برز في أكثر من ميدان من ميادين الرياضة، وسجل إنجازاً غير مسبوق لأبناء مدينته، وحقق في عمله الخاص نجاحاً لافتاً، ولقيت موهبته في الشعر قبولاً واسعاً لجمال وصفه ودقة تعبيره.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 17 تشرين الثاني 2019، تواصلت مع "حسين النهار" ليحدثنا عن سيرته الشخصية حيث يقول: «درست المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدرسة "الرشيد"، ثم التحقت بدار المعلمين في مدينة "حمص" عام 1970، وبعد التخرج عدت لـ"الرقة" وعينت مدرساً لمادة التربية الرياضية في ثانوية "عمار بن ياسر" لعدة سنوات، ثمّ تركت مهنة التدريس بعد أن استقلت من التعليم وتفرغت للعمل الخاص».

درست المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدرسة "الرشيد"، ثم التحقت بدار المعلمين في مدينة "حمص" عام 1970، وبعد التخرج عدت لـ"الرقة" وعينت مدرساً لمادة التربية الرياضية في ثانوية "عمار بن ياسر" لعدة سنوات، ثمّ تركت مهنة التدريس بعد أن استقلت من التعليم وتفرغت للعمل الخاص

وعن نشاطه الرياضي يقول: «بدأ ذلك مبكراً، ومنذ المرحلة الابتدائية، حيث كنت مميزاً في سباقات الجري، وظهر ذلك جلياً خلال بطولات المدارس، ثم انتسبت لنادي "النهضة" سابقاً، "الشباب" حالياً، ومارست فيه عدة ألعاب منها كرة السلة واليد وألعاب القوى، وشاركت مع النادي بكلّ المباريات في البطولات والدوري العام، وبعد انتقالي إلى مدينة "حمص" لإكمال دراستي في دار المعلمين هناك تابعت نشاطي مع رفيق الدرب اللاعب الدولي بكرة اليد "محمود عبد الكريم"، وقد كلفت في تلك الفترة بالإشراف على النشاط الرياضي بدار المعلمين، وانتسبت لنادي "الوثبة"، وتابعت تدريباتي فيه، ونظراً لتوفر الأجواء المساعدة تطور مستواي بشكل كبير، وبرزت في رياضة ألعاب القوى وتحديداً في مسابقة القفز العالي، ونجحت بتسجيل رقم جديد، وحطّمت الرقم السابق الذي كان 160 سم، وقفزت 190 سم خلال بطولة الجمهورية بألعاب القوى في عام 1971، وبذلك كنت أول لاعب رقاوي يحرز بطولة الجمهورية رغم أنّ المشاركة كانت باسم محافظة "حمص" التي وفرت لي كل إمكانية التفوق الرياضي، وقد ترك هذا التفوق صدىً طيباً وتحدثت عنه بعض الصحف الرياضية بشكل واسع».

أثناء تكريمه في إحدى المناسبات

ويتابع حديثه بالقول: «في عام 1978 اخترت العمل الخاص كمقاول، وتفرغت له بشكل كامل بعد أن ابتعدت عن الرياضة ومهنة التدريس، وانتسبت إلى نقابة المقاولين في محافظة "حلب" لعدم وجود فرع لها بـ"الرقة"، وكان أول مشاريعي تنفيذ أعمال معمل السكر بإشراف المهندس "عبد العظيم العجيلي"، ثم توالت الأعمال التي شاركت بتنفيذها، ومنها العديد من المباني الحكومية، وكان آخرها ملحق القصر العدلي، وأخيراً تفرغت للإشراف على المحلات التجارية ومغسل السيارات ومحطة المحروقات التي قمت بإشادتها قبل بدء الحرب على البلاد. وبعد ما جرى على "الرقة" من اعتداء من قبل العصابات المسلحة اضطررت للنزوح منها، واللجوء والاستقرار في مدينة "اللاذقية"».

وعن نشاطه الأدبي بالفترة الاخيرة يقول: «بعد رحيلي عن "الرقة"، وابتعادي عن ممارسة أعمالي المعتادة أصبح لدي وقت فراغ كبير، وأحببت أن أستفيد منه في المطالعة وقراءة الكتب الأدبية، إضافة إلى متابعة كلّ النشاطات والأمسيات الأدبية التي كان يقيمها اتحاد كتاب العرب والمركز الثقافي والجمعيات الأدبية، ولكوني أمتلك موهبة إلقاء الشعر بدأت بالمشاركة في هذه النشاطات، وأنجزت أربعة دواوين وهي تنتظر الطباعة».

المدرس عبد اللطيف المطر

المدرس "عبد اللطيف المطر" عنه يقول: «"حسين النهار" صوت شعري فراتي البوح واللهجة والهم، ودائماً كان الهم الوطني والتغني بالوطن حاضراً بأشعاره، وقد استغل وجوده في مدينة "اللاذقية" التي تتميز بكثرة منتدياتها وصالوناتها الثقافية التي كانت تشهد نشاطات مستمرة لمجموعات ثقافية مستقلة لا صفة رسمية لها، بل كانت مبادرات من أدباء وكتاب مهتمين بالشأن الثقافي والأدبي خاصة، فكان له حضور لافت للنظر من خلال شعره الفراتي السهل الفهم من المتلقي كونه باللهجة الفراتية الرقّية، الأمر الذي شجع معظم المنتديات على توجيه الدعوة له للمشاركة بأصبوحات شعرية خلال نشاطاتهم المعتادة».

"محمود عبد الكريم" اللاعب الدولي السابق بكرة اليد عنه يقول: «هو رفيق المسيرة الرياضية والدراسية لفترة طويلة، ويعدُّ أوّل بطل من أبناء "الرقة" بالوثب العالي على مستوى الجمهورية، وقد عشت معه أيام الشباب خلال دراستنا بدار المعلمين بـ"حمص" في السبعينيات من القرن الماضي، وتقاسمنا لقمة العيش بغرفة سكن واحدة، أثبت جدارته بلعبة كرة السلة بنادي "الشباب"، كما مارس كرة اليد، وكان أفضل معدٍّ لي خلال بطولات "حمص" المدرسية، وخلال تلك الفترة حقق ضمن منتخب "حمص" المدرسي بطولة الجمهورية بسباقات التتابع 100م و200م و400 م، واللافت في مسيرة حياته أنّه لم يكن له طموح ورغبة بالاستمرار في سلك التعليم، بل كان طموحه أن يكون مقاولاً للبناء لذلك اجتهد في مهنته الجديدة، وأصبح من الرجال البارزين في هذا المجال».

يشار إلى أنّ "حسين النهار" من مواليد مدينة "الرقة" العام 1952.