منذ صغره عشق كرة اليد، وأخلص لها، ولم يستطع الابتعاد عن ملاعبها بعد أن منحها كل محبته، واهتمامه، وكان يقضي معظم أوقاته في خدمة لعبته لاعباً، ومدرباً، وحكماً، وإدارياً، وتميز في كافة المهام التي أوكلت له بالوفاء، والإخلاص، لذلك ليس غريباً أن يحقق النجاح في حياته الرياضية، فقد برز كلاعب مؤثر في فريقه، مما أهله لكي تستعين به الأندية من داخل القطر، وخارجه، وتنقل بين العديد منها، وترك في كل منها بصمات لا تنسى نتيجة وفائه، وحرصه على تقديم أفضل ما لديه، وكان أكبر عطاءاته في ناديه الأم "الشباب" الذي لا يمكن أن ينسى فضله، كونه دافع عن ألوان قميصه فترة طويلة من الزمن.

كما نجح في تأسيس قاعدة واسعة من اللاعبين المتميزين الذي رفدوا فرق النادي، وهي تذكر بوجوده على الدوام، ورغم الحاجة الماسة لجهوده في ناديه، لكن فكرة الاحتراف التي راودته منذ زمن كانت أقوى، وقد سنحت له الفرصة عندما وجد ضالته في أحد الأندية النرويجية، فشد الرحال إلى هناك منذ أكثر من عام ونصف، ورغم بعد المسافات إلا أن حنينه، ومحبته لناديه لم ينقطع فهو على اتصال مستمر مع رفاق دربه من اللاعبين، كما هو على تواصل مع طلابه من فرق القواعد حيث يتابع أخبارهم، ويحثهم على الالتزام، والتدريب المستمر للمحافظة على مستواهم.

وحرصاً من موقع eRaqqa على التواصل مع كوادرنا الرياضية في المغترب، وجهنا بعض الأسئلة للاعب، والمدرب المحترف في النرويج "عبد الرزاق العاني" عبر الايميل فأجابنا مشكوراً بتاريخ (5/1/2010).

لقطة من احدى المباريات

  • متى بدأت بممارسة الرياضة، وفي أي عام، ولماذا اخترت كرة اليد تحديداً؟
  • **بدأت بممارسة اللعبة في عام /1994/ في المدارس، واخترت كرة اليد لأنها لعبة متميزة بالمحافظة، وتعتمد على القوة، والسرعة، والذكاء.

    يحمل كاس الجمهورية

  • من كان له الفضل في تطور مستواك، وبمن تأثرت من اللاعبين؟
  • ** الفضل الأول للكابتن "ياسين العبد العمر"، والحقيقة هناك كان من له فضل كثير علي من المدربين وهم د. "بسام سويد"، "باسل حمادة"، "خالد شويخ"، "عبد الله الجاسم"، "أيمن سفان" ومن اللاعبين الذين تأثرت بهم لاعب منتخب مصر سابقاً "أيمن الألفي".

  • ما هي الفرق التي لعبت لها؟
  • ** "الشباب"، و"الشرطة"، و"الطليعة" إعارة فترة قصيرة داخلياً، وخارجياً مع "الهوليديه بيتش"، و"مار الياس" في "لبنان"، و"الحسين" في "الأردن"، وفي "النرويج" لاندسوس"، والآن "بيرغن".

  • متى اتجهت إلى مجال التدريب، ولماذا اخترت هذه المهنة؟
  • اتجهت إلى التدريب بشكل رسمي في عام /2004/، واخترت التدريب لأني شعرت بأنني قادر على تقديم شيء للنادي في هذا المركز بالإضافة لكوني لاعب فيه.

  • ما هي صفات المدرب الناجح برأيك؟
  • ** قوة الشخصية، قراءة جيدة للملعب، القدرة على تطوير إمكانيات فريقه، متابعة كل صغيرة، وكبيرة في عالم اللعبة، ومواكبة التطور الحاصل باللعبة، والعامل الأهم قدرته على التقرب من لاعبيه، وكسب ثقتهم لكي يحصد نتائج عمله.

  • ما هي الفرق التي دربتها، والنتائج التي أحرزتها؟
  • ** كافة فئات نادي "الشباب" من الصغار حتى الشباب، ولعدة سنوات، وهنا لي كلمة عندما كنت مدرباً لقواعد النادي، وحققت نتائج جيدة، وكنا دائماً ضمن الفرق المنافسة، وهذا لم يأتِ من فراغ فقد قدمت لي إدارة النادي السابقة كل مستلزمات النجاح، وعلى رأسها الأساتذة "فيصل الطريف"، "حسين هلال"، و"عايد المسرب"، وكان اللاعبون يقدمون تضحيات كبيرة، وكنت أزرع فيهم حب النادي قبل أي شي آخر، وكنت أركز على مسألة الأخلاق قبل اللعب، وأتمنى من الجميع الآن مساندة الكابتن "عبد الرزاق الدرويش"، والصبر على عمله، والنتائج جيدة قادمة بعون الله، ويجب إعادة الكابتن "ياسين العمر" لتدريب القواعد، وعندما يمتلك نادي "الشباب" مدربين مثل "أبو حمود"، و"عبيد" فالنادي بخير في قواعده، والنتائج التي حققتها كانت على الشكل التالي:

