برع في فنون الغزل، وكتب عن الحب والجمال، فكان للبيئة الفراتية الفضل الأكبر في 9تكوين هذا الحس الجمالي، ولقب بعميد شعراء "الرقة"، واشتهرت قصائده وتخطت حدود المحافظة، إنه الشاعر "محمود الذخيرة".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 آب 2014، الشاعر الفراتي "خالد الفرج" الذي تحدث عن "الذخيرة" قائلاً: «"الذخيرة" من مواليد محافظة "الرقة" قرية "المشلب" عام 1947، انطلقت حنجرته الشعرية عام 1965 وكان عمره حينها 18 عاماً؛ فكان أول نص في مسيرته الشعرية الطويلة من لحن "النايل"، يقول فيه:‏

نشرت قصائده باللغة العربية الفصحى منذ عام 1970م في الصحف السورية، أدى أغانيه المطرب الشعبي "حسين الحسن"، كتب كلمات أغاني فرقة الرقة للفنون الشعبية: "برج عليا"، "قصر البنات"، "عرس الغيوم"، "صيد الحباري"

"أصدق يا جار النهر اليوم ماجنك‏

المرأة الفراتية في الرقة.

بميتك كرفت المسك والريام وردنك"‏».

ويضيف: «تمكن "الذخيرة" من دخول الشعر من كافة أبوابه، حيث استطاع الكتابة بكل مجالات الشعر الشعبي الفراتي وفنونه، حتى إنه كتب الأغنية الشعبية الفراتية بكل ألوانها وألحانها، متأثراً بوالده المرحوم "محمد الذخيرة"؛ الذي نال شهرة في بدايات القرن العشرين فلقب بمدير الهوى لكثرة أشعاره الغزلية».

كتاب صبحي الدسوقي

ويتحدث الباحث "صبحي الدسوقي" في كتابه "الحركة الثقافية في الرقة" عن "الذخيرة" بالقول: «لقب بعميد شعراء "الرقة" والفرات، فكانت بداياته عام 1965م، واختص باللون الغنائي مثل: "المواليا، والنايل، والسويحلي، والليمر"، حيث اجتمعت لديه الموهبة الشعرية منذ نعومة أظفاره، تربى "الذخيرة" في كنف والده الذي عشق الشعر وبرع فيه وتغنى به حتى وصل إلى مرتبة مدير الهوى، وعميد شعراء "الرقة"، تغنى بالحب والجمال وبرع في فنون الغزل، وأحب الأدب الشعبي بكل ألوانه ومسمياته، وكان للبيئة الفراتية الخصبة الفضل الأكبر في تكوين حسه الجمالي وفي ميله إلى رحاب الأغنية الفراتية التي تحاكي الطبيعة والجمال، حيث يقول:

"شثقل حمل الليالي بغير ندماي (ما أثقل حمل الليالي بغير الندماء)‏

محمود الذخيرة في شبابه

غثيث البال يلجمني وندماي‏

أني همي وحسراتي وندماي‏

على عمر تخطاه الشباب"».

ويضيف: «تتميز قصائده بالصور الشعرية الجميلة، فتجاوز ما كتبه من الأغاني الشعبية بألحانها الموروثة المتناقلة جيلاً إثر جيل الألف أغنية، يعتبر "الذخيرة" الأكثر إنتاجاً بين سائر مؤلفي الأغنية الشعبية في الجزيرة "السورية"، اشتهرت أغانيه كثيراً وتخطت حدود محافظة "الرقة" و"سورية"، لتصل إلى أكثر من دولة عربية وأجنبية، من خلال فرقة "الرقة" للفنون الشعبية، التي تغنت بكلماته العذبة، كما كتب كلمات وأغاني مسرحية "قصر البنات" التي قام بتلحينها الملحن اللبناني الشهير "زكي ناصيف"، ونالت بها عن جدارة واستحقاق المرتبة الأولى والوشاح الذهبي، ومن نص جميل يقول فيه:

"نجم الثريا تعلا فوق الميازين‏

برد الصبح صابني بزرقاج لفيني‏

لحطك جوّ المحزم وأكرب عليك بحيلي"».

ويختم "الدسوقي" بالقول: «نشرت قصائده باللغة العربية الفصحى منذ عام 1970م في الصحف السورية، أدى أغانيه المطرب الشعبي "حسين الحسن"، كتب كلمات أغاني فرقة الرقة للفنون الشعبية: "برج عليا"، "قصر البنات"، "عرس الغيوم"، "صيد الحباري"».

ويقول عنه الباحث "حيدر نعيسة" في كتابه "ابن البلد": «"الذخيرة" علم من أعلام الأدب الفراتي، له بصمات خالدة، وخاصة في الشعر الشعبي، جمع بين كافة فنون الشعر الشعبي بنفس المستوى والبلاغة، وكانت كل أغانيه وقصائده تمجد المرأة وتتغزل بجمالها، وفي قصيدة يقول في مطلعها:‏

"تضحك عيون القمر بجدايلك موجات‏

وتنبت بختري وزهر بخدودك الحلوات‏

من قالك يا حلو ادوس الربا والطل‏

تمشي وتهادى بمهل مثل البدر لو هل‏

ديرة هلي تزرع عساكر"‏».