عُرِف عنه إجادته اللغة الإنكليزية بشكل متميز ما سهل له فرض وجوده، ونجاحه في كل المواقع التي عمل بها حيث استطاع أن يترك أثراً طيباً، وبصمات لا تمحى نتيجة الأسلوب السلس الذي استخدمه في إيصال المعلومة بكل سهولة ويسر لمتلقيها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 9 آب 2020 تواصلت مع المدرس "مصطفى حميدي" ليحدثنا عن مسيرته الشخصية والتعليمية الطويلة حيث يقول: «انتقلت مع أسرتي إلى محافظة "الرقة" في بداية السبعينيات بحكم تعيين والدي في محطة ضخ النفط في قرية "العكيرشي" فدرست هناك، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية في عام 1985 انتسبت إلى كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية في جامعة "حلب"، وبعد تخرجي عملت قبل التحاقي بخدمة العلم معلماً وكيلاً لمادة التربية الرياضية في مدارس مدينة "الرقة" لعدة سنوات، ثم شاركت في مسابقة انتقاء مدرسين لمادة اللغة الإنكليزية، وبعد نجاحي عينت مدرساً في معهد إعداد المدرسين لبعض الوقت، ثم كلفت بعدها بالتدريس في أكثر من مدرسة.

عاشرته على مدى 35 عاماً كونه من أبناء جيلي، ومارسنا كرة اليد لفترة طويلة ضمن فرق نادي "الفرات"، وحققنا نتائج مميزة سواء على صعيد النادي، أو منتخبات المحافظة وأستطيع وصفه من خلال معرفتي به أنه كان شخصاً نبيلاً وخلوقاً جداً ومحباً ووفياً لأصدقائه، يحترم الجميع ويحرص على مساعدة زملائه، وحتى خلال الدورات التي كان يقوم بها كان لا يتقاضى من الرياضيين أي مبالغ مالية حيث كان يقدر أوضاعهم المعيشية، كما كان من اللاعبين المتميزين بكرة اليد على مستوى النادي والمحافظة لعباً وخلقاً

وبعد اندلاع الأحداث في "الرقة" سافرت مع أسرتي إلى "دمشق"، وعينت في مدرسة "بور سعيد" لحين تقاعدي».

المدرس هشام النجم

وعن الأعمال التي شارك فيها يقول: «أثناء فترة عملي بالتدريس شاركت في العديد من ورشات العمل بإشراف خبراء أجانب، و تركزت حول طرائق التدريس وتطوير المناهج واستفدت من ذلك كثيراً، وشاركت كمترجم في ورشة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP"، كما عملت أيضاً مترجماً بين سفراء بعض الدول والوفود الرسمية التي كانت تزور مدينة "الرقة" والرسميين في المدينة، و من سفراء تلك الدول أذكر "الهند"، "كندا"، "اليونان"، "هولندا"، "اليابان" خلال الفترة بين عامي 2005 و2009.

وخلال وجودي في "دمشق" عملت في الجامعة العربية الدولية "AIU"، وكذلك في معهد "Newhorizons" لتعليم اللغات».

أما نشاطاته الأخرى فقال عنها: «كان لي اهتمام كبير بالرياضة منذ صغري حيث بدأت بممارسة كرة السلة أولاً في نادي "الفرات"، ثم تحولت إلى كرة اليد اللعبة الأكثر شعبية بـ"الرقة" التي تحظى بمحبة ومتابعة الكثير من الجماهير الرياضية، وبدأت عام 1979 بالتدرب مع فريق نادي "الفرات" بإشراف المدرب القدير "هاني أبو الهدى" الذي علمنا المبادئ الصحيحة للعبة والالتزام والاحترام داخل الملعب، وخلال تلك الفترة نجحنا بتحقيق نتائج مميزة سواء بفريق الناشئين الذي حل ثالثاً على مستوى دوري الدرجة الأولى، كما كنت ضمن فريق منتخب محافظة "الرقة" للفئة نفسها الذي فاز بالمركز الأول في البطولة التي جرت في عام 1983 في "الرقة" بعد فوزنا بالمباراة النهائية على "حماة" بضربات الجزاء بعد التمديد مرتين، وكانت من المباريات المثيرة التي ما زالت ذكراها ماثلة في الأذهان كونها المرة الأولى في تاريخ كرة اليد السورية التي يتم فيها اللجوء لضربات الجزاء لحسم نتيجة مباراة.

ومن الذكريات التي لا أنساها في تلك الفترة اهتمامي، وشغفي الكبير بمتابعة الأخبار والنشاطات الرياضية عبر الصحف الرياضية والمجلات حيث كنت أنفق معظم مصروفي على شراء واقتناء المطبوعات الرياضية لمتابعة أخبار الرياضة والنجوم والأبطال الرياضيين».

"هشام النجم" مدرس عنه يقول: «"مصطفى حميدي" من المدرسين المميزين في اختصاصه فقد تخرج على يده عدد كبير من الطلاب من مدارس ومعاهد محافظة "الرقة" وكان الجميع يتشوقون لدروسه لحرصه على أن يستفيد الجميع من كل كلمة ينطقها، ولا يتململ من التكرار حتى يشعر أن الجميع قد استوعب، وفهم كل ما كان يقدمه بأسلوب جميل ومحبب يصل بسهولة ويسر إلى مسامع تلاميذه الذين يشهدون له بالجدية، والعطاء وتجاوز كل الهفوات التي كانت تصدر من قبل بعض الطلاب أثناء الدروس، كما كان لطيفاً في تعامله مع زملائه ويحظى باحترام الجميع، وكان متميزاً في إتقان اللغة، ويظهر ذلك واضحاً أثناء الترجمة للشخصيات الأجنبية التي كانت تزور المحافظة حتى تشعر من خلال طلاقته وتمكنه بالحديث إنه رجل إنكليزي».

"علي الموح" لاعب نادي "الفرات" سابقاً بكرة اليد عنه يقول: «عاشرته على مدى 35 عاماً كونه من أبناء جيلي، ومارسنا كرة اليد لفترة طويلة ضمن فرق نادي "الفرات"، وحققنا نتائج مميزة سواء على صعيد النادي، أو منتخبات المحافظة وأستطيع وصفه من خلال معرفتي به أنه كان شخصاً نبيلاً وخلوقاً جداً ومحباً ووفياً لأصدقائه، يحترم الجميع ويحرص على مساعدة زملائه، وحتى خلال الدورات التي كان يقوم بها كان لا يتقاضى من الرياضيين أي مبالغ مالية حيث كان يقدر أوضاعهم المعيشية، كما كان من اللاعبين المتميزين بكرة اليد على مستوى النادي والمحافظة لعباً وخلقاً».

يشار إلى أنّ المدرس "مصطفى حميدي" من مواليد "عفرين" عام 1967.