    ثالث دوري الشباب عام /2004/، وبطولة مرحلة الإياب، ثالث دوري الشباب أيضاً عام /2005/، المركز الرابع أشبال عام /2005/، المركز الرابع أشبال عام /2006/، المركز الرابع أشبال عام /2007/، المركز الثاني أشبال عام /2008/، مرحلة الذهاب فقط. بعدها سافرت إلى النرويج، المركز الثالث شباب في مرحلة الذهاب فقط عام 2008، بالإضافة لبطولة عدة تجمعات، ووصيف دورة نادي "الشباب" في جميع الدورات، والمركز الثالث في عدة بطولات للصغار.

  • متى تم دعوتك للمنتخب الوطني؟
  • ** عام /2000/، وكنت في بداية مرحلة الناشئين، واستدعيت لمنتخب الشباب،

  • كيف راودتك فكرة السفر، والاحتراف في أوربا؟
  • ** منذ فترة طويلة، وأنا احلم باللعب في أوربا، وتنقلت بين سورية، ولبنان، والأردن ثم انتقلت للعب في النرويج.

  • ما هي الفرق التي لعبت، ودربتها هناك؟
  • ** لعبت في البداية مع نادي "ستوك ماركنز" ثم انتقلت إلى "لاندسوسو"، وفي هذا الموسم انتقلت للعب مع نادي "بيرغن".

  • كيف كان شعورك، وأنت تغادر القطر؟
  • ** الحقيقة غادرت سورية متردداً، وخاصة بعد وصولنا إلى قمة كرة اليد السورية، وبدأت أقطف ثمار ما بنيته في الفئات العمرية بالنادي، وسافرت، وأنا في حالة حزن شديد على فراق زملاء أعزاء، ورفاق درب قضيت معهم أحلى الأوقات، ولي معهم ذكريات حلوة، ولن أنسى أجمل أيام عمري مع أهل اللعبة في كل سورية مثل الكابتن "محمود نجار" من نادي "الطليعة"، ومن نادي "الشباب"، "خالد الموسى"، و"فراس أحمد"، و"هشام شويخ"، و"وافي قدور"، و"عبيدة العبد"، و"يوسف الحيون"، و"منار المفضي"، و"موسى الموسى"، ولاعبي النادي الصغار الذين أشرفت على تدريبهم.

    * كيف وجدت الأجواء هناك؟

    ** الأجواء مشجعة جداً كانت في البداية، لكن وجدت بعض الصعوبة في تعلم اللغة، لكن بعد مرور فترة من الوقت، وبعد الاختلاط مع اللاعبين، والمدربين تجاوزت هذا الأمر، وتعلمت اللغة بشكل مقبول.

  • ما هي الأعمال التي قمت بها خلال وجودك في النرويج؟
  • ** اللعب، والتدريب، والتحكيم، والآن ابتعدت قليلاً عن التحكيم، والتدريب في فرق النادي لأني أضع كل جهدي في اللعب فقط، لأني بدأت اللعب في الدوري الأول بالنرويج، هذا يتطلب جهد، وتركيز كبير في التدريب.

  • هل كنت تتابع أخبار فريق يد الشباب"؟
  • ** نعم أنا دائماً أحرص على متابعة أخبار، وأوضاع النادي، وكنت أتابع كل الأمور عبر الانترنيت، وأصل مع كافة اللاعبين للاطمئنان عليهم، وأحثهم على الالتزام بالتدريب، وأقوم بحل بعض المشاكل التي كانت تحدث لدى فرق القواعد، أنني كنت أتبر نفسي مسؤولاً عنهم حتى، وأنا خارج القطر.

  • ما و شعورك عندما عدت للقطر، وشاركت مع زملائك إحراز بطولة الكأس في الموسم الماضي؟
  • ** أعتبر هذه المناسبة هي من أجمل اللحظات في حياتي، فقد حملت الكأس، وأنا سعيد جداً، كون هذا الانجاز يحدث لأول مرة في تاريخ النادي، ورغم وصولي قبل سفر الفريق إلى المباراة النهائية، وكنت متعباً من السفر، ومنقطع عن التدريب بسبب انتهاء الموسم في النرويج، لكن إصرار إدارة النادي السابقة، والمدرب، واللاعبين، والجمهور على سفري، وتواجدي معهم، والمشاركة، التي نجحنا من خلالها بتحقيق الفوز بجدارة على فريق "النواعير"، وحملنا الكأس الغالية وسط فرحة جمهورنا الذي تواجد بكثافة لتشجيعنا.

