«كان الراحل "رشيد رمضان" من كتّاب القصة الموهوبين، وهو لايزال طالباً في المرحلة الثانوية، ومن مؤسسي ثورة الحرف في الرقة في العام 1960، وكتب العديد من القصص القصيرة المتميّزة، ومن أهمها "العشيرة شمس تحتضر" المنشورة في مجلة الآداب "البيروتية" في العام 1962.

وقالت عنه الدكتورة "عايدة مطرجي إدريس": «هذا هو الصوت الثاني الذي يأتينا من الجزيرة السورية في القصة بعد الدكتور "عبد السلام العجيلي"».

هذا هو الصوت الثاني الذي يأتينا من الجزيرة السورية في القصة بعد الدكتور "عبد السلام العجيلي"

هذا ما حدثنا عنه لموقع eRaqqa بتاريخ 21/1/2012 الكاتب والصحفي "تركي محمد رمضان" في معرض حديثه عن شقيقه الراحل "رشيد رمضان".

د. عبد السلام العجيلي القاص المعروف

وأضاف بقوله: «حين كان أخي الكبير طالباً في المرحلة الثانوية، كانت لديه مكتبة تضمّ كتباً أدبية منوّعة، وقد تلمّس لدي شغف المطالعة ليعمل على توجيهي نحو الأدب، والقصة بشكلٍ خاص، وكان- رحمه الله- كاتب قصة موهوباً، حيث قاده هذا الاهتمام لدراسة الأدب العربي في جامعة "حلب"، علماً أنَّه حصل على المركز الأول في امتحانات الفرع الأدبي حينها.. أضف إلى أنّه كتب الشعر في السبعينيات، ونشر العديد من القصص، والقصائد في جريدة "الجماهير" الحلبية، التي كانت ثاني صحيفة في "سورية"، وتحظى باهتمام القراء، وفيها صفحات أدبية أسبوعية متميّزة كان يحرّرها الأديب "فؤاد الراشد"، رحمه الله.. وكذلك اهتمامه بالبرامج الثقافية في إذاعة "حلب"، حتى إنه كُلف مديراً لها، وعمره لم يتجاوز حينذاك الثالثة والعشرين ربيعاً، ثم مسؤولاً ثقافياً في الاتحاد العام لاتحاد شبيبة الثورة.. وقد نشر العديد من القصص القصيرة، مثل: "الراية تغمرها الشمس"، وغيرها في مجلات "صوت الشبيبة"، و"صوت الطلبة"».

وعن جماعة "ثورة الحرف" التي أسّسها عدد من الشباب في ذلك الوقت، ومن بينهم "رشيد رمضان"، أضاف قائلاً: «كان من مؤسسي جماعة "ثورة الحرف" الأدبية التي تكوَّنت في عام 1960 وأعضاؤها، هم: "إبراهيم الخليل"، "رشيد رمضان"، "خليل الجاسم الحميدي"، "عبد الاله حمزاوي"، "فاروق الياسين"، "إسماعيل المصارع"، "فواز الساجر"، وكانوا جميعاً في المرحلة الثانوية- الفرع الأدبي، ويكتبون القصة القصيرة، أو الشعر، ولهم نشاطات أدبية مختلفة.. وخلال فترة الانفصال كان أعضاء "ثورة الحرف" يلتقون بشكل دوري في بيت أحد الأعضاء في جلسات أدب ومرح، إلى أن انشغل أغلب أعضاء هذه الجماعة، بعد قيام ثورة الثامن من آذار، والآن، قد انتقل أغلب هؤلاء إلى رحمة الله، ولم يبقَ منهم سوى الأستاذ "إبراهيم الخليل".

الرقة اليوم حاضنة للأدباء

وأخبار جماعة "ثورة الحرف" انطلقت في بداية الستينيات من لقرن الماضي، وهي موثقة في عددٍ من الصحف "السورية". كما أنَّ هناك من حاول الحديث عن هذه الجماعة في السبعينيات، والتوقيع في الصحف باسمها، وإرسال أخبار عنها، وربما كانت هذه هي ملحق لجماعة "ثورة الحرف" لكنَّ الأعضاء الأصليين لم يشاركوا في نشاطات ذلك الملحق».

وماذا بعد أن انفرط عقد أعضاء "ثورة الحرف" وانصرف البعض منهم للعمل السياسي؟ يقول الكاتب والصحفي "تركي رمضان": «إنَّ توقف نشاطات جماعة "ثورة الحرف" وانفراط عقد أعضائها، كان بسبب انتقال أعضائها للدراسة الجامعية، في "حلب" أو "دمشق" ومنهم من غادر إلى خارج القطر للعمل، أو غيره، وانصرف البعض الآخر للعمل السياسي».

الكاتب والصحفي تركي محمد رمضان

وعن اهتمامات "رشيد رمضان" الأدبية، قال: «يمكن القول إنَّ "رشيد رمضان" لديه مجموعة قصصية مخطوطة، على الأقل، ومتفرقات في بطون الصحف، والمجلات، ومن تلك الصحف التي نشر بها: "الآداب البيروتية" عام 1962، "الجماهير"، "الحلبية" خلال فترة 1967 حتى عام 1972 وفي صحف "الشبيبة"، "جيل الثورة"، في أعوام 1971 ـ 1974، وكانت له العديد من المقالات التي سبق ان نشرت في تلك الصحف وغيرها، إضافةً إلى النشر في مجلات ذات طابع أدبي.. ناهيك عن أنه عمل مع فرق مسرح الهواة، مع كل من "عبد الفتاح الناصر"، و"خليل الجاسم الحميدي"، و"إبراهيم الخليل"، وغيرهم، وقد توفي عن عمر يناهز الـ 38 عاماً، وترك خلفه ستة أولاد، أكبرهم كان حين وفاته، في الحادية عشرة، والآن، جميعهم قد أنهوا مرحلة الدراسة الجامعية».