كان من أبرز الأبطال الذين تربعوا على عرش رياضة الدراجات السورية، وبقي مسيطراً على صدارة البطولات المحلية طوال فترة التسعينيات، ولم يقتصر تألقه على الصعيد المحلي، بل امتد ليعتلي منصات التتويج في كثير من البطولات العربية، والقارية، ولا يمكن أن ننسى مشاركته في دورة المتوسط العاشرة التي جرت في "اللاذقية" في صيف /1987/ عندما جارى أبطال فرنسا، وإيطاليا، واسبانيا، وظل متقدما عليهم حتى الأمتار الأخيرة، عندما لعبت الخبرة دورها في حسم بطولة السباق لهم، لكنه جاء في المركز الخامس متقدماً على كثير من الأبطال الأوربيين من دول مختلفة الذي أبدوا دهشتهم من قدرة، وإمكانيات الدراج السوري، وعزيمته التي أحرجت أبطال أوروبا في هذه البطولة.

خسرت الدرجات السورية جهود هذا البطل عندما قرر الهجرة إلى السويد، وبغيابه فقدت دراجات القطر أبرز أبطالها الذي حصد لها العديد من الميداليات الملونة خلال مشاركاته المتعددة على مدى خمسة عشر عاماً، لكن خلال تواجده في موطنه الجديد لم يستطع الابتعاد عن رفيقة دربه الدراجة، التي عاش معها أحلى الذكريات، ورغم مشاغل عمله، إلا أنه خصص لنفسه بعض الوقت للمواظبة على التدريب المستمر، ونتيجة لذلك نجح بالقيام برحلة طويلة من السويد إلى سورية في العام الماضي استمرت شهراً كاملاً، وحظيت رحلته التي تحمل من أجلها الكثير من المشاق تقديراً واسعاً من كافة الأوساط الرياضية بالقطر، وجرى له استقبالاً متميزاً على الحدود السورية التركية من قبل زملائه، وأصدقائه من "الرقة"، ومختلف المحافظات الأخرى، وحل ضيفاً عزيزاً على أحبائه، وزملائه من رياضيي "الرقة"، وناديه السابق "الشباب" الذي عاش فيه أيام حلوة.

كان هناك اهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية بأحداث السباق، وله متابعة إعلامية متميزة، وكل المشاركين فيه يلقون الاحترام، والتقدير من كل الجهات

بعد عودته إلى "السويد"، ولأنه يهوى التحديات، والمغامرات بدأ بالتخطيط لتجربة جديدة أنهاها بنجاح منذ عدة أشهر، وقام على أثرها بزيارة إلى محافظة "الرقة" للاطمئنان على الأهل، والأصدقاء، وقد التقى موقع eRaqqa بتاريخ (25/11/2009) بالبطل السابق "سربست سعيد" ليحدثنا على تجربته الجديدة.

الدراج سربست سعيد

وبعد تهنئته بالعودة، والوصول بالسلامة بدأ حديثه قائلاً: «شاركت في العام الحالي /2009/ بسباق تحمل على الدراجة الهوائية لمسافة /1200/كم، وكانت بداية الانطلاقة من الدانمرك، والى السويد، ومن ثم إلى النرويج، وقد جرت العادة على إقامة هذا السباق كل أربع سنوات، وشارك فيه خمسون متسابقاً من دول الدانمرك، السويد، النرويج، فنلندا، استراليا، أمريكا، وكل متسابق يرغب في المشاركة في هذا السباق عليه خوض أربع مراحل، وقد مررت في هذه التجارب، حيث باشرت بالمرحلة الأولى في الشهر الرابع من السنة الحالية، وقطعت مسافة /200/ كم بزمن ثمان ساعات، والمرحلة الثانية قطعت مسافة /300/كم بزمن /10/ ساعات، والمرحلة الثالثة قطعت مسافة /400/كم بزمن /16/ ساعة، والرابعة كانت لمسافة /600/كم بزمن /31/ ساعة، ومن الشروط المطلوبة في هذه التجارب أن لا يتجاوز المتسابق /12/ ساعة في المرحلة الأولى، و/20/ ساعة في المرحلة الثانية، و/27/ ساعة في المرحلة الثالثة، و/40/ ساعة في المرحلة الرابعة.

وبعد النجاح في خوض كل هذه المراحل بدأ الاستعداد الجدي للسباق الذي انطلق في شهر أب من الدانمرك، ومررنا بالسويد، وانتهى في النرويج، وهذا السباق معترف به من قبل الاتحاد الدولي "الاسكندنافي"، ويعتبر تحضيراً للسباق الدولي الذي سيقام في فرنسا كل أربع سنوات، واسمه "باريس بريس"، وسيقام هذا السباق في عام /2011/، ومنذ الآن أجهز نفسي للمشاركة في هذا السباق الدولي الذي يحظى بمشاركة واسعة من جميع الأبطال في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى حوالي خمسة آلاف متسابق».

وعن الصعوبات التي واجهته من خلال مشاركته في هذا السباق يقول البطل "سربست سعيد": «إن معظمها يتعلق في تأمين المبيت، ووجبات الطعام، ومستلزمات الدراجة، وقطع التبديل التي تحتاجها أثناء الأعطال، إضافة إلى وعورة الطرق التي سلكناها خلال السباق».

وعن كيفية التعامل مع أجواء السباق يقول: «التقيت مع عدد من الأبطال الذي شاركوا في تجارب سابقة، واستطعت الحصول منهم على معلومات هامة جداً، حول كل ما يتعلق بأمور هذا السباق، الأمر الذي سهل علي الكثير من الأخطار، والعقبات التي كانت تواجهني على الطريق».

وعن ردود الأفعال، وصدى مشاركته في السباق يقول: «كان هناك اهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية بأحداث السباق، وله متابعة إعلامية متميزة، وكل المشاركين فيه يلقون الاحترام، والتقدير من كل الجهات»

وعن مشاريعه القادمة في هذا الإطار قال: «أحضر للقيام برحلة واسعة على دراجتي في العام القادم /2010/، وستصل المسافة إلى /10/ ألاف كم، لكن لم أحدد جهة المسير بعد، حيث سيخضع الأمر للكثير من الاستشارات، وتبادل الرأي مع جهات متعددة».