لم تسمح لهُ الظروفُ بإكمالِ تعليمهِ كما يرغب، لكنهُ عوّضَ ذلك بتميّزه في الشعرِ والتصويرِ وكرةِ القدم، كما أجادَ الغناءَ وتصاميم الفيديوهات وإدارةَ الحوار مع الشخصيات الأدبية، وفي عمله الخاص نجح في امتلاك التحف والانتيكات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 أيلول 2019 مع "خليل حمادة" ليحدثنا عن سيرته الشخصية والأدبية حيث قال: «ولادتي كانت في قرية "كفيفة" في ريف "الرقة" الشمالي، لكنني انتقلت مع عائلتي إلى مركز مدينة "الرقة" لمتابعة دراستي، ورغم تفوقي وتميزي في الموضوعات الأدبية، لم أستطع إكمال تعليمي لظروف صعبة فاضطررت للعودة رفقة أسرتي إلى مسقط رأسي في القرية، حيث تحملت أعباء العمل في أرضنا الزراعية التي كنا نعتمد عليها في معيشتنا، وهكذا توقفت أحلامي الدراسية عند هذا الحد، لكن اهتماماتي وميولي الأدبية لم تتوقف، خاصة أنّني كسبت من خلال تنقلي في عدة أماكن ما بين المدينة والريف الكثير من المعارف والأحداث التي كنت أختزنها في ذاكرتي، وفيها من الأحلام والرؤى الجميلة التي كنت أسعى إلى تحقيقها.

خلال وجودي في "بيروت"، شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والشعرية، وتمّ تكريمي فيها أكثر من مرة بحضور بعض الوزراء اللبنانيين

بدأت بتدوين أوّل مجموعة قصصية بعنوان "حرامي البيض" التي رصدت بعض الصور من واقع الحياة وأصبحت جاهزة للطبع، وهي مجموعة من القصص الأخرى التي تتناول العديد من صورة الحياة الواقعية التي مرت بنا، واستخدمت في هذه القصص الكثير من عبارات اللهجة المحلية لتكون سهلة الفهم لأبناء بلدتي "الرقة" وريفها.

الأديب محمود أبو الواثق

ولي أيضاً نشاطٌ آخر في مجال الشعر حيث قمت بتأليف حوالي 50 قصيدةً من الشعر الشعبي والنثر، وقمت بتسجيل وتصوير هذه القصائد بصوتي، وتمّ توزيعها ضمن فيديوهات، ونشرها في كثير من المنتديات الأدبية وفي مناسبات كثيرة، وفي هذا الجانب كتبت الكثير من القصائد التي غناها مطربو "الرقة"، ومنهم "ملك اليتيم" و"علي الجابر" والملحن "قيصر أبو زر" الذي غنى قصيدة عن الأم وعدة مواويل».

ويضيف بالقول: «خلال وجودي في "بيروت"، شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والشعرية، وتمّ تكريمي فيها أكثر من مرة بحضور بعض الوزراء اللبنانيين».

أثناء تسجيل إحدى الأغنيات

وعن الهوايات الأخرى التي يتمتع وينشط بها يقول: «أنا من عشاق كرة القدم، ولدي تجارب كهواية مع بعض الأندية في "الرقة"، والفرق الشعبية، وكذلك لدي خبرة كبيرة في المونتاج، حيث أقوم بإعداد المقاطع من الأغاني والقصائد الشعرية، وتوزيعها على المنتديات الأدبية التي لي أيضاً فيها مشاركات كبيرة حيث أعمل مشرفاً في منتدى "عرج النجيل"، ومنتدى "نعناع السواجي"، ومسؤول في مجموعة "فرات وفيروز" على الانترنت، وأشارك في إعداد برامح الحوارات المباشرة مع أغلب فناني "الرقة".

وأمتلك موهبة الغناء، وكثيراً ما كنت أقوم بذلك من خلال القصائد التي كنت أكتبها، كما أعمل في تصميم ومونتاج الفيديوهات والتصوير الفوتوغرافي، ولدي نشاط في مجال الأنتيكات والتحف كوني أمتلك خبرة جيدة في هذه الأمور، وأملك محلاً للبيع لها في "بيروت"».

الشاعر الشعبي خليل الملاوي

الأديب "محمود أبو الواثق" عنه يقول: «يمتلك جرأة تمكنه من الولوج في المحافل الادبية ليبدي رأيه أو يقول ما يجول بخاطره، وكانت كلماته وأفكاره تلقى إعجاباً من مجالسيه، وأول دخول له في عالم الميديا من خلال قصائد ونصوص نثرية لشعراء وأدباء يسجلها بصوته؛ ترافقه بها معزوفات يختارها، ومنها قصيدتي "يا رقة الحب"، حيث سجلها وألقاها، وكان عملاً رائعاً، ثمّ أتبعها بأخرى، حققت نجاحاً مماثلاً، ومن ثم سجل لشعراء وأدباء آخرين، وهكذا استمر في هذا المجال، فحقق نجاحاً باهراً، دخل من خلاله عالم الأدب، وقد كتب العديد من الفنون الفراتية مثل الموليا والأبوذية والنايل والدارمي، وبدا أنه قادر على التعلم بمهارة كبيرة.

هو شاب متواضع لا يخجل من طلب العلم، عصامي طموح تعرض في تجربته للعديد من المصاعب والعقبات والتحديات، حاول بعض المحبطين أن يضعوا بينه وبين داعميه العديد من الفتن لكنه تجاوزها، وما زال يمضي في طريق النجاح».

الشاعر الشعبي "خليل الملاوي" عنه يقول: «تعرفت على "خليل حمادة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي في منتدى "نعناع السواجي"، حيث يكتب بشغف القصة القصيرة، والشعر، والأغاني، ومتواصل مع الجميع نشاطه منقطع النظير، وأسال نفسي دائماً هل ينام هذا الرجل؟.

منذ عامين فقط أصبح كل شعراء وأدباء "الرقة" يعرفونه من خلال تواصله، وسمعت له العديد من القصائد في حب الأرض والوطن و"الفرات" و"الرقة"، ومسقط رأسه قرية "كفيفة"، لا بل تعدى ذلك حتى وصلت شهرته إلى "لبنان"، ونال جوائز عديدة في مشاركات متفرقة في مجال القصة والشعر، وعمل على إنشاء مجموعة في الفيسبوك سماها "عرج النجيل" أغلب أعضائها من أبناء وبنات "الرقة"؛ ينشر فيها كل نتاجه، إضافة لنشره المتواصل في المجموعات الأخرى».

يشار إلى أنّ "خليل حمادة" هو من مواليد قرية "كفيفة" في ريف "الرقة" الشمالي 1976.