«فرضت آلة الباغلما نفسها عليّ بحكم كونها الأكثر انتشاراً في بلدنا، وهذا دفعني باتجاهها قبل أية آلة أخرى، وكان ذلك سنة 1993 وكنت حينها في سن السابعة عشرة، لكن ذلك كان في البداية فقط، لأنني بعد أن خضت فيها أشواطاً طويلة ازداد تعلقي بها».

هذا ما أوضحه العازف "أحمد دالي" لافتاً إلى أنه رغم تلك الأشواط والخوض في غمار الموسيقا ما زال يحمل اعتقاداً راسخاً بأن الموسيقا علم لا ينتهي، وأن الموسيقي مهما كبر فلن يبلغ الموسيقا، كالفيلسوف الذي مهما كبر لن يبلغ الفلسفة، ومن هنا لا يعتقد أنه يستطيع قول كل ما يريده على هذه الآلة، خاصة أنه ما زال يعتبر نفسه هاوياً رغم جهوده التي بذلها لهوايته بشكل يفوق كثيراً تلك التي بذلها في سبيل دراسته الجامعية كمحامي.

يبقى للفنان "محمد عبد الكريم" البصمة الأكبر على عزف أكثر عازفي هذه الآلة، ولا يقتصر ذلك التأثير على نوعية الأداء وإنما على روحية العزف إن صح التعبير، ومن الصعب على أي عازف للبزق أن يمر على عزف أمير البزق وألحانه سواء للأغاني أو للمقطوعات الموسيقية إلا ويكتسب شيئاً من ذاك الجمال الآسر في العزف

وأثناء مشواره في دراسة الموسيقا تعرض "أحمد دالي" للكثير من العازفين المهرة على آلة "البزق" وشقيقاتها، بحيث أنه لم يكتف بقدوة واحدة له، بل اهتم بجوانب مختلفة من مهارات العزف لدى العديد من العازفين، وهم "عارف صاغ" من تركيا، "شيار آغري" من سورية، وأمير البزق "محمد عبد الكريم" ويعتبر "دالي" أنه رغم تأثره بجميع أولئك العازفين إلا أن تأثره الأكبر هو بالأمير ويقول في ذلك: «يبقى للفنان "محمد عبد الكريم" البصمة الأكبر على عزف أكثر عازفي هذه الآلة، ولا يقتصر ذلك التأثير على نوعية الأداء وإنما على روحية العزف إن صح التعبير، ومن الصعب على أي عازف للبزق أن يمر على عزف أمير البزق وألحانه سواء للأغاني أو للمقطوعات الموسيقية إلا ويكتسب شيئاً من ذاك الجمال الآسر في العزف».

الفنان أحمد الدالي

للعازف "دالي" مجموعة مشاركات كعازف صولو وذلك في عدد من مهرجانات الشبيبة في دمشق عام 2002 وفي دير الزور عام 2003، حيث نال المرتبة الأولى في المهرجانين، كما قدم مجموعة حفلات في المركز الثقافي العربي في الرقة وريفها، إضافة إلى الأمسيات الموسيقية في عدة محافظات ضمن سورية، إضافة لذلك فإنه يملك في رصيده مجموعة معزوفات حية في عروض مسرحية شاركت ضمن مهرجان المسرح في الرقة وطرطوس.

أسس "دالي" فرقة "سازكار" منذ عام 2006 بتشجيع من مديرية الثقافة بالرقة لتمثل المحافظة في نشاطات سورية الداخلية والخارجية، وهي فرقة مؤلفة من تسعة موسيقيين بين عازفين ومغنين، تقدم موسيقا وغناء بلغات عدة، وسبق لها أن قدمت نشاطين في مديرية الثقافة بالرقة، إضافة إلى مشاركتها بمهرجان الرقة المسرحي، ويقول الدالي عن اختلاف نوعية تلك المشاركات على صعيد النمط الموسيقي المقدم وعلى مستوى اللقاء مع الجمهور: «إن اللقاء مع الجمهور يختلف في الأمسيات الموسيقية عن تقديم لوحات غنائية ضمن فرقة مسرحية، ففي الأمسية أنت سيد نفسك وتختار ما تشاؤه، أما في المسرح فتكون جزءاً من العمل ككل، وهذا له انعكاسه الكبير على النمط الموسيقي المقدم، ففي الأمسيات الموسيقية نستطيع تقديم مختلف أنواع المقطوعات، أما على المسرح فنحن محكومون بأبعاد درامية على الموسيقا تحقيقها ضمن سياق العرض المسرحي، وأحياناً يكون للموسيقا دور درامي هام، بحيث لا يمكن التخلي عنها، وهذا طبعاً يختلف باختلاف العرض».

مع العازف عارف علوش

لا تقتصر موهبة "دالي" على العزف بل إن له أربع قطع موسيقية إضافة إلى اثني عشر لحناً وضعها لكلمات باللغة الكردية وهي منتشرة في منطقة الجزيرة السورية.

أما عن رأيه بملتقى البزق الأول الذي احتضنه دار الأسد للثقافة والفنون فيعتبره شهادة تعريف بآلة البزق يعرِّف الناس على هذه العائلة من الآلات، وسيقدم خدمة كبيرة لهذه الآلة، كما عرف الملتقى بالدرجة الأولى العازفين على بعضهم، رغم كونهم قد سمعوا عن بعض في أوقات سابقة.

عزف ثنائي