نظم الشعر مبكراً، وبرع من خلال متابعته واجتهاده في كتابة العديد من القصائد المتنوعة في مختلف أنواع الشعر الغنائي الذي لامست مفرداته الواقع المعاش، ومحاكاته للمتغيرات التي ألمت بالبيئة المحلية بأصدق العبارات التي كان لها وقع في القلب والسمع.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 تشرين الأول 2019، تواصلت مع الشاعر "محمود الأحمد" ليحدثنا عن مسيرته الشخصية والأدبية، فقال: «نشأت في قرية "أحيمر صغير" التابعة لناحية "عين عيسى" في الريف الشمالي لمحافظة "الرقة"، وفي عام 1986 انتسبت إلى كلية "الحقوق" في جامعة "حلب"، لكن لم أستمر بدراستي نتيجة بعض الظروف الخاصة.

رموش العين جوز اسهام رمان وعليها شفاف فَشگهَ تگول رمان حَدِر زيجهَ قنابل جوز رمان واخاف بلَمسه يِنفَجرَن عليّهَ

كتبت الشعر عفوياً بشكل مبكر، وفي المرحلة الثانوية بدأت بكتابة بعض القصائد التي تضمنت بعض المواضيع التي تحاكي البيئة الفراتية، فكتبت جميع الألوان الغنائية كـ"العتابا"، و"النايل"، و"الأبوذية"، و"السويحلي" و"الزهيري"، و"الساجوري"، و"الموليا" بعد أن تأثرت بعدة شعراء عرب مثل "عريان السيد خلف"،و"كريم العراقي"، و"محمد الفراتي"».

الشاعر زياد البليبل

ومن "العتابا" اختار الشاعر هذه المقاطع:

«يَناهي شگَد حِلُو خَدَّك وَنِعمهَ

هَديَّه امبارَكهَ امن الله وَنِعمه

أشوف الرابي بصدرك وانا اعمى

واكَسْر الجّوز من حَدر الِثْياب».

ومن "الأبوذية":

«رموش العين جوز اسهام رمان

وعليها شفاف فَشگهَ تگول رمان

حَدِر زيجهَ قنابل جوز رمان

واخاف بلَمسه يِنفَجرَن عليّهَ».

وعن نشاطاته ومشاركاته الأدبية يقول: «شاركت بعدة أماسي شعرية بالمراكز الثقافية في محافظة "الرقة" رفقة الشاعر "أسعد الروابة"، والشاعر "أحمد الشاوي"، ومجموعة من الأصدقاء. كما شاركت في مسابقة شاعر "المليون" مع مجموعة كبيرة من الشعراء؛ أذكر منهم الشاعر السوري "شلاش الحسن"، والعراقي "عباس البغدادي"، و"فايد الدليمي"، ولكني كنت ميالاً للشعر الغنائي أكثر لأنه يعتمد على الوزن التناغمي، والإيقاع الجميل فاتجهت إليه وكتبت ما يقارب المائتي أغنية غنتها أصوات رائعة من محافظة "الرقة" وخارجها، وأذكر منها أغنية "خيك" التي غناها المطرب "ملك اليتيم"، وتقول كلماتها:

خَيَّكْ يَوَل خَيَّك إبن امك و بَيَّك

تبعد ولا ينساك يِبْچي على طَرواك

ولو أظلمَت دِنياك إيصيرلك ضَيَّك

هوْ عينك اليمنى و سِرَّك إذا تأَمنهَ

وِابساعَةِ المِحنه يمشي مِثِل فَيَّك

خَيَّك إذا تِنخاه مثل الجِمَل تِلْگاه

عَنَّك يِشيل الآه اِبن امك و بَيَّك

إضافة إلى ذلك تعاملت مع مجموعة من المطربين الشعبيين، وكتبت لهم قصائد متنوعة غنوها في مناسبات كثيرة، ومنهم "محمود شحاذة"، و"خليل عبد الباعث"، و"ياسر الفراتي"، و"عيسى محمد"، و"محمد الأصيل"، و"ساير الشاكر"، و"حمزة الفراتي"، و"يوسف الحمزة"، و"علي الجاسم"، و"حميد الأسمر". ومن خارج محافظة "الرقة" مطربين من ريف "حلب"، هم "رامي الفيصل"، و"خالد الجبوري"، و"غسان عبد الكريم"، و"قيس جواد"، و"محمد الغريب"، ومن "دير الزور"، الفنانين "مأمون حمادة"، و"صلاح هليل".

بعدها اتجهت إلى العاصمة "دمشق"، وهناك تم التعاون مع الملحن العراقي "كريم هميم"، وقد أثمر هذا التعاون عن عدة أغاني كتبتها ولحنها هو، وأذكر منها القصيدة التي غنتها الفنانة السورية: "سلام سليمان".

كما كتبت أغنية للفنان "طاهر العجيلي" بعنوان "اللّيَّه الليه"، حيث أخذت صدى وشهرة واسعة داخل القطر وخارجه، وأغان أخرى أيضاً لمطربين آخرين، وبألوان متنوعة».

الشاعر "زياد البليبل" عنه يقول: «أي نص شعري له ضوابط لا يمكن لكاتب أن يتجاوزها ونطلق عليه لقب شاعر، كما يجب أن نفرق بين الناظم والشاعر، فالناظم دائماً ما يفتقد نصه إلى الروح فتجده جامداً بلا إحساس بلا صور أو دهشة.

أما الشاعر فتجده متجدداً باستمرار في قصائده من حيث الفكرة، ويبدع في صور جديدة تأخذك إلى الدهشة مراعياً وحدة القصيدة العضوية والموضوعية، وهذا ينطبق على الشاعر الرقاوي "محمود الأحمد" بامتياز، فقد كتب الشعر الفراتي بكل ألوانه، كما أنه لم يبقَ حبيس هذه القوالب، فأبدع بكتابة الأغنية الشعبية بعيداً عن قوالب الموروث كـ "الموليا"، و"السويحلي"، فغنى له أغلب المطربين من أبناء "الفرات"، وغيرهم الكثير معتمداً على خزينة كبيرة من المفردات والتعابير ومواضيع متجددة، فكان المبدع ما بين الموروث والمتجدد في القصيدة الشعبية».

يشار إلى الشاعر الغنائي "محمود الأحمد" من مواليد قرية "أحيمر صغير" بريف "الرقة" الشمالي العام 1967.