تعكس صورة الطالب المتفوق مثالاً للجد والمثابرة، والتنظيم، ومتابعة واهتمام الأهل، والتفوق ميزة محببة ومحفزة في المجتمع، وتهتم عائلات رقيّة عدّة بهذه الظاهرة، لكن أن تتفوق في بلدك فهذه من طبيعة الأمور، فكيف إذ تفوقت في بلاد الغربة؟.

"هيا حمود الذياب" من الطالبات اللواتي ينتمين لعائلات تعددت فيها حالات التفوق، فجميع إخوتها من المتفوقين دراسياً، وهي لم تكتفي بأن تتفوق دراسياً، بل تعدى ذلك التفوق على طلبة المملكة العربية السعودية، فنالت العلامة الكاملة بجميع المواد بالتمام والكمال.

بنيتي "هيا".. يا محط فخرنا.. لفوزك عذوبة لا أحلى ولا أسمى.. ولتكريمك شرف لا أبهى ولا أغلى..

وتقول إحدى عبارات التكريم المعبرة والموجهة للطالبة "هيا حمود الذياب" عبر إحدى شهادات التفوق التي منحتها مدرسة "رياض نجد" التابعة لوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية لها نظيراً لتفوقها المستمر: «بنيتي "هيا".. يا محط فخرنا.. لفوزك عذوبة لا أحلى ولا أسمى.. ولتكريمك شرف لا أبهى ولا أغلى.. ».

الطالبة هيا وشقيقها الأصغر عبد العزيز

أسرة موقع eRaqqa زارت أسرة المدرس "حمود الذياب"، وتابعت معهم حكاية تفوق ابنتهم في ديار الغربة، تقول الطالبة المتفوقة "هيا حمود الذياب": «لم يكن من المستغرب أن أحصل على المركز الأول، لأنني وضعت في الحسبان أن أحصل عليه وبالعلامة التامة بجميع المواد، وذلك بسبب اهتمامي الزائد بمتابعة تحصيلي العلمي على أكمل وجه، وبتوجيه ومتابعة من والدي وما وفراه من إمكانات للوصول إلى هذه الدرجة المتميزة، فنلت المرتبة الأولى على مستوى المملكة العربية السعودية للعام الدراسي الحالي /2010 ـ 2011/ في الصف الثالث الثانوي العلمي بمجموع قدره /1650/ من أصل /1650/ وبنسبة /100/ بالمئة وبتقدير عام درجته الامتياز لتفوقي في جميع المواد الدراسية البالغة /14/ مادة».

وتضيف الطالبة "هيا"، قائلة: «استطعت تحقيق النجاح والتفوق بعد تصميمي على ذلك منذ طفولتي وبمساعدة مستمرة من والدي المعلمين، وبدافع من عامل الغربة الذي شكل لدي تحدياً ذاتياً حفزني على المثابرة وبذل المزيد من الجهد في متابعة التحصيل العلمي بكل حرص واهتمام لإنجاز نجاح لافت ومميز يليق بانتمائي لوطني الأم سورية، ومحافظتي "الرقة"، إضافة إلى المستوى العلمي الرفيع الذي توفر لي في المملكة العربية السعودية.

أنا سعيدة جداً بنجاحي أولاً، وثانياً إنني استطعت جني ثمار ما زرعت، وأشعر بفخر كبير عندما تم تكريمي مع زميلاتي في السعودية، وأهدي تفوقي لوطني الأم سورية، الحضن الدافئ الذي أفيء إليه كلماً دعت الحاجة، كما أهديه لوالدي الذين سهرا معي، وتابعا معي لحظة بلحظة مراحل الدراسة وتثبيت المعلومات، وللأسرة التعليمية في مدرستي في المملكة السعودية، وأعتبر هذه اللحظة هي الخطوة الأولى لمتابعة دراستي الجامعية في الجامعات السورية، وقد وضعت في خططي المستقبلية دراسة اختصاص الصيدلة الذي أحبه وعملت ودرست بجد للوصول إليه».

وقالت المعلمة "انفصال الغرسي"، والدة الطالبة "هيا": «ميزة التفوق الدراسي موجودة في العائلة ولا تقتصر على "هيا"، حيث لها شقيقان وشقيقتان وجميعهم من المتفوقين دراسياً، كما أن عملي وزوجي المدرس "حمود ذياب"، في مجال التربية والتعليم ساهم إلى حد كبير في توجيه أبنائنا إلى التفوق، وهم من خلال تطوير ذواتهم حرصوا على تنظيم الوقت والتثقيف الذاتي للوصول إلى أهدافهم ورغباتهم التي رسموها لمستقبلهم الدراسي».

وتضيف "الغرسي"، قائلة: «أتمنى من وزارة التعليم أن تعيد النظر بأوضاع الطلبة السوريين في المغترب، فليس من المعقول أن تدخل ابنتي بعد حصولها على المركز الأول إلى الجامعة السورية ضمن التعليم الموازي، وعلى الأقل أن تعامل كواحدة من أبناء المعلمين، كوننا من الأسرة التعليمية، وقد خدمنا في هذا المجال سنوات عدّة».

وتحدث المدرس "حمود الذياب"، قائلاً: «منذ أن تخرجت من الجامعة، وتعينت مدرساً في مدارس "الرقة"، كنت أهتم بالطلبة المتفوقين، وتعززت هذه الصورة لدي، أثناء استلامي إدارة ثانوية "الرشيد"، وفي حالة أولادي كنت أشدد باللطف والحب والمتابعة مع زوجتي للحصول على أعلى الدرجات العلمية، لكن هذه المرة توّجت ذلك ابنتي "هيا" بحصولها على المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية، وأنا فخور بهذه النتيجة، وأتمنى أن تتابع تفوقها في المرحلة الجامعية، وتحقق مرادها في الحصول على أعلى الدرجات العلمية والوصول إلى مرتبة الدكتوراه».

يذكر أن الطالبة "هيا" من مواليد مدينة "الرقة" السورية عام /1993/م، وهي الشقيقة الوسطى بين أخوتها، "مناف ذياب"، طالب في السنة الثالثة كلية الطب في جامعة "البعث" في مدينة "حمص"، و"نالة" طالبة سنة ثانية بكلية التربية بجامعة "الفرات" في "الرقة"، و"شهلا" في الصف الثاني الثانوي، و"عبد العزيز" في الصف السادس.