ساهمت البيئة المحيطة به في دفعه للنجاح، فاختار طريقاً مغايراً للتفوق في مجال الهندسة الإنشائية، والتعرّف على أحدث الطرق لإنجازها، وإمكانية تطبيق هذه المشاريع في بلده، للمساعدة في إعادة الإعمار.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 2 أيار 2020 تواصلت مع المهندس المغترب "محمود السويف" ليحدثنا عن سيرته الدراسية واغترابه حيث يقول: «كانت دراستي في المرحلة الابتدائية في مدرسة "الحرية الخاصة"، وأكملت المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة "الباسل" للمتفوقين، وحصلت على الشهادة الجامعية في اختصاص هندسة مدنية في جامعة "الفرات" بـ"الرقة" عام 2013.

هو شخص هادئ ملتزم، ومتفوق في دراسته، يسير بخطوات واثقة نحو تحقيق أحلامه، وطموحات كبيرة في اختصاص الهندسية المدنية بصورة فنية وأخلاقية، كما يسجل له بأنه عاشق لوطنه، ويتغنى بذلك في كافة المناسبات التي يشارك فيها خلال المهرجانات والمحافل التي يعبر من خلالها عن عمق انتمائه ومحبته لبلده، وقد عودنا على ذلك من خلال الرسالة الصباحية التي كان يلقيها علينا عندما كنا نجتمع مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء على مدى عدة سنوات، وكانت تتضمن الكثير من الأشعار والحكم والدعوات للتعاون والعمل بروح واحدة بما يتوافق مع المصلحة العامة

وبعد تخرجي توظفت في هيئة التخطيط الإقليمي في "دمشق"، حيث خضعت لعدة دورات تدريبية وتأهيلية في هيئة الاستشعار عن بعد تمهيداً لاختياري خبيراً في نظم المعلومات الجغرافية، كما عملت في عدة مديريات ضمن الهيئة منها مديرية المرصد الإقليمي، والمعلوماتية، والتخطيط والتعاون الدولي، بالإضافة إلى مهام أخرى في إدارة المرآب والمحروقات».

في أحد المواقع الإنشائية

ويتابع القول: «خلال تلك الفترة تابعت دراستي للحصول على شهادة الماجستير في جامعة "دمشق" بعد خضوعي لامتحان معياري، فتم قبولي على إثرها في أعلى اختصاص في الهندسة المدنية؛ وهو القسم الإنشائي، وكنت متفوقاً، وحصلت على الشهادة بدرجة امتياز.

في عام 2017 تقدمت بطلب الحصول على منحة عن طريق وزارة التعليم العالي لمتابعة دراسة الدكتوراه في "إيران"، وكنت أول المقبولين من حيث المعدل والعمر، فباشرت بتعلم اللغة الفارسية، وحصلت على المركز الأول في الامتحانات ما أتاح لي فرصة أكبر للتسجيل بجامعات متطورة، حيث تم قبولي في جامعة "طهران" التي تعدّ الجامعة الأولى في اختصاص الهندسة الإنشائية قسم المنشآت المعدنية».

المهندس علي الأحمد

وعن نوعية اختصاصه وظروف دراسته في الخارج يقول: «تعدُّ الهندسة الإنشائية الركيزة الأساسية في تطور البلدان وتقدمها حضارياً، وقد شهدت ازدهاراً كبيراً منذ قرون طويلة وصولاً إلى بناء ناطحات السحاب لاحقاً، كما أن المنشآت الفولاذية هي عبارة عن فن بناء جديد أبدى فعاليته في مقاومة الزلازل، والقدرة على التطاول في الأبنية، وهي أيضاً من أكثر الأنظمة تطوراً في مقاومة الزلازل في البلدان النشطة زلزالياً.

تشتمل دراستي للحصول على شهادة الدكتوراه خلال مدة عامين على كثير من المواد المتعلقة باختصاص الهندسة الإنشائية المعدنية، وأنا ما زلت في المرحلة الأولى من الدراسة، وخلال وجودي هناك أقوم كل فترة بزيارة ميدانية لمشاريع هندسية للتعرف على طرق إنشائها، وكل ما يتعلق بمثل هذه المشاريع الكبرى، ومنها مشروع أكبر مشفى في العاصمة "طهران" الذي أنجز مخططاته الدكتور المشرف على دراستي».

المهندس "علي الأحمد" عنه يقول: «"محمود السويف" رجل بكل المقاييس، يتقن فن عدم المبالاة في بعض الأمور، ومعطاء حتى في أصعب ظروفه، ويعمل على فعل الأشياء التي تجعلك وتجعل الآخرين يحبونه، كما يعرف عنه حرصه على مساعدة الجميع حتى من الجنسيات الأخرى، وخصوصاً في اختصاصه، فهو مبدع وعاشق للعلم وأساليب وطرق تدريسه.

يقوم بدور مهم في استقبال الوفود العلمية السورية، وتقديم كلّ الخدمات لهم، ومرافقتهم خلال جولاتهم، والتعريف بكل الأماكن التي شهدت تطوراً في مختلف المجالات، وهو يسعى لجمع أكبر معلومات في مجال اختصاصه لرغبته في إمكانية تنفيذها في "سورية"، وخاصة فيما يتعلق بالأبنية المعدنية.

ينحدر من أسرة عريقة، لها جذور عميقة في العلم، فوالده أحد الصيادلة المعروفين في "الرقة"، وأشقاؤه من أصحاب الشهادات العلمية المتقدمة».

المحامي "علي يوسف" عنه يقول: «هو شخص هادئ ملتزم، ومتفوق في دراسته، يسير بخطوات واثقة نحو تحقيق أحلامه، وطموحات كبيرة في اختصاص الهندسية المدنية بصورة فنية وأخلاقية، كما يسجل له بأنه عاشق لوطنه، ويتغنى بذلك في كافة المناسبات التي يشارك فيها خلال المهرجانات والمحافل التي يعبر من خلالها عن عمق انتمائه ومحبته لبلده، وقد عودنا على ذلك من خلال الرسالة الصباحية التي كان يلقيها علينا عندما كنا نجتمع مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء على مدى عدة سنوات، وكانت تتضمن الكثير من الأشعار والحكم والدعوات للتعاون والعمل بروح واحدة بما يتوافق مع المصلحة العامة».

يذكر أنّ المهندس "محمود السويف" من مواليد "الرقة" 1991.