانحين، ورعاية المسنين، بالإضافة إلى جمعيات تعنى بالأطفال المعوقين، ومنها جمعية "الإعاقة والتأهيل".

من النشاطات التي نقوم بها جمعية الإعاقة والتأهيل إقامة عشاءً خيرياً، التي تأتي في إطار توفير الإرادات المادية للجمعية، من ريع هذا العشاء الخيري،، وتضمن حفل العشاء عزفاً على العود للموسيقي "أحمد الشمطي"، ومزاداً علنياً على سيف دمشقي، ويعتبر هذا العشاء الخيري، هو الثاني من نوعه الذي تقوم به جمعية "الإعاقة والتأهيل" لدعم مرضى التوحد، حيث كنا أقمنا عشاءً خيرياً في كانون الأول من العام /2009/ الفائت».

جمعيتنا من الجمعيات الأهلية التي تساعد المعاق على الدخول في المجتمع والانطلاق فيه، وفي خطتنا لهذا العام اعتمدنا بشكل كبير ومباشر على النشاطات، وليس على جمع التبرعات، وذلك لقلة الموارد وحداثة الجمعية، ونسعى دائماً إلى تأهيل الكادر الذي يعمل مع المعاقين من خلال المشاركة في ورشات العمل التي تقام داخل سورية وخارجها

هذا ما ذكرته لموقع eRaqqa بتاريخ (5/2/2010) الدكتورة "فدوى الشيخ"، عضو مجلس إدارة الجمعية، في معرض حديثها عن العشاء الخيري الذي أقامته جمعية الإعاقة والتأهيل في "الرقة".

هند الطريف

وعن نشاط الجمعية تتابع "الشيخ" حديثها قائلة: «نحن في جمعية "الإعاقة والتأهيل" نسعى لرعاية وتأهيل الأطفال المصابين "بمتلازمة داون"، و"التخلف الذهني البسيط"، و"الأذية الدماغية" البسيطة، ونعمل وفق برامج خاصة للتنمية الذهنية لتحقيق الرعاية الذاتية والاعتماد على تطوير مهاراتهم، وتوفير الإشراف الطبي المستمر للأطفال المعاقين، ومساعدة الأهل للكشف المبكر عن الإعاقة وتحديد نوعها، وتوجيههم نحو الخطوات السليمة لتدبير هذه الإعاقات، ونقوم أيضاً بمساعدة الأهل وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، للتأقلم مع الطفل ذي الاحتياجات الخاصة، وإقامة دورات محو أمية لذوي الاحتياجات الخاصة، وإدراج برامج ترفيهية وأنشطة لجميع الأطفال، كما نقوم بزيارات ميدانية، وتبويبها ضمن دائرة الفعاليات الاجتماعية بهدف دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، والعمل على رفع قدرة المربيات من خلال الدورات والندوات المستمرة والمتتالية، بالإضافة إلى توعية المجتمع حول كيفية الوقاية من الإعاقة بأشكالها المتعددة عن طريق المحاضرات العلمية، والاجتماعات الدورية مع الأهل، وأيضاً من خلال توزيع النشرات الخاصة بالمعاقين».

وحول الأنشطة التي تعتزم الجمعية القيام بها في عام /2010/ لتدعيم مواردها، تحدثت السيدة "ختام الخضر" رئيسة الجمعية قائلة: «رغم الإمكانات المحدودة للجمعية، سنقوم ببعض الأنشطة لتدعيم وارداتها، وتهيئة السبل الكفيلة لتقديم أفضل الخدمات للأطفال المعاقين، وإعادة تأهيلهم.

رندة العجيلي

من بين هذه الأنشطة استمرار العمل على تأهيل أطفال "داون" من خلال تعليمهم الرسم والخط والموسيقى، وأن يكون هناك إشراف طبي مستمر للأطفال من قبل أطباء اختصاصيين، واستمرار إقامة دورات محو الأمية للمعاقين جسدياً والأصحاء، ومحاضرات وندوات علمية في كل شهر لرفع المستوى الصحي، والصحة الإنجابية وطرق الوقاية من الإمراض الوراثية المكتسبة، والدعوة إلى عشاء خيري في كل شهرين مرة، ومعرض أشغال يدوية كل ستة أشهر.

نعتزم افتتاح نادي صيفي لدمج أطفال "داون" مع أطفال المدارس، بالإضافة لدورات في مجالات اللغة الانكليزية والحاسوب لأعضاء الهيئة العامة والمعاقين جسدياً، والدعوة لحضور المؤتمرات والندوات خاصة بنشاطات الجمعية، والعمل على تأمين أجهزة للمعالجة الفيزيائية، والمشاركة في النشاطات الخيرية المحلية، وإقامة رحلات ترفيهية».

جانب من الحفل الفني

أما السيدة "رندة العجيلي"، أمينة سر الجمعية، فقد تحدثت عن جمعية "الإعاقة والتأهيل" قائلة: «جمعيتنا من الجمعيات الأهلية التي تساعد المعاق على الدخول في المجتمع والانطلاق فيه، وفي خطتنا لهذا العام اعتمدنا بشكل كبير ومباشر على النشاطات، وليس على جمع التبرعات، وذلك لقلة الموارد وحداثة الجمعية، ونسعى دائماً إلى تأهيل الكادر الذي يعمل مع المعاقين من خلال المشاركة في ورشات العمل التي تقام داخل سورية وخارجها».

وتتابع في السياق ذاته، قائلة: «مثل هذه الأنشطة حديثة العهد في محافظة "الرقة"، ولكنها تلقى إقبالاً كبيراً وواسعاً لدى جميع الأوساط الاجتماعية، وأنا أشعر بالسعادة لأننا نستطيع من خلال هذه الأنشطة أن نؤمن دعماً وعائداً مادياً كبيراً للجمعية، ونستطيع أن نساعد الأطفال من خلاله، ونؤمن جميع احتياجاتهم، بالإضافة إلى أنه نوع من النشاط الاجتماعي، وهو ضروري لكل سيدة تعمل أو لا تعمل، فهو من جهة نافذة لكسر هموم الحياة، والروتين، ومن جهة أخرى محاولة للتواصل بين كافة الشرائح الاجتماعية».

وحول مشاركتها بمثل هذا النوع من الأنشطة، تحدثت لموقعنا السيدة "هند الطريف" عضو مجلس الشعب، قائلة: «يعتبر هذا النشاط من النشاطات الهامة التي تدعم العمل الخيري، ويعزز الحس الإنساني، والتواصل الاجتماعي بين كافة شرائح المجتمع الإنساني، ومثل هذا النشاط يساهم في تقديم الدعم المادي لذوي الاحتياجات الخاصة المنتسبين لجمعية "الإعاقة والتأهيل"، وذلك لتقديم وتحسين الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كانت خدمة تربوية أو تأهيلية أو صحية».

ولتحسين الإمكانيات المادية للجمعية، تقول "الطريف": «لابد من إقامة مجموعة من الأنشطة التي تساهم في تحسين الوضع المادي للجمعية، من خلال تبرعات بعض المقتدرين من المجتمع المحلي، سواء من أولياء أمور الطلبة أو غيرهم، وأهمية الدور الحكومي الممثل بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وغيرها، وهذه مجتمعة تساهم بضرورة إقامة ندوات محلية لتعريف المجتمع المحلي بأكمله بأهمية هذه الجمعيات، التي تسعى لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يجب أن يضطلع به الإعلام بوسائله المختلفة، لأن الإعلام بوابة ونافذة للكثير من القضايا الهامة في المجتمع، ولاعب أساسي في الاهتمام بقضايا الإعاقة، وأهمية تطوير قدرات المعاق وتأهيله.

وأنا من موقع مسؤوليتي سوف أسعى لتسليط الضوء على هذه الجمعيات الخيرة من خلال طرح قضاياها سواء تحت قبة البرلمان، أو في ورشات العمل التابعة لمجلس الشعب، وعرض خططها وبرامجها ورؤيتها المستقبلية على وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتبنيها بشكل جدي ومتابعتها ليصار إلى تقديم الدعم المادي المطلوب لها، وأخيراً أشكر من كل قلبي كل من يزرع البسمة على وجه المعاقين».

أما الموسيقي "أحمد الشمطي"، فقد تحدث عن مشاركته في هذا العشاء قائلاً: «الفن هو اللغة الإنسانية التي تنتشر دون الحاجة إلى مقدمات، وهذا النشاط من الأنشطة الصعبة التي اشتركت بها، وخاصة لأني أتوجه به لذوي الاحتياجات الخاصة، ونحن في المجتمعات العربية عموماً نفتقر لدعم الإنسان غير المؤهل فكرياً وجسدياً ونفسياً، ففي الخارج مثلاً هناك دعم كبير جداً لذوي الاحتياجات الخاصة، حتى أنهم يزودون براتب شهري خاص.

أنا اليوم متطوع في هذا العشاء الخيري، أحببت جداً فكرة النشاط، وأشعر بسعادة كبيرة وأنا أعزف على آلة العود في هذا الاحتفال الخيري، غير أنني سوف أسعى تطوعاً ومجاناً لأن أعلم الأطفال المعاقين الموسيقى، إن أحسست أن هناك تجاوباً وتقبلاً من قبلهم طبعاً، إضافة للغناء، والإيقاع، حسب قدرتي واستطاعتي على إيصال الفكرة، بداية بالآلات الوترية، والآلات الطبيعية، وحتى الإيقاعات، والتقسيمات، والسلالم الموسيقية».