  • ما هو رأيك بنتائج فريق "الشباب" في البطولة الآسيوية في الأردن؟
  • ** هناك من يحاول إيهام الناس بأن الفريق كان ممتازاً في البطولة، وقدم أداءً جيداً، وغير ذلك، لكن الحقيقة، وبكل صدق أن الفريق لم يقدم شيئاً يذكر، وأقل ما يمكن كان يجب أن يصل إلى الدور نصف نهائي هذا أقل شيء، لأن الفرق التي لعب معها مستواها أقل من مستوى فرق "الجيش"، و"النواعير"، و"الشعلة" بكثير، لكن عدم انسجام الفريق مع المحترفين، وقلة خبرة المدرب الدولية رغم نجاحه محلياً، وكان من الأجدى تعيين مدير فني صاحب خبرة دولية بالإضافة "للسفان" نفسه.

  • ما هو رأيك بكرة اليد السورية؟
  • ** كرة اليد السورية متراجعة كثيراً، وهي على مشارف الهاوية، وأصبحت شبه منسية لكن أملنا كبير بعودة ربان كرة اليد السورية العميد "علي صليبي" في العودة إلى المنافسات بقوة.

    * ما هي السبل لتطويرها؟

    ** إقامة بطولات أخرى غير الدوري، والكأس، الاهتمام بالمدربين، والحكام، وتطوير مستواهم، إقامة المعسكرات، والمشاركة في البطولات، وبجميع الفئات وللإناث، والرجال، الاهتمام بالقواعد، استقدام طاقم تدريبي أوربي، الاحتكاك مع المدارس الأوربية.

  • ما هو الفارق بين كرة اليد السورية، والأجنبية (النرويج)، وكيف الوصول إلى مستوى تلك الدول؟
  • ** الفرق كبير، ولا يمكن المقارنة معهم، ويجب علينا الاهتمام بالقواعد، وبنائها على أسس سليمة، واستقدام افضل مدربي القواعد في العالم.

  • ما هو شعورك، وأنت تمثل سورية في المغترب؟
  • ** هذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي، ولكن الحمد الله أنا راضٍ على ما قدمته خلال فترة وجودي، وتركت انطباعاً جيداً لدى وسائل الإعلام هناك، حيث كتبت إحدى الصحف النرويجية بعد أن أفردت للحديث عني صفحتين، وعنونت مقالتها بنجم المنتخب السوري يتألق في الصالات النرويجية، وأشعر بفخر، واعتزاز عندما يقدمني الفريق أثناء المباريات بالنجم السوري، لذلك أنا أشعر بالسعادة كوني أعطي انطباعاً جميلاً عن الرياضة السورية في الملاعب الأوربية.

  • ماذا استفدت من تجربة الاحتراف؟
  • ** استفدت الكثير، وأذكر منها الانضباط، وعدم التدخل في أي شي لا يخصني، الراحة النفسية، نتيجة توفر كل المستلزمات المادية، والمعنوية، الاحتكاك مع عدة مدارس في اللعبة من خلال محترفيها، والكثير من الأمور الأخرى التي تتوفر نتيجة وجود نظام الاحتراف.

  • ماذا تقول لإدارة النادي بشأن كرة اليد؟
  • ** أنصح الإدارة العمل بكل جدية، والمحافظة على القمة، والألقاب، والاهتمام بالقواعد بشكل كبير لأنهم أمل النادي.

  • هل يستطيع فريق "الشباب" تكرار انجازاته في الحصول على بطولة الدوري، والكأس مرة أخرى؟
  • ** طبعاً، وهذا لا نقاش فيه محلياً، لأن "الشباب" هو الأفضل، وبفارق كبير عن باقي الفرق، والمحافظة على الانجازات لا يمكن المساومة عليها، ومجموعة اللاعبين في الوقت الحاضر هم الأفضل في سورية، لذلك يجب المحافظة على لقب بطولة الدوري، والكأس مرة أخرى، والتفكير مستقبلاً بالمشاركات الآسيوية، وتحقيق النتائج الجيدة فيها.

  • هل هناك لاعبون تأثرت بهم خلال مسيرتك، وماذا تقول لهم؟
  • اللاعبون هم زملائي في نادي "الشباب" جميعاً الذين أكن لهم كل احترام، وتقدير، وأتمنى لهم التوفيق دائماً، وفي كل مجالات الحياة، ومحبتهم، ومحبة النادي تحتل جزءاً كبيراً من قلبي.

  • رسالة، أو كلمة لمن توجهها؟
  • الرسالة إلى أوجهها إلى إدارة النادي السابقة التي صنعت للنادي انجازات تاريخية، وأقدم لهم شكري العميق على ما بذلوه من جهد خلال وجودهم في النادي، والرسالة الأخرى إلى لاعبي، وجمهور النادي، وأقول لهم إن نادي "الشباب" كبير بلاعبيه، وجمهوره المحب، ولهم مني أجمل تحية من النرويج، ورسالة أخرى هي ضرورة الاهتمام بالقواعد، وأكررها مراراً، وتكراراً حرصاً على مستقبل النادي.

    الرسالة الأخيرة إلى موقع eRaqqa الرائع، الذي أتابع من خلاله كافة أخبار محافظتي "الرقة"، وأتوجه بالشكر الجزيل لإدارته، وكافة العاملين فيه، ولهم مني أجمل التحيات لتوفيرهم لنا فرصة التواصل المستمر مع أبناء بلدنا الحبيب.