كان رجلاً مشهوداً له بالسيرة المميزة بين شيوخ العشائر في "الرقة"، عاش حياةً عنوانها الشجاعة والصدق والكرم وإغاثة الملهوف، والانتصار للحق مهما كان الثمن، والتواضع دون تصنّع أو ادعاء، أصيل في الطباع والمعاشرة وغني في الوفاء، كما امتلك الحلم والحكمة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 نيسان 2020 تواصلت مع "خالد الخمري" أحد أبناء قبيلة "الولدة" التي ينتمي لها الشيخ الراحل "حسن الإبراهيم" ليحدثنا عن سيرته الشخصية، وعنه يقول: «لقد ترعرع في كنف عائلة تتميز بالشهامة والكرامة، ومنذ يفاعته كان يختلف عن أبناء جيله من خلال تكوين شخصيته الجادة والصارمة، كما عرف بمواقفه الجريئة ونبله وعاش في زمن غير زمنه ومجتمع لا يشبهه، لذلك كان يحرص على التحكيم في الخصومات ومتابعة الصراعات التي كانت تدور بين العشائر من حوله، ونظراً لتعدد سجاياه وصفاته أطلق عليه أكثر من لقب، ومنها الحوت، وسبع البرية، وخلّف من الأبناء عشرة شباب وبرحيله أحدث فراغاً كبيراً، وسوف تبقى سيرته على ألسنة الأجيال، ولن تهدأ عن ذكر مناقبه».

لقد ترعرع في كنف عائلة تتميز بالشهامة والكرامة، ومنذ يفاعته كان يختلف عن أبناء جيله من خلال تكوين شخصيته الجادة والصارمة، كما عرف بمواقفه الجريئة ونبله وعاش في زمن غير زمنه ومجتمع لا يشبهه، لذلك كان يحرص على التحكيم في الخصومات ومتابعة الصراعات التي كانت تدور بين العشائر من حوله، ونظراً لتعدد سجاياه وصفاته أطلق عليه أكثر من لقب، ومنها الحوت، وسبع البرية، وخلّف من الأبناء عشرة شباب وبرحيله أحدث فراغاً كبيراً، وسوف تبقى سيرته على ألسنة الأجيال، ولن تهدأ عن ذكر مناقبه

ويتابع: «كما تميز بكرمه اللا محدود وانتشرت شهرته على نطاق واسع ووصلت إلى خارج القطر، وأذكر أنه في إحدى المناسبات وخلال استضافة مدينة "الرقة" لمهرجان فعالية "العجيلي" للرواية العربية دعا جميع الوفود الثقافية المشاركة إلى قريته التي تبعد عن مركز مدينة "الرقة" حوالي 50 كم، وأقام لهم وليمة كبرى أبهرت الجميع وأصبحت حديث المشاركين من الدول العربية، وخلال متابعتي لبعض فعاليات المهرجان تقدم مني أحد الأدباء المصريين عندما علم بوجود صلة قرابه تربطني مع الشيخ "حسن"، وقبلني على وجنتي تعبيراً عما شاهده من حفاوة وتكريم، وقال لي كرمكم هو تعبير حقيقي عن الكرم العربي الأصيل الذي كنا نسمع به وتتحدث عنه الروايات والكتب».

خالد الخمري

"جمال النحيطر" أحد أبناء منطقته عنه يقول: «الشيخ "حسن الإبراهيم" رجل جمع كل الصفات الجميلة بشخصه فهو امتلك من المال الكثير والجاه والمآثر الحسنة والوفاء لكل من كان يعمل معه، وأذكر أنه في عام 1973 كانت هناك عائلة مؤلفة من عدة أفراد تعمل عنده ، وخلال وجودها عنده التحق الأب بالخدمة الإلزامية، واستشهد في "حرب تشرين التحريرية" فأقام له الواجب الاجتماعي وبعد الانتهاء منه خير زوجته بين العودة لأهلها مع أطفالها أو الاستمرار في عملهم مع تكفله بتأمين كافة مصاريفهم ومعاملتهم كأولاده، وعندما اختارت والدتهم البقاء تابع اهتمامه بهم كي لا يشعرهم بفقدان والدهم لكنه لاحظ بتغير معاملة زوجته لتلك العائلة بعض الشيء، فما كان منه إلا أن طلب من زوجته أن تذهب لأهلها وهددها بطردها من البيت إلى غير رجعة في حال استمرارها بتلك الحالة التزاماً منه بالوفاء، وعدم نسيان خدمات والدهم الذي كان يعمل عنده، وهناك قصص كثيرة في حياة هذا الرجل وجميعها تؤكد نبله وأخلاقه العالية».

ويضيف بالقول: «إنه برحيله خسرت عشيرته رجلاً كبيراً، وقد ألّف عنه عدد من الشعراء الكثير من القصائد، ومن إحداها نختار لكم الأبيات التالية:

الشاعر جرير المبروك

بعض الرجال نراح ما هو فجيده

تبكي على حاله دقايق وتنساه

وبعض الرجال نراح منه يعيده

ما جابت بطون النساوين شرواه

حي الرجال اللي لهـم فعـل بالطيـب

أهل الكرم والطيب وأهل الشهامة

اللي تخاف الله وتـدرى مـن العيـب

وتدرى من الزلة وتـدرى الملامـة

مثـل الصقـور معكـفـات المخالـيـب

دايــم تعـلـى فــوق روس العـدامـة

لا جوهـم الضيفـان يلقـون ترحيـب

ولضيـوفـهـم يـقـدمــون الـكـرامــة

نعم الرجال اللي تعـرف المواجيـب

يلقـى المـعـزة ضيفـهـم واحتـرامـه

لا جاهم المحتاج خالي من الجيـب

يدعـي لهـم مـن طيبهـم بالسـلامـة

في قربهم تبرى الجروح المعاطيب

وفي شورهـم مـا تغتشيـك الندامـة

خـذوا مـن الدنيـا دروس وتجاريـب

مجنـيـن اهــل الــرداء والـرخـامـة».

الشاعر "جرير المبروك" عنه يقول: «رغم أن الشيخ الراحل "حسن الإبراهيم" ولد في قرية تقع على ضفاف نهر "الفرات" تدعى "أبو هريرة" على الضفة اليمنى للنهر ذات الطبيعة الريفية والجو الهادئ المستقر، لكن في طفولته تفتحت عيناه على حدث قاس، وهو الحرابة بين قبيلتي "الولدة"، و"الفدعان" والتي سميت بـ"الذبحة"، حيث قتل فيها أشجع أعمامه في تلك الحرب، ما أثر في تكوين شخصيته التي اتسمت بالصرامة، كذلك عرف بمواقفه الجادة والرجولية ووطنيته، وتجلى ذلك في مواقف كثيرة، وكان يرفض مناداته بالشيخ لأنّ الألقاب برأيه لا تصنع الرجال، كما كان يتفاعل في تعامله مع الكبير والصغير على حد سواء، ومن محبي العلم لذلك علّم أولاده، وكانت له مكانة وتقدير كبيرين لدى الجهات الرسمية في الدولة السورية».

يشار إلى أنّ الشيخ "حسن الإبراهيم" من مواليد قرية "أبو هريرة" في ريف "الرقة" الجنوبي عام 1934، توفي عام 2008 إثر حادث سير على طريق "الرقة - دير الزور" عندما كان عائداً من القيام بواجب اجتماعي.