احتضنت "الرقة" عدداً كبيراً من الأدباء والكتاب الذين جعلوا البيئة الفراتية تأخذ عنصر المكان في كافة أعمالهم، سواء على الصعيد الجغرافي أو الإنساني، وهو واحد من هؤلاء الكتاب، حيث كتب القصة القصيرة بنكهة فراتية مفعمة بالأصالة والخصوصية.

وعن بدايته مع القصة تحدث "عمر الحمود" لمدونة وطن"eSyria" بتاريخ 9/8/2008 فقال: «كتبتُ القصة منذ بداية الثمانينيات، وأحاول تعميق تجربتي الأدبية بسعيي الدائم لتطوير أدواتي الفنية، وأنهل مواضيعي أو أفكاري من منابع متعددة، أغرف من البيئة حولي، وأنهل من القاع الاجتماعي للناس، وأستفيد من التراث الشعبي ومن التاريخ، وأنهل من الذاكرة ومن "مخالطتي" لشرائح مختلفة من الناس، فأنا وبحكم عملي كمحامٍ أعيش هموم الناس وقضاياهم».

كنت أميناً لبيئتي، وفياً لها، ولم أكن أسيراً لها، والبيئة تمنح الكاتب التميز والتفرد والخصوصية

وعن الحضور القوي للبيئة الفراتية قال "الحمود": «كنت أميناً لبيئتي، وفياً لها، ولم أكن أسيراً لها، والبيئة تمنح الكاتب التميز والتفرد والخصوصية».

وفي قصصه حضور واستلهام للتاريخ، قال "الحمود" عن ذلك: «في التاريخ ما هو مشرق وما هو معتم، حاولت التذكير بالصفحات المشرقة لتتواشج مع الحاضر وتستنهضه، وتمنحه المدد والعبرة ليؤسس قاعدة للمستقبل الأنور».

تحدث الناقد "خلف الخلف" عن شخصيات "عمر الحمود" بالقول: « اعتنى الكاتب بالشخصيات، ورسمها بعناية وخبرة، فكانت واضحة المعالم والسمات، ويشعر المتلقي بأنه يعرفها».

وتطرق الناقد "الخلف" إلى سمات أخرى في القصص قائلاً: «مالت القصص إلى "الواقعية" كمذهبٍ أدبي، وحلَّق خيال القاص في حبكة الربط، ووفق في استهلال قصصه بتراكيب تدهش وتشد المتلقي، وتجنب الغموض البعيد، وحقق عناصر القصة القصيرة التي هي الحدث والتكثيف واللغة والإبهار، وترك المتلقي يكمل النص عند قفله الأخير».

وقال عنه الناقد "محمد قرانيا": «"عمر الحمود" كاتب قصص شاب، كانت معرفتي به عبر مجلة "الموقف الأدبي" إذ لفت نظري كقارئ قصصي مهتم بقصته الفنية التي جمعت بين جماليات التقنية وحساسية المضمون، وقد استطاع أن يفرض نفسه على الساحة الأدبية بتميزه المبكر فقد ابتدأ كاتباً جميلاً، وظل يطور فنه، ومايزال».

يذكر أن القاص "عمر الحمود" هو عضو اتحاد "الكتّاب العرب"، جمعية "القصة والرواية" منذ بداية عام /2004/. وهو من مواليد قرية "السوافي" في "الرقة" /1967/. ويحمل إجازة في الحقوق جامعة "حلب". يكتب القصة والمقالة والدراسة منذ ثمانينيات القرن الماضي، أول قصة نشرت له عام /1983/. ونال عدداً من الجوائز الأدبية في مجال القصة ومنها: جائزة اتحاد "الكتاب العرب" لأكثر من مرةّ، جائزة "البتاني"، جائزة "العجيلي". نال شرف عضوية التحكيم في عدة مسابقات أدبية للقصة كمسابقة "البتاني" ومسابقة "ثابت بن قره الحراني"، شارك في موسوعة "المفصل" في تاريخ "الرقة"، كتب عدداً من الدراسات والبحوث الأدبية والتاريخية، وكتبه المطبوعة: "الخيبة، سقوط هرقلة، القصاص".

  • تم تحرير المادة 28 /7/ 2008.