من خلال تواجده في ميدان كرة القدم لفترة طويلة نجح بإثبات نفسه في مختلف مواقعها، وساهم من خلال دوره القيادي بتحقيق الكثير من البصمات التي تمثلت بالمنافسة على تأهل ناديه لدرجات أعلى، وتكرر ذلك في أكثر من لعبة رياضية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 18 كانون الثاني 2020، تواصلت مع الرياضي "عبد اللطيف حبيب" ليروي لنا مسيرته الرياضية حيث يقول: «انطلاقة ممارستي للرياضة كانت عام 1974 ضمن المدرسة، واخترت كرة القدم لأنها اللعبة الشعبية التي تستحوذ على كل اهتمامات المتابعين، وكنا نشارك في بطولات المدارس التي كانت تجري على مستوى المحافظة، وبالوقت نفسه انتسبت لفريق "الأهلي" الرياضي أحد أقدم فرق الأحياء الشعبية بـ"الرقة" الذي كان يضم مجموعة من أبرز لاعبي المحافظة في تلك الفترة ومنهم "سامي اسماعيل"، "وليد وأسامة النوري"، "حسين هلال"، "مروان عويد"، "مكرديج نظاريان"، "كوكو"، "عبدالله خوام"، "معاوية الحافظ"، و"مصطفى الحبيب" وغيرهم، وكان يشرف على تدريب الفريق الكابتن "سمير اسماعيل" حارس منتخب "سورية"، ونظراً لضعف أندية "الرقة" في تلك المرحلة كونها كانت مصنفة بالدرجة الثالثة حيث انعكس ذلك على محدودية نشاطاتها التي كانت قليلةً نوعاً ما، اللاعبون ينضمون لفرق الأحياء الشعبية لتعويض نقص عدد المباريات من خلال إقامة بطولات مستمرة لتلك الفرق بشكل دوري خلال المناسبات المختلفة، وكانت تلك البطولات تشهد منافسة بين الفرق ويتابعها جمهور كبير، كذلك كان يزور المحافظة عدد من فرق الأحياء الشعبية البارزة سواء من "دير الزور"، أو من "حلب" للعب مع فرق "الرقة"، وبعد توقف نشاطات فريق "الأهلي" تابعت اللعب مع فريق "الاسماعيلي" الذي كان من الفرق المميزة بالمحافظة، وبعدها انتسبت إلى نادي "الشباب" مع مجموعة كبيرة من أفراد الفريق، وشاركت معه بكافة الفئات لفترة من الزمن حيث شاركنا بدوري أبطال المحافظات أكثر من مرة، لكن لم يحالفنا الحظ بالصعود للدرجة الثانية لعدم توفر كثير من المستلزمات التي تتطلبها اللعبة التي كانت تشكو كثيراً من غياب الاهتمام بها من معظم القيادات الرياضية سواء من إدارات الأندية أو اللجان التنفيذية المتعاقبة.

عاصرته خلال عمله الطويل في مختلف مجالات الرياضة، كان عنواناً للتميز والتألق لاعباً وإدارياً، متفانٍ بعمله ينجزه باحترافية وإتقان، إضافة إلى ذلك كان مثالياً بحب وطنه وأبناء بلده ويؤثرهم على نفسه، وكذلك كان له اليد الطولى في المساهمة بالكثير من الإنجازات الرياضية وخاصة مع نادي "الشباب" الرياضي

ولم تقتصر ممارستي للرياضة على كرة القدم بل مارست ألعاب القوى، وشاركت في كثير من البطولات وأحرزت مراكز متقدمة في أكثر من بطولة على مستوى القطر لفئة الناشئين في مسابقة القفز الطويل، كما شاركت مع منتخب "الرقة" لألعاب القوى في أكثر من بطولة مركزية».

"علي الحمادة" عضو إدارة نادي الشباب الرياضي

ويضيف بالقول: «بعد أن توقف نشاطي كلاعب بعد فترة استمرت حوالي 15 عاماً، انتقلت إلى مجال التحكيم واستمريت بهذه المهنة لفترة من الزمن، ثم أكملت مسيرتي في ميدان الإدارة لسنوات عديدة كانت بدايتها باللجنة الفنية المشتركة المشرفة على عدة ألعاب، ثم كلفت بالعمل في اللجنة الفنية لكرة القدم التي كانت تشرف على كافة نشاطات اللعبة بأندية المحافظة.

وكلفت أكثر من مرة بعضوية إدارة نادي "الشباب" حيث حققنا الكثير من النجاحات من خلال وجودنا الفعال ومتابعتنا المستمرة لأوضاع فرق النادي وتأمين مستلزماتها من كافة الجوانب حيث نجح فريق كرة القدم بتصدر مجموعته في دوري الدرجة الثانية أكثر من موسم، وتأهلنا للأدوار النهائية للصعود لدوري المحترفين وقدم الفريق أداء طيباً ونتائج جيدة قياساً بالإمكانيات المتوافرة، كما حقق الفريق نتائج رائعة في مسابقة كأس الجمهورية وفاز على عدد من أندية الدرجة الأولى.

"فهد الحسين" مدير المعهد الرياضي سابقاً

أما فريق كرة السلة فقد حقق نتائج متميزة في دوري الدرجة الثانية ونافس على التأهل للدرجة الأولى في المباراة الفاصلة مع نادي "الطليعة"، لكن الحظ لم يكن وقتها إلى جانبه عندما أضاع فرصة ثمينة لحسم نتيجة المباراة بالثواني الأخيرة.

وفي كرة اليد عملت إدارياً مع الفريق الذي كان يدربه المدرب الراحل "ياسين حمزة" حيث حقق الفريق نتائج جيدة في مباربات الدوري العام، وبشكل عام تعتبر الفترة التي عملت فيها إدارياً لعدد من فرق النادي لمختلف الفئات فترة ازدهار وتطور مشهود لها في تاريخ نادي "الشباب" منذ تأسيسه».

من الأرشيف "عبد اللطيف حبيب" لاعباً في منتخب "الرقة"

"فهد الحسين" مدير المعهد الرياضي في "الرقة" سابقاً عنه يقول: «"عبد اللطيف حبيب" يعتبر من الصف الثاني لجيل الرواد الذين تعبوا وضحوا كثيراً في تأسيس أرضية قوية لعدد من الألعاب الرياضية وكانوا خير خلف لخير سلف، ويشهد له الجميع بأخلاقه العالية ومحبته الكبيرة للنادي وتفانيه في متابعة وخدمة ألعابه رغم ظروف النادي الصعبة من النواحي المادية وسوء أرضية الملاعب وعدم توفر معظم المستلزمات.

ورغم كل تلك الظروف الصعبة لم يترك النادي، وكانت له نظرة ثاقبة وصحيحة في إيجاد الحلول المناسبة لكل ما يعترض عملنا من معوقات، وكان مرجعاً لنا في كل الظروف حيث عمل معنا إدارياً بكرة السلة وكان مكسباً كبيراً للعبة بشكل عام من خلال محبة الجميع له».

"علي الحمادة" عضو إدارة نادي "الشباب" عنه يقول: «عاصرته خلال عمله الطويل في مختلف مجالات الرياضة، كان عنواناً للتميز والتألق لاعباً وإدارياً، متفانٍ بعمله ينجزه باحترافية وإتقان، إضافة إلى ذلك كان مثالياً بحب وطنه وأبناء بلده ويؤثرهم على نفسه، وكذلك كان له اليد الطولى في المساهمة بالكثير من الإنجازات الرياضية وخاصة مع نادي "الشباب" الرياضي».

يشار إلى أنّ "عبد اللطيف حبيب" من مواليد "الرقة" عام 1961، وهو حالياً يشغل مهمة أمين فرع طلائع "الرقة".