نشأ في كنف أسرة فنيّةٍ اهتمت بالشعر والغناء، وكان لهم دورٌ كببرٌ في إحياء لون المولية الفراتية، ثم شقَّ طريقه بهدوء وثقة عندما اغترب في دول "الخليج"، وحقق هناك نجاحاً كبيراً بعدما وجد قبولاً واسعاً في اللون الذي تخصص به.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 29 حزيران 2020 تواصلت مع الفنان "لؤي الحسان" ليتحدث عن مسيرته الفنية حيث قال: «درست المراحل الدراسية في مدارس مدينة "الرقة"، ومن خلالها كانت انطلاقتي الفنية عبر منظمة "طلائع البعث"، حيث كنت أشارك باستمرار في كلّ المسابقات التي كانت تقام بشكل سنوي، وقد حصلت على مرتبة رائد في الغناء، وعلى ضوئها تمّ ترشيحي لتمثيل محافظة "الرقة" في المسابقات المركزية على مستوى القطر.

تعرفت على الفنان "لؤي الحسان" منذ السنوات الأولى من عمره، حيث كان يزورنا بشكل دائم، ويشارك أخي الأكبر في الغناء، وكان صوته جميلاً أشبه بصوت نهر "الفرات" عندما تفيض ماؤه؛ فتشعر بمدى إحساسه وقدرته على تصوير الحالات الإنسانية بأجمل صورها. كذلك يعتبر حالة فريدة من بين فناني "الرقة" من خلال تعامله الطيب مع الجميع، ووفائه لأصدقائه، ورغم اتساع شهرته بعد اغترابه لم تتغير طباعه حيث حافظ على استمرار علاقاته، والتواصل مع أصدقائه والاطمئنان عليهم بشكل مستمر

كنت في تلك الفترة قد حفظت كل مقامات الموسيقا والايقاعات بتشجيع من عمي الشاعر "علي الحسان" الذي كان يعدُّ في تلك الفترة من أبرز شعراء "الرقة" الشباب، ثم تابعت مسيرتي الفنية في منظمة "شبيبة الثورة" من خلال بعض الحفلات التي كانت تقام بين فترة وأخرى، وبعدها انتسبت لفرقة "الرقة" للفنون الشعبية، وشاركت معهم في العديد من النشاطات الفنية، وكان أول ظهور لي بشكل فعلي عام 1997 عبر كاسيت تم تسجيله وتوزيعه متضمناً أول أغنية لي بعنوان "راح الغالي" التي لاقت قبولاً حسناً من المتابعين، ما شجعني على الاستمرار في مسيرتي الفنية، وفي عام 1998 أصدرت كاسيت آخر بعنوان "زمزم ميك يا فراتي"، لكن بعدها توقفت عن الغناء لفترة من الوقت، ولم أعاود نشاطي إلا بعد سفري إلى "دبي" عام 2015 حيث غنيت قصيدة "ما يوم مرتاح" للشاعر العراقي "حامد الغرباوي"، وألحان الفنان "طاهر العجيلي"».

الشاعر محمود الأحمد

وعن أهم مشاركاته يقول: «كانت البداية في مهرجان السياحة، وشاركت ضمن فرقة "الرقة للفنون" لثلاث دورات، ثم شاركت في مهرجان المحبة بـ"اللاذقية" لعدة سنوات، ومهرجان معرض "دمشق" الدولي لأكثر من مرة، أما المشاركات الخارجية فكان أبرزها مهرجان "الطفل العربي" في إمارة "دبي" عام 1998، ومهرجان "الشعر الشعبي" في إمارة "الشارقة" عام 2016، كذلك شاركت في إحياء العديد من الحفلات في عدد من الدول العربية، منها "الإمارات"، "قطر"، "السعودية"، "لبنان"، "العراق"، "سلطنة عمان"، "كردستان"، كما أنجزت عدة فيديوهات تعرض حالياً على عدة قنوات عراقية».

ويضيف بالقول: «كانت لي مشاركات كثيرة إلى جانب عدد كبير من النجوم العرب، ومنهم "نور الزين"، "ساجدة عبيد"، "محمد عبد الجبار"، "ايفان ناجي"، "نايا سليمان"، "زيد الحبيب"، "جلال الزين"، "أحمد المصلاوي"، "حبيب علاوي"، "سارية السواس"، "فهد نوري"، "سارة شاهين"، "محمد الفارس"، و"آدم رأفت"، وغنيت بعض القصائد لكل من الشعراء "حامد الغرباوي"، "حيدر الساعدي"، "أمجد الطائي"، وخلال تلك الفترة أنجزت أكثر من كاسيت تضمنت عدة أغاني منها "المصلحة"، وموال "ما راح وكيفي"، و"يا حرام ويا حرام"، و"أعز ربعي أسوي زين"، و"مو كافي يا دنيا حقيرة"، و"ما يوم مرتاح"، وأغنية "مالت لطم" التي تقول مفرداتها:

مالت لطم عالراس ضاع الوفه يا ناس

جرحوني عافوني حبيتهم بحساس

ابجي واون يا روح تضحيتي ليش تروح

منطيهم اعيوني منهم عشت مجروح

مالت لطم ودموع كلبي الوفي موجوع

نكروني جرحوني صار الغدر موضوع

مالت لطم ودموع كلبي الوفى موجوع

عشرة عمر وأشواك بروحي الندم حراك

باعوني عافوني اسهر واون واشتاك

مناسي جرحي ليش طيب كلب ميعيش

من كثر ما ونيت ما ظل رحم يا ناس

طال السهر يا عين كافي بعد تبجين

بين الندم والا آه يا روحي شمسوين».

الموسيقي "أبو الذهب حمدلس" عنه يقول: «تعرفت على الفنان "لؤي الحسان" منذ السنوات الأولى من عمره، حيث كان يزورنا بشكل دائم، ويشارك أخي الأكبر في الغناء، وكان صوته جميلاً أشبه بصوت نهر "الفرات" عندما تفيض ماؤه؛ فتشعر بمدى إحساسه وقدرته على تصوير الحالات الإنسانية بأجمل صورها. كذلك يعتبر حالة فريدة من بين فناني "الرقة" من خلال تعامله الطيب مع الجميع، ووفائه لأصدقائه، ورغم اتساع شهرته بعد اغترابه لم تتغير طباعه حيث حافظ على استمرار علاقاته، والتواصل مع أصدقائه والاطمئنان عليهم بشكل مستمر».

الشاعر "محمود الأحمد" عنه يقول: «رغم أن أغلبية أصوات المطربين تتشابه في أدائها ومستوياتها، لكن قَلّما تجد صوتاً قوياً يمتلك إحساساً عالياً وعذوبة كالتي يمتلكها الفنان "لؤي الحسان"، فهو فنان موهوب، ويتميز بذوق راقٍ في اختيار مواضيع ومفردات أغانيه، وعندما يغني يطربك بصوته ويشدّك بإحساسه الفراتي الممزوج برائحة تربة محافظته "الرقة"، بالإضافة إلى تنوعه في الاختيار ليجذب كل الفئات العمريّة.

كما أنه يجيد اللون العراقي بطلاقة، وله عدة أغاني ذات طابع عراقي كلاماً ولحناً، ولأنه تذوّق مرارة الغربة تجده دائماً يحن لوطنه "سورية"، وقد كان لي شرف التعاون معه فكتبت له موال "سورية الطاهرة" الذي أبدع في أدائه، وقد لاقى صدى طيباً وحظي بمتابعة كبيرة على صفحات اليوتيوب».

يشار إلى أنّ الفنان "لؤي الحسان" من مواليد "الرقة" 1